السيسي يشدد على استئناف فوري لمفاوضات السلام

ملتقى لـ«كبار العلماء» عن «عروبة فلسطين»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)
TT

السيسي يشدد على استئناف فوري لمفاوضات السلام

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على «ضرورة العمل بشكل (فوري) لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين». واستعرض السيسي خلال اتصال مع شارل ميشال، رئيس «المجلس الأوروبي»، مساء الأربعاء، الجهود المصرية المستمرة في هذا الإطار على مختلف الجبهات لـ«تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بالتوازي مع التنسيق مع المجتمع الدولي لإطلاق عملية إعادة إعمار غزة، تأسيساً على المبادرة المصرية في هذا الإطار».
ووفق بيان رئاسي مصري؛ فإن «الاتصال شهد التباحث حول تطورات القضية الفلسطينية في أعقاب الأحداث الأخيرة، حيث أعرب رئيس (المجلس الأوروبي) عن خالص تقدير الاتحاد الأوروبي للجهود المصرية الناجحة بقيادة الرئيس السيسي، والتي نتج عنها وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة». وأكد رئيس المجلس الأوروبي «حرصه على تكثيف التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس المصري في هذا الخصوص».
وتقود مصر منذ أيام جهوداً حثيثة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، وضمان عدم تكرار التصعيد. وواصلت السلطات المصرية، أمس، فتح معبر رفح البري استثنائياً، لاستقبال الجرحى والمصابين والحالات الحرجة، ولإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، علاوة على عبور العالقين والحالات الإنسانية من الجانبين.
إلى ذلك؛ نظمت «هيئة كبار العلماء» بمصر (أعلى هيئة دينية في الأزهر) ملتقىً ثقافياً تحت عنوان: «عروبة فلسطين ومقدساتها عبر التاريخ»، تناول الحديث عن «الحق التاريخي والثقافي والشرعي في المسجد الأقصى والقدس، وعروبة فلسطين ومقدساتها الإسلامية عبر التاريخ». وقال حسن الصغير، أمين عام «هيئة كبار العلماء»، إن «الأزهر له جهود حثيثة ودور راسخ عبر التاريخ في نصرة القضية الفلسطينية»، مضيفاً أنه «لا يزال هذا الدور يساند ويدعم بقوة تلك القضية، من خلال اهتمام قطاعات الأزهر المختلفة بنصرة القدس، باعتبارها القضية الأولى للأمة الإسلامية والعربية، وتقديم كل أوجه الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع ضد الكيان الإسرائيلي»، موضحاً أن «الأزهر خصص منهجاً خاصاً للتعريف بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن القوافل الإغاثية والطبية التي يسيّرها الأزهر إلى أهالي غزة». وأشار الصغير إلى أن «الملتقى يأتي في إطار الحملة العالمية التي أطلقها الأزهر عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: (القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الإسرائيلية)، وذلك بالتوازي مع دور الدولة المصرية الداعم والمساند للشعب الفلسطيني».
وأكد المشاركون في الملتقى أن «قضية القدس قضية قومية عربية إسلامية راسخة في أذهان المسلمين والعرب»، وأن «المخططات الإسرائيلية قامت على (اغتصاب الأرض المقدسة) وتهويد القدس عن طريق التغيير الديموغرافي لمعالم القدس، وإرهاب أهلها وطردهم قسراً من أرضهم وإقامة المستوطنات عليها، فضلاً عن اختلاق المزاعم على بعض المقدسات بدعوى (الهيكل المزعوم) في محاولة منهم لطمس الحقائق والهوية من خلال هدم الأحياء الإسلامية وتغيير (مسمياتها) من العربية إلى العبرية، لطمس هويتها الإسلامية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.