يحتفي ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي في دورته السادسة برواد الخط العربي الذين أسهموا في إثراء ووضع أسس علمية لهذا الفن في عدة دول عربية وأجنبية.
وتنعقد فعاليات الدورة السادسة لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي، الذي ينظمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، بالتعاون مع كل من الجمعية المصرية للخط العربي، وقطاع الفنون التشكيلية، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، في قصر الفنون بدار الأوبرا في الفترة من 1 إلى 7 يونيو (حزيران) الجاري، تحت شعار «عَلّم بالقلم»، بمشاركة 153 فناناً من 18 دولة، بينها مصر، والعراق، والمملكة العربية السعودية، والجزائر، وتونس، والمغرب، والصين، وإندونيسيا، وماليزيا، وإيطاليا، وبولندا، والمملكة المتحدة، وتنزانيا، وتتضمن الدورة أنشطة متنوعة، ما بين ورش فنية، وندوات علمية، وأفلام وثائقية، إضافة إلى المعرض الفني.
ويحتفي الملتقى برواد فن الخط العربي الذين أسهموا في تطوره الفني والعلمي، حيث تحمل الدورة الحالية اسم الفنان الكبير يوسف أحمد، الذي يُعد أحد رواد الخط الكوفي في العصر الحديث، وتضم الأنشطة عرض فيلم وثائقي عن حياته وإسهاماته في تطور الخط العربي، فضلاً عن عرض 40 لوحة من أعماله، كما تم تخصيص جائزة باسم الفنان مسعد خضير، وشهرته خضير البورسعيدي، فيما يتم تكريم عدد من الفنانين العرب، بينهم إبراهيم أبو طوق (الأردن)، وفاطمة البقالي (الإمارات)، وأحمد المصري ومصطفى العمري (مصر).
وانعكس شعار الملتقى «عَلّم بالقلم» على الأعمال المشاركة بالمعرض، عبر استخدام نصوص تنطلق من المعنى، ورؤى فنية تُبرز القيم الجمالية بتكوينات زخرفية مستوحاة من فنون العمارة الإسلامية وحضارتها.
ويقول الكاتب والفنان محمد بغدادي، رئيس اللجنة العليا للملتقى «قوميسير عام الملتقى» لـ«الشرق الأوسط» إن «أعمال الفنانين المصريين والعرب ركزت على إبراز التكوينات الجمالية والزخرفية للخط العربي، الذي يُعد وثيق الصلة ومُلتصقاً بالعمارة الإسلامية والنص الديني، وهو ما يُشكل الاتجاه العام للفنانين من الدول الإسلامية».
وبرزت أعمال الفنانين الأجانب برؤى مغايرة تعكس ثقافتهم المختلفة، واختارت الفنانة البولندية، إيزابيلا أوخمان، عبارة الأديب الكبير نجيب محفوظ «الخوف لا يمنع الموت، لكنه يمنع الحياة» نصاً للعمل المشاركة به، وهي لوحة تضمنت تكوينات لزخارف إسلامية مملوكية، تعكس إدراكاً لقيمة العبارة وفلسفتها في ظل جائحة كورونا، وفهماً لدلالات انتماء أديب نوبل لأحد أعرق أحياء القاهرة الإسلامية، وهو حي الجمالية.
ووفق بغدادي، فإن «الفنانين الأجانب الذين وقعوا في غرام فن الخط العربي، تكون لديهم رؤية خاصة مختلفة، سواء في اختيار النص، أو التكوينات الجمالية، ويدركون قيمة الحرف وطاقته التشكيلية، وقدرته على التعبير، ومعظمهم ينتمي إلى ما يسمى اتجاه (اللوحات الحروفية) وهي لوحات تشكيلية تمثل مدرسة الخط العربي الحديثة».
واختار الفنان، أنور الفوال، المنسق التنفيذي للملتقى، نصاً يعكس دور الأم في نهضة المجتمع، انطلاقاً من شعار الملتقى «عَلّم بالقلم»، لإبراز قيمة تعليم المرأة، ويقول النص: «لا يرقى الأبناء في أمة ما لم تكن قد ترقت الأمهات»، وتُشكل التكوينات الزخرفية للوحة تناغماً واضحاً بين الألوان والنص والعناصر التشكيلية، ويقول الفوال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللوحة خط كوفي مربعات، وتظهر حروف كلمة (أمهات) تحتضن الحروف الأخرى لإبراز التناغم بين معنى النص ودلالاته والتكوينات الفنية التشكيلية».
وفي محاولة لإبراز قيمة «الحرف» وطاقته التشكيلية التي يمكنها دائماً الامتزاج بطاقة المعاني وقدرتها التعبيرية، اختار الفنان الدكتور محمد العربي، عضو اللجنة العليا للملتقى، ثلاثة أحرف، هي كلمة «عَلّم» ومشتقاتها المتعددة مثل «يعلم» و«أعلم»، وانطلقت الحروف الثلاثة تخوض معركة التعبير عن نفسها عبر لوحة تتكون من أربعة أجزاء، كل منها يمثل عملاً مستقلاً، لكنها جميعاً تُشكل لوحة واحة متكاملة، ويقول العربي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللوحة بخط الثُلث، وتتكون من 4 قطع لكسر النمطية، كل لوحة مستقلة بذاتها، لكنها جميعاً تشكل وحدة واحدة، للتعبير عن رحلة (الحرف) لإثبات ذاته، وإطلاق طاقته التعبيرية والفنية، عبر استخدام ألوان الأحمر والأخضر والأسود لإبراز طاقة الحرف».
ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي يحتفي بالرواد
دورته السادسة ترفع شعار «عَلّم بالقلم» بمشاركة 153 فناناً
ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي يحتفي بالرواد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة