سكان عدن متخوفون من تحويلها إلى ساحة صراع مسلح

المدينة باتت محط أنظار العالم

سكان عدن متخوفون من تحويلها  إلى ساحة صراع مسلح
TT

سكان عدن متخوفون من تحويلها إلى ساحة صراع مسلح

سكان عدن متخوفون من تحويلها  إلى ساحة صراع مسلح

باتت عدن، بحكم الواقع، هي العاصمة السياسية لليمن إلى جانب كونها العاصمة الاقتصادية، وذلك بعد أن أصبحت مقرا يدير منه الرئيس عبد ربه منصور هادي شؤون البلاد، بعد أن تمكن من مغادرة مقر إقامته الجبرية في منزله بصنعاء، وكانت عدن عاصمة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الشمالي)، رسميا منذ استقلال الجنوب عن الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967، عندما رحل آخر جندي بريطاني من عدن، وحتى قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو (أيار) عام 1990؛ حيث أصبحت صنعاء عاصمة لليمن الموحد، بعد أن كانت عاصمة للشطر الشمالي، الجمهورية العربية اليمنية.
ورغم أن مدينة عدن باتت اليوم محط أنظار العالم وعادت إليها الحياة الدبلوماسية، باستئناف السفارات لعملها لدى اليمن، بعد إغلاق أبوابها في صنعاء التي باتت تحت سيطرة كاملة من قبل ميليشيات الحوثيين، فإن المزاج العام للمواطن العدني تكتنفه الكثير من المخاوف، نظرا للصراعات التي شهدتها المدينة طوال العقود الماضية والتي دفع ثمنها سكانها، وقال بعض المواطنين لـ«الشرق الأوسط» إن ما يجري، حاليا، لا يعنيهم إطلاقا لأن الصراع لا يخصهم، وهم متخوفون من تحوله إلى صراع مسلح داخل الجنوب عموما، وعدن على وجه الخصوص، وينظر بعض المواطنين في عدن إلى مسألة نقل السفارات إلى المدينة على أنه «تأجيج للصراع وتأزيم لعدن ستدفع هي ثمنه».
وتعرضت عدن في الحرب الأهلية عام 1994 للتخريب والنهب من قبل الشماليين، أو ما كانت تسمى «قوات الشرعية» التي كان يقودها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبعض حلفائه الجنوبيين، في مقدمتهم نائبه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وخلال السنوات التي أعقبت الحرب وانتصار الطرف الشمالي فيها، وعدن تعيش صراعات متعددة ومتنوعة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وخلال السنوات الماضية برزت فيها تحركات لـ«الحراك الجنوبي» المنادي بفصل الجنوب عن الشمال، ومع مرور السنوات، تعددت مكونات الحراك وفصائله، وباتت عدن مقسمة ومجزأة، حاليا، بين الحراك وميليشيات «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والقوات العسكرية والأمنية التي يوالي بعضها هادي والبعض الآخر الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والبعض الأقل نسبيا جماعة الحوثي، كما هو الحال في شمال البلاد.
وعاشت عدن أكثر من 130 عاما تحت الاستعمار البريطاني الذي كان يعتبرها من أفضل مستعمراته في الشرق، وكانت ملامح المدنية واضحة في المدينة التي توجد بها نسخة مصغرة لساعة «بيغ بن» الشهيرة في لندن، وهذه النسخة الموجودة في حي التواهي، لا يوجد لها مثيل سوى في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، إضافة إلى وجود تمثال للملكة فيكتوريا في حديقة التواهي، وعدد من الكنائس والمقابر المسيحية والمعابد اليهودية ولغيرهم من معتنقي الديانات الأخرى، وكانت التجربة البرلمانية في عدن هي الأقدم على مستوى منطقة الجزيرة العربية، عبر المجلس التشريعي، إضافة إلى تقدم المدينة في كثير المجالات على دول المنطقة في التعليم والطرقات والمؤسسات والخريجين الجامعيين، وغير ذلك، إلا أن دور عدن تراجع خلال العقود الماضية بسبب الصراعات السياسية، وكان أبناء عدن يأملون أن تحمل الوحدة اليمنية المدينة إلى العالمية نظرا لوجود كل المقومات، وبالأخص الميناء الدولي الأهم في المنطقة، غير أن تلك الأمنيات، بحسب أحد أبناء المدينة، تبخرت بسبب «صراعات السياسيين والمطامع والفساد، وكلها أمور لا دخل لأبناء عدن بها»، ويشعر العدنيون اليوم بالخوف من صراعات جديدة، شمالية - جنوبية، حوثية وقبلية وطائفية ومناطقية، تكون عدن ساحة لها.



وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام المبرم في شرم الشيخ الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، تميم خلاف، في بيان، إن عبد العاطي أكد خلال المحادثات ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب.

وأضاف البيان: «كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع».

وأكد الوزيران أيضاً تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض، حسب بيان «الخارجية» المصرية.

وفي وقت لاحق، أشاد فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، بتطور العلاقات بين البلدين، وقال إن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، وإن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وتطوير الحوار العسكري بين البلدين.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال فيدان إن حركة «حماس» أظهرت رغبة في تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وطالب إسرائيل بأن تبدي الرغبة نفسها من جانبها.

وأضاف: «يجب أن يكون هناك إطار قانوني بشأن قوة الاستقرار الدولية» المنتظر نشرها في غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وقال عبد العاطي إن التأكد من التزام الطرفين باتفاق غزة لن يتحقق إلا بوجود القوة الدولية، مضيفاً أن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن بشأن القطاع «سيكون شديد الأهمية ولا بد من صياغته بعناية».

وتابع قائلاً إنه لا بد من تحديد دقيق لولايات الكيانات التي سيتم إنشاؤها ضمن قرار مجلس الأمن المقترح، وعبَّر عن أمله في أن يتم التوافق حول القرار وصدوره في أقرب وقت ممكن.

وذكر الوزير التركي أنه بحث مع نظيره المصري أيضاً الوضع في سوريا، ووصف زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه مع ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع بأنها «تشكل تطوراً مهماً».

كما عبَّر الوزيران عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، وأكدا دعم البلدين لوحدة وسلامة أراضي السودان ورفض أي مخططات لتقسيمه.


«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
TT

«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)

أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الأربعاء أن وحدات خاصة تابعة لقيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية الساحلية ألقت القبض على شادي عدنان آغا قائد «لواء القدس» الموالي لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، قائلة إنه متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

وأضافت «الداخلية السورية» أن التحقيقات الأولية أظهرت أن عدنان آغا قاد عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصة في محافظة حلب، مشيرة إلى أن العمليات التي أشرف على تنفيذها أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.

ويتكون «لواء القدس» من لاجئين فلسطينيين يعيشون في سوريا، وشارك في معارك في حلب خلال الحرب الأهلية السورية بجانب قوات الحكومة.


غروندبرغ يجدد الدعوة للحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة

عنصر حوثي أمام مبنى أممي في صنعاء اقتحمته الجماعة (رويترز)
عنصر حوثي أمام مبنى أممي في صنعاء اقتحمته الجماعة (رويترز)
TT

غروندبرغ يجدد الدعوة للحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة

عنصر حوثي أمام مبنى أممي في صنعاء اقتحمته الجماعة (رويترز)
عنصر حوثي أمام مبنى أممي في صنعاء اقتحمته الجماعة (رويترز)

في ظل استمرار التصعيد الحوثي وتهديدات الجماعة بمحاكمة العشرات من موظفي الأمم المتحدة، اختتم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، جولة إقليمية جديدة شملت السعودية والإمارات، في إطار مساعيه لإحياء مسار السلام اليمني المتعثر، وضمان الإفراج عن العاملين الأمميين المحتجزين لدى الحوثيين.

