«داعش» يفرج عن 19 شخصا من الآشوريين الأسرى بـ«وساطات عشائرية»

اتهام وحدات الحماية الكردية بتهجير الأهالي وإحراق المنازل.. والأخيرة تنفي

اثنان من أهالي قرية تل كوران الآشورية المفرج عنهم من قبل «داعش» (المرصد الآشوري لحقوق الإنسان)، وامرأة آشورية مع بعض النازحين هربا من تنظيم داعش يصلون في كنيسة في جرمانا بدمشق أمس (أ.ف.ب)
اثنان من أهالي قرية تل كوران الآشورية المفرج عنهم من قبل «داعش» (المرصد الآشوري لحقوق الإنسان)، وامرأة آشورية مع بعض النازحين هربا من تنظيم داعش يصلون في كنيسة في جرمانا بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يفرج عن 19 شخصا من الآشوريين الأسرى بـ«وساطات عشائرية»

اثنان من أهالي قرية تل كوران الآشورية المفرج عنهم من قبل «داعش» (المرصد الآشوري لحقوق الإنسان)، وامرأة آشورية مع بعض النازحين هربا من تنظيم داعش يصلون في كنيسة في جرمانا بدمشق أمس (أ.ف.ب)
اثنان من أهالي قرية تل كوران الآشورية المفرج عنهم من قبل «داعش» (المرصد الآشوري لحقوق الإنسان)، وامرأة آشورية مع بعض النازحين هربا من تنظيم داعش يصلون في كنيسة في جرمانا بدمشق أمس (أ.ف.ب)

أفرج تنظيم داعش يوم أمس عن 19 شخصا (17 رجلا وامرأتين) من بين نحو 250 أسيرا من الآشوريين كان قد اختطفهم الأسبوع الماضي في ريف الحكسة، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» «أنّه رغم أنّ المحكمة الشرعية في التنظيم كانت قد أصدرت قرارا أول من أمس بالإفراج عن 28 شخصا من الذين اختطفوا في المعركة الأخيرة وشخص واحد كان قد اختطف في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن هناك معلومات تشير إلى وساطات عشائرية أدّت إلى اتخاذ قرار الإفراج عنهم». ولفت إلى أنّ الذين أطلق سراحهم أمس جميعهم من منطقة تل كوران، فيما من المتوقع أن يطلق سراح التسعة الباقين الصادر بحقهم قرار الإفراج خلال ساعات.
من جهته قال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، في بيان له، إن «الأهالي أبلغوه بالإفراج عن عشرات المختطفين بعضهم من قرية تل كوران، وبأن 6 أشخاص من قرية تل شاميران ممن كان قد انقطع الاتصال معهم وصلوا إلى بلدة تل تمر التي تبعد 40 كيلومترا عن الحسكة». وأشار المرصد، وفقا لتأكيدات الأهالي، إلى أن آخرين «في طريقهم إلى مدينتي الحسكة والقامشلي».
في غضون ذلك، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان والائتلاف الوطني لقوى المعارضة وحدات الحماية الكردية بقيامها بحملة تهجير وإحراق منازل في تل حميس وتل براك، وهو الأمر الذي نفته الوحدات في بيان لها، مؤكدة أنها ستقوم بمحاسبة المتورطين إذا ثبت ارتكابهم الاتهامات الموجهة إليهم.
وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم مسلط: «تشن ميليشيا ما تسمى (وحدات حماية الشعب) حملة قتل وتهجير في ريف مدينة تل حميس جنوب القامشلي، وتفيد أنباء مقلقة للغاية بأنها عمدت إلى حرق عدد من المنازل في عدة قرى هناك».
واستنكر ما وصفه «بالصمت الدولي المستمر أمام الاستراتيجية المفضوحة التي يعتمدها نظام الأسد والميليشيات التابعة له بهدف نشر الفوضى والقتل والدمار وتهجير المدنيين».
وأوضح أنّ «التقارير تؤكد نزوح الآلاف من قرى المنطقة قبل وصول تلك الميليشيا خوفا من وقوع مجازر جماعية بحقهم وتجنبا لوقوعهم بين سندان تنظيم داعش الإرهابي من جهة وجرائم نظام الأسد وبراميله من جهة أخرى».
من جهته، طالب المرصد الأكراد والفصائل المساندة لهم في محافظة الحسكة، بعدم ارتكاب أي انتهاك لحقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها أو التي سيطروا عليها أخيرا خلال اشتباكات مع تنظيم داعش في تل حميس وقراها وتل براك، مشيرا إلى حصوله على صور تظهر مقاتلين من وحدات الحماية وخلفهم دخان متصاعد من منازل في قرية الحسينية بريف تل حميس التي قضى بقربها عشرات المقاتلين من الأكراد في كمائن التنظيم في شهر فبراير (شباط) من عام 2014. وأشار المرصد إلى أنّ سكان المنطقة قالوا إن عناصر من الوحدات أضرموا النيران في منازل بالقرية ومنازل أخرى كان يقطنها عناصر التنظيم ومسلحون موالون لها في القرية.
في المقابل، توجه ريدور خليل، الناطق باسم وحدات الحماية، إلى جميع وسائل الإعلام طالبا الدقة فيما ينشر من قبل أطراف قال إنها معروفة بمساندتها لـ«داعش»، لا تتورع عن القيام بأي عمل لتشويه صورة الوحدات. وقال في بيان له: «ونحن من جانبنا، وللوقوف على حقيقة ما جرى، اتخذنا كل الإجراءات للوصول إلى بلدة تل حميس للاطلاع بشكل ميداني على الأوضاع، وفي حال ثبوت وجود يد لأي مقاتل من مقاتلي الوحدات أو أي شخص آخر، حتى وإن بشكل فردي، في حرق أي منزل من المنازل، أو الإقدام على أي فعل يتنافى مع أنظمتنا الداخلية، فإننا سنقوم بتطبيق اللوائح الداخلية لوحدات حماية الشعب بكل شفافية».
وميدانيا، استمرت الاشتباكات يوم أمس في ريف الحسكة بين وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش، بعد ساعات على استعادة سيطرة الأكراد على منطقة تل براك ما أسفر عن مقتل 70 عنصرا من «داعش» بينهم أميران وهما أبو بكر الصفاوي، وجواد الحسكاوي، وفق بيان لوحدات الحماية، مشيرة إلى تنفيذ الوحدات عملية ضد المقاتلين بين بلدتي تل براك وتل حميس أسفرت عن تحرير قرية «أم الروس» الاستراتيجية.
وكان المرصد قد وصف سقوط تل براك بـ«الانهيار الثالث لتنظيم داعش» خلال شهر و3 أيام.
وأعلن في وقت متأخر من يوم السبت عن سيطرة وحدات الحماية مدعمة بجيش الصناديد المكون من بعض العشائر على بلدة تل براك بشكل كامل، عقب اشتباكات عنيفة استمرت يومين مع تنظيم داعش في البلدة الواقعة في جنوب غربي تل حميس. وكان ذلك بالتزامن مع قصف لطائرات التحالف الدولي على مواقع للتنظيم في البلدة، وسط فرار عناصر التنظيم باتجاه المناطق التي يسيطر عليها في محافظة الحسكة، ومقتل عشرات آخرين منهم.
وأتى ذلك، بعد يوم واحد على سيطرة الوحدات، على بلدة تل حميس، وانسحاب التنظيم منها إلى مناطق أخرى يسيطر عليها في محافظة الحسكة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.