للمرة الأولى عالمياً... محطة طاقة نووية روسية مجهزة بمفاعل سريع

شعار مؤسسة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية (رويترز)
شعار مؤسسة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية (رويترز)
TT

للمرة الأولى عالمياً... محطة طاقة نووية روسية مجهزة بمفاعل سريع

شعار مؤسسة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية (رويترز)
شعار مؤسسة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية (رويترز)

للمرة الأولى في تاريخ صناعة الطاقة النووية العالمية، يتم إنشاء محطات للطاقة النووية مجهزة بمفاعل سريع، حيث بدأت مؤسسة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية، بناء وحدة طاقة فريدة من نوعها مجهزة بمفاعل سريع النيوترونات «بريست - أو دي - 300» في مدينة سيفيرسك بمقاطعة تومسك.
وانطلقت، اليوم (الثلاثاء)، في المصنع السيبيري للكيماويات التابع لشركة «تفيل» للوقود، والتي تدخل ضمن «روساتوم»، أعمال إنشاء الوحدة النووية. ووفق بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، جرت مراسم صب الخرسانة الأولى في لوح الأساس لهذا المفاعل، بحضور سيرغي جفاتشكين محافظ مقاطعة تومسك، وأليكسي ليخاتشيف المدير العام لمؤسسة «روساتوم»، وميخائيل كوفالتشوك رئيس «معهد كورشاتوف» للبحوث العلمية، وآخرين.
وأقيمت المراسم في إطار فعاليات عام العلوم والتكنولوجيا في روسيا (2021)، والذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويستخدم المفاعل الجديد المبرد بالرصاص وقود نتريد اليورانيوم والبلوتونيوم المختلط (وقود MUPN)، وهو نوع جديد من الوقود النووي يعد الأمثل لفئة المفاعلات سريعة النيوترونات، وستبلغ القدرة المركبة للمفاعل 300 ميغاوات.
ومن المقرر أن يصبح المفاعل جزءاً من منشأة ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى الصناعة النووية العالمية وهو مجمع الطاقة التجريبي (PDEC)، والذي يعد منصة لتطوير التقنيات النووية المستقبلية وستضم ثلاثة مرافق مترابطة لا مثيل لها في العالم، وهي مصنع إنتاج وقود MUPN (الإنتاج - إعادة المعالجة)، ووحدة الطاقة «بريست - أو دي - 300»، ومصنع إعادة معالجة الوقود النووي المشع.
وحسب البيان الروسي فإنه للمرة الأولى في تاريخ صناعة الطاقة النووية العالمية يتم إنشاء محطات للطاقة النووية مجهزة بمفاعل سريع، ومرفق سيكون عبارة عن دورة وقود نووي مغلقة في الموقع نفسه.
وسيخضع الوقود النووي المشع بعد معالجته لعملية إعادة الإنتاج للحصول على وقود طازج منه. وتدريجياً سيعمل هذا النظام (الإنتاج - إعادة المعالجة) بطريقة مكتفية ذاتياً حتى يصبح مستقلاً تقريباً عن إمدادات موارد الطاقة من خارج المجمع.
وقال أليكسي ليخاتشيوف، مدير «روساتوم»: «ستصبح قاعدة الموارد المستخدمة في صناعة الطاقة النووية لا تنضب تقريباً بفضل إعادة معالجة الوقود النووي المستهلك مرات لا حصر لها... وبهذه الطريقة ستُحل مشكلة تراكم الوقود النووي المستهلك للأجيال القادمة... سيتيح التنفيذ الناجح لهذا المشروع لروسيا أن تصبح أول دولة في العالم تمتلك تكنولوجيا نووية تلبّي تماماً مبادئ التنمية المستدامة، إذ تكون صديقة للبيئة ومتوافرة وموثوقة وفعالة من حيث كفاءة استخدام الموارد».
وأضاف فياتشيسلاف بيرشوكوف، رئيس مشروع «الاختراق»، الممثل الخاص للمشاريع الدولية والعلمية والتقنية لمؤسسة «روساتوم»، أن تصميم المفاعل المبرد بالرصاص يعتمد على مبادئ ما تسمى «السلامة الطبيعية». وقال: «بفضل ميزات المفاعل تمكنّا من التخلي عن جهاز (الماسك الأساسي) وتقيض عدد عناصر نظم الدعم وكذلك خفض فئة الأمان للمعدات الخارجية للمفاعل.... يتيح التصميم المتكامل للمفاعل وطريقة عمله استبعاد حدوث الحوادث التي تتطلب إخلاء السكان (العائشين في المناطق المحيطة)».
وتكمن ميزة المفاعلات السريعة في قدرتها على استخدام المنتجات الثانوية لدورة الوقود النووي بكفاءة لإنتاج الطاقة. ولكونها تتسم بسرعة عالية لتوليد مواد انشطارية يمكن للمفاعلات السريعة أن تنتج أكبر مقدار من الوقود المستقبلي، بالإضافة إلى قدرتها على «إحراق» عناصر كيميائية مشعة تقع بعد اليورانيوم في الجدول الدوري (الأكتينيدات).


مقالات ذات صلة

واشنطن: لا نرى «أيّ سبب» لتعديل العقيدة النووية الأميركية

الولايات المتحدة​ البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)

واشنطن: لا نرى «أيّ سبب» لتعديل العقيدة النووية الأميركية

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم الخميس أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية بعد ما قامت به روسيا في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن اجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ا.ف.ب)

بايدن وشي يحذران من «مخاطر» سيطرة الذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينغ، على ضرورة الحفاظ على السيطرة البشرية على قرار استخدام الأسلحة النووية.

«الشرق الأوسط» (ليما)
شؤون إقليمية صورة التقطها قمر «بلانت لابس» لحفريات تحت جبل قرب منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم وسط إيران في 14 أبريل 2023 (أ.ب)

تقرير: إسرائيل دمّرت منشأة إيرانية سرية لأبحاث الأسلحة النووية

كشف موقع «أكسيوس» الإخباري، اليوم الجمعة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن إسرائيل نفذت هجوماً استهدف منشأة سرية إيرانية في منطقة بارشين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي هائل (رويترز)

روسيا تُجري تجارب إطلاق صواريخ في محاكاة لرد على هجوم نووي

أجرت روسيا، الثلاثاء، تجارب إطلاق صواريخ على مسافات تصل إلى آلاف الأميال لمحاكاة رد نووي «هائل» على ضربة أولى للعدوّ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا كيم جونغ أون يراقب إحدى التجارب الصاروخية (أرشيفية - رويترز)

هل يدفع الاستعراض النووي لزعيم كوريا الشمالية واشنطن لإعادة حساباتها؟

هناك إجماع مزداد بين المتخصصين في السياسات بواشنطن، حول ضرورة أن تعيد الإدارة الأميركية المقبلة التفكير في أهدافها الأساسية بشأن كوريا الشمالية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.