ليبيا: المنفي يطالب بالتحضير للانتخابات بعد تلقي دعوة إلى «برلين 2»

محتجون يغلقون ميناء السدرة النفطي تزامناً مع اكتشاف «مقبرة جماعية» جديدة في ترهونة

صورة وزعها مكتب المنفي لاجتماعه بسفير ألمانيا في طرابلس أمس
صورة وزعها مكتب المنفي لاجتماعه بسفير ألمانيا في طرابلس أمس
TT

ليبيا: المنفي يطالب بالتحضير للانتخابات بعد تلقي دعوة إلى «برلين 2»

صورة وزعها مكتب المنفي لاجتماعه بسفير ألمانيا في طرابلس أمس
صورة وزعها مكتب المنفي لاجتماعه بسفير ألمانيا في طرابلس أمس

دعا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، الذي تلقى دعوة رسمية أمس من الأمم المتحدة وألمانيا لحضور مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا في نسخته الثانية، المفوضية العليا للانتخابات في بلاده إلى ضرورة البدء فورا في التحضير للانتخابات، المقررة قبل نهاية العام الحالي.
وقالت نجوى وهيبة، الناطقة باسم المنفي، إنه التقى في طرابلس أمس سفير ألمانيا لدى ليبيا، أوليفر أوفتشا، الذي نقل إليه دعوة موجهة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس لحضور مؤتمر برلين حول ليبيا في 23 من الشهر الحالي، مشيرة في بيان لها إلى إشادة المنفي بـ«الجهود التي بذلها أوفتشا خلال عمله بليبيا»، وقال بمناسبة انتهاء فترة عمله: «إنه كان خير ممثل لبلاده».
ويستعد أوليڤر فيتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا، لمغادرة موقعه، بعد أن أقيم له حفل توديع في العاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، بينما أشاد مجلس الدولة الموالي لحكومة «الوحدة الوطنية» بالمجهودات التي بذلها طوال فترة عمله، والتي قال إنها «كانت تعبر عن الموقف الإيجابي لألمانيا، ودعمها لمسارات التسوية السياسية» في ليبيا.
بدورها، قالت سفيرة فرنسا لدى ليبيا، بياتريس دوهيلين، إنها ناقشت مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يان كوبيش، آخر التطورات السياسية على ضوء الانتخابات المقررة في قبل نهاية العام الحالي. وكان المنفي قد اعتبر في محادثات أجراها مع مفوضية الانتخابات، خلال زيارة قام بها إلى مقرها في العاصمة طرابلس، رفقة عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، أن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في موعدها «هو نصر لكل الليبيين».
ومن جانبه، أكد الكوني دعم المجلس الرئاسي الكامل، ودعم المجتمع الدولي للمفوضية، ولإتمام عملها من أجل إنجاح الانتخابات، وقال في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «شددنا على أن فترة حكمنا القصيرة جاءت لتؤسس للجسر، الذي ستعبره ليبيا نحو موعدها التاريخي مع الانتخابات في 24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وأن الاستحقاق الأهم الذي يتصدر أولوياتنا دعم هذا المسار الانتخابي، ومواكبة جهود المفوضية في هذا الاتجاه».
في سياق ذلك، نقل بيان للمجلس عن عماد السائح، مسؤول المفوضية، إن «العمل على الانتخابات بدأ بالفعل»، داعيا المجلس الرئاسي لحضور احتفالية إطلاق الانتخابات مطلع الشهر القادم.
كما استغل المنفي زيارته إلى مقر المجلس الأعلى للقضاء في طرابلس، ولقائه برئيسه محمد الحافي، لتأكيد دعم المجلس الرئاسي للسلطة القضائية، وثقته بالمؤسسات القضائية الوطنية، كأحد أعمدة مدنية الدولة، مؤكدا مع الحافي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها.
من جهة ثانية، حثت وزارة العمل بحكومة «الوحدة الوطنية»، العمالة الوافدة الموجودة في ليبيا، على ضرورة تسوية أوضاعهم خلال شهر ابتداء من أمس. وطالبت الجهات المعنية بعمل هؤلاء بضرورة الحصول على بطاقة اللياقة الصحية من المراكز المحددة من قبل وزارة الصحة، كما طالبت بعقد عمل رسمي مسجل، وهددت بتطبيق جميع الإجراءات القانونية الصارمة حيال المخالفين، وفقا للقوانين والتشريعات النافذة.
على صعيد غير متصل، أقدم شبان من منطقة رأس لانوف على إغلاق ميناء السدرة النفطي، احتجاجاً على عدم حصولهم على فرص عمل بالشركات النفطية في المدينة.
وأظهرت لقطات لوسائل إعلام محلية تجمهر عدد من الشباب لقطع الطرق المؤدية إلى الميناء، بعد ساعات من اجتماع عقده مساء أول من أمس، وكيل وزارة النفط والغاز لشؤون الإنتاج، رفعت العبار، بعدد من حكماء وأعيان المنطقة.
إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين اكتشاف مقبرة جديدة في المشروع الزراعي بترهونة، جنوب العاصمة طرابلس. وقالت في بيان مقتضب أمس إنه جار انتشال الجثث، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بينما قالت وسائل إعلام محلية إنه تم استخراج 4 جثث حتى الآن



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».