وذكر بيان صادر عن مكتب المبعوث، الأربعاء، أن غروندبرغ التقى في الرياض وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، وعضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي، حيث ناقش معهما التطورات الأخيرة والجهود الأممية الهادفة إلى الحفاظ على زخم الحوار السياسي وتحقيق سلام مستدام يعكس تطلعات اليمنيين ويعالج الشواغل الإقليمية.

وأكد المبعوث الأممي، خلال اللقاءات، ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في صنعاء، محذراً بأن استمرار احتجازهم يقيّد قدرة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإنسانية، ويقوّض الثقة الضرورية لإنجاح جهود الوساطة.

كما نقل الإعلام اليمني الرسمي أن عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي جدد دعم المجلس والحكومة الكامل مساعيَ الأمم المتحدة للوصول إلى سلام عادل وشامل يستند إلى المرجعيات الثلاث، وفي مقدمها قرار مجلس الأمن «2216»، مشدداً على أهمية الضغط الدولي على الجماعة الحوثية لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الانتهاكات ضد العاملين الإنسانيين.

وفي السياق ذاته، بحث غروندبرغ مع وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، مستجدات الجهود الأممية، وأكد الوزير دعم الحكومة المبعوثَ وجهودَه لإنهاء الحرب، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الحوثيين لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية، ووقف ممارساتهم القمعية بحق موظفي المنظمات الدولية.

نهج دولي موحد

وفق البيان، التقى المبعوث الأممي غروندبرغ، في الرياض، السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إلى جانب سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من ممثلي المجتمع الدولي.

وتركزت المناقشات على أهمية الحفاظ على نهج دولي موحّد لدعم جهود الأمم المتحدة في اليمن، ومنع انهيار مسار التهدئة الذي ما زال هشاً رغم كل الجهود المبذولة.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الله العليمي مجتمعاً في الرياض مع المبعوث الأممي (سبأ)

وفي وقت سابق من الأسبوع، كان غروندبرغ قد أجرى لقاءات في أبوظبي مع كل من أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، ووزير الدولة خليفة شاهين المرر، والسفيرة لانا نسيبة مساعدة الوزير للشؤون السياسية.

وتناولت المحادثات التطورات الراهنة في اليمن والمنطقة، وسبل تعزيز التوافق الإقليمي؛ دعماً للاستقرار واستمرار الحوار السياسي. وفق ما جاء في بيان مكتب المبعوث.

دعوات متجددة

تأتي هذه التحركات بعد أسبوعين من جولة سابقة زار خلالها المبعوث الأممي سلطنة عمان والبحرين، والتقى فيها كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، ونائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في إطار جهود إحياء المفاوضات السياسية، وبحث ملف المحتجزين الأمميين لدى الجماعة.

وخلال تلك اللقاءات، شدد غروندبرغ على أن الاحتجاز التعسفي لموظفي الأمم المتحدة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعياً الحوثيين إلى الإفراج عنهم فوراً لضمان استمرار العمل الإنساني في مناطق سيطرتهم.

وأقر المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، بوجود موظفي الأمم المتحدة قيد الاحتجاز، مدعياً أنهم متورطون في «أنشطة تجسسية تحت غطاء العمل الإنساني»، في اتهامات وصفتها الأمم المتحدة بأنها «واهية وغير قانونية».

وزعم عبد السلام أن جماعته تمتلك «أدلة ووثائق» تثبت تلك المزاعم، غير أنه تحدث عن «الحرص على إيجاد حلول عادلة واستمرار التنسيق مع الأمم المتحدة».

وأكدت الأمم المتحدة، في بيانات سابقة، أن استمرار احتجاز موظفيها يقوّض الثقة بين المنظمة والحوثيين، ويعرقل مسار الوساطة الذي يقوده غروندبرغ منذ أكثر من عامين، محذّرة بأن الممارسات الحوثية قد تطيح فرص استئناف المفاوضات السياسية.