البُعد الفنزويلي للأزمة الكولومبية

البُعد الفنزويلي للأزمة الكولومبية
TT

البُعد الفنزويلي للأزمة الكولومبية

البُعد الفنزويلي للأزمة الكولومبية

لعل ما يزيد من تعقيدات الأزمة الكولومبية الوضع الناشئ منذ فترة على الحدود مع فنزويلا، أو ما يطلق عليه «الحدود الأخرى»، وذلك لسببين: الأول؛ لأنها لا تخضع للمراقبة نفسها مع غيرها من الحدود الكولومبية. والآخر؛ لأن الأزمة السياسية والإنسانية في فنزويلا – المتاخمة لكولومبيا – فرضت واقعاً جديداً زاد من أهمية دور المؤسسة العسكرية الكولومبية، خاصة أن الحكومة اليمينية التي يرأسها دوكي في بوغوتا هي من أشد المعارضين الإقليميين لنظام فنزويلا اليساري في كراكاس.
وكانت الحدود بين البلدين قد شهدت نزوحاً لعشرات الآلاف من الفنزويليين إلى كولومبيا خلال الأشهر المنصرمة، ولم يتوقف تدفق اللاجئين منذ بداية الاحتجاجات التي عمّت المدن الكولومبي. وحالياً، تواجه الحكومة الكولومبية صعوبة كبيرة في وقف هذا المدّ المتزايد من النازحين، لا سيما أن فنزويلا كانت إبّان فترة البحبوحة السابقة لعهد نيكولاس مادورو هي الوجهة الأولى للمهاجرين الكولومبيين.
هذا، وكانت مدينة آراوكا الكولومبية الواقعة على الحدود مع فنزويلا، والمنطقة المحاذية للنهر الذي يحمل الاسم نفسه، قد شهدتا مناوشات متكررة بين القوات المسلحة الفنزويلية ومجموعات غير نظامية قيل إنها منشقّة عن القوات الثورية المسلحة الكولومبي، سقط فيها عشرات القتلى واستخدمت فيها مدرّعات وطائرات حربية.
وتتهّم فنزويلا راهناً «جارتها» كولومبيا بتسليم أمن المنطقة الحدودية المتاخمة لمنظمات الاتجار بالمخدرات والعناصر المنشقّة عن الحركات الثورية التي وقّعت اتفاق السلام مع الحكومة. وكان وزير الخارجية الفنزويلي خورخي آرّيازا قد طالب الأمم المتحدة بالتوسّط لحل هذا النزاع وتعيين موفد خاص لمراقبة الوضع هناك.
ومن جانبها، ردّت كولومبيا بلسان نائبة رئيس الجمهورية والوزيرة الحالية للخارجية مارتا راميريز بالقول «إن نظام نيكولاس مادورو يشكّل تهديدا للأمن الإقليمي عن طريق التواطؤ مع المنظمات الإجرامية والعناصر المنشقّة عن الحركات التي انضمّت إلى اتفاق السلام. وما نشهده على الحدود مع فنزويلا ليس سوى حرب بين منظمات إجرامية، والجار المزعج في المنطقة هي ديكتاتورية مادورو».


مقالات ذات صلة

تطوّر العلاقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف الأصعدة

حصاد الأسبوع الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)

تطوّر العلاقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف الأصعدة

عقدت أخيراً في الرياض الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية الصينية، وترأس الجانب السعودي نائب وزير الخارجية وليد

وارف قميحة (بيروت)
حصاد الأسبوع صادرات السيارات الألمانية إلى أميركا في قلب التأزم المحتمل مع ترمب (أ ف ب)

ألمانيا تتأهّب لانتخابات تعِد اليمين باستعادة الحكم

عوضاً عن بدء ألمانيا استعداداتها للتعامل مع ولاية جديدة للرئيس الأميركي «العائد» دونالد ترمب والتحديات التي ستفرضها عليها إدارته الثانية، فإنها دخلت أخيراً في

راغدة بهنام (برلين)
حصاد الأسبوع  زارا فاغنكنيشت (رويترز)

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

يحلّ حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف راهناً في المركز الثاني في استطلاعات الرأي للانتخابات الألمانية المقبلة، وتصل درجة التأييد له إلى 18 في

حصاد الأسبوع روبيو play-circle 01:45

ترمب يختار روبيو وزيراً للخارجية بعدما تأكد من ولائه وتبنّيه شعارات «ماغا»

بينما يراقب العالم السياسات الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي ستتحدّد على أساس شعاره «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا)، بادر ترمب إلى تشكيل.

إيلي يوسف (واشنطن)
حصاد الأسبوع مواقف روبيو غير قاطعة من حرب أوكرانيا (غيتي)

نظرة إلى سجلّ سياسات روبيو الخارجية

يعد نهج وزير الخارجية الأميركي المرشح ماركو روبيو في السياسة الخارجية بأنه «تدخلي» و«متشدد». ذلك أن روبيو دعم غزو العراق عام 2003، والتدخل العسكري في ليبيا،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

 زارا فاغنكنيشت (رويترز)
زارا فاغنكنيشت (رويترز)
TT

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

 زارا فاغنكنيشت (رويترز)
زارا فاغنكنيشت (رويترز)

يحلّ حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف راهناً في المركز الثاني في استطلاعات الرأي للانتخابات الألمانية المقبلة، وتصل درجة التأييد له إلى 18 في المائة مقابل 33 في المائة للديمقراطيين المسيحيين، و15 في المائة للاشتراكيين، و11 في المائة لحزب «الخضر».

لكن اللافت أن الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي لا يحظى حتى الآن بنسبة كافية لدخوله البرلمان الفيدرالي، فتأييده يقف عند 4 في المائة فقط، علماً بأن القانون يشترط الـ5 في المائة حداً أدنى لدخول البرلمان. كذلك سقط حزب «دي لينكا» اليساري المتشدد دون عتبة الـ5 في المائة، إذ يسجل حالياً نسبة تأييد لا تزيد على 3 في المائة بعد انقسامه، وتأسيس زارا فاغنكنيشت حزبها الشعبوي الخاص، الذي لا يبدو أيضاً -حسب الاستطلاعات- أنه سيحصل على نسبة أعلى من 4 في المائة. بالتالي، إذا صدقت هذه الاستطلاعات، فإن أربعة أحزاب فقط ستدخل البرلمان المقبل من أصل سبعة ممثَّلة فيه اليوم. وسيقلص هذا الاحتمال الخليط المحتمل للمشاركة في الحكومة الائتلافية القادمة، بسبب رفض كل الأحزاب التحالف مع حزب «البديل لألمانيا» رغم النسبة المرتفعة من الأصوات التي يحظى بها. وعليه، قد يُضطر الديمقراطيون المسيحيون إلى الدخول في ائتلاف مع الاشتراكيين و«الخضر» مع أنهم يفضلون أصلاً التحالف مع الليبراليين الأقرب إليهم آيديولوجياً.