إصابة 9 جنود يمنيين في اشتباكات مع انفصاليين جنوبيين

إصابة 9 جنود يمنيين في اشتباكات مع انفصاليين جنوبيين
TT

إصابة 9 جنود يمنيين في اشتباكات مع انفصاليين جنوبيين

إصابة 9 جنود يمنيين في اشتباكات مع انفصاليين جنوبيين

أصيب 9 جنود يمنيين بجروح في اشتباكات مع مسلحين انفصاليين محسوبين على الجناح المتشدد من الحراك الجنوبي، فيما تشهد البلاد جدلا بين الأحزاب السياسية حول مكان استئناف الحوار الوطني.
وقالت مصادر محلية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مسلحين يحملون أعلام دولة الجنوب السابقة، اعترضوا 3 مركبات للجيش على الطريق العام أثناء توجهها إلى ثكنة عسكرية في ضواحي الحبيلين في محافظة لحج.
وأفاد مسؤول محلي بأن المسلحين الانفصاليين «أطلقوا النار على مركبات الجيش قبل أن تندلع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة 9 جنود بجروح».
وتشهد البلدة توترا بين مسلحي الحراك الجنوبي والجيش على خلفية خطف ضباط وجنود من قبل انفصاليين، الأسبوع الماضي، في مؤشر على تشدد الانفصاليين في أعقاب سيطرة المسلحين الحوثيين على شمال البلاد.
ويهدد خاطفو الجنود بإعدامهم ما لم تُسلّم كتيبة الجيش في المنطقة، للمسلحين الانفصاليين، أسوة بتسليم معسكرات الجيش في شمال البلاد للمسلحين الحوثيين.
ويرى قسم من الحراك الجنوبي أن سيطرة الحوثيين على الشمال تؤمن فرصة ذهبية للانفصال واستعادة دولة الجنوب، إلا أن انتقال الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي إلى عدن لممارسة صلاحياته، خلطت الأوراق بالنسبة لجميع الأطراف، فعدن باتت بحكم الأمر الواقع عاصمة سياسية ودبلوماسية للبلاد.
وبعد خطوة مشابهة من السعودية والإمارات العربية المتحدة، أعلنت الكويت استئناف عمل سفارتها لدى اليمن من مدينة عدن التي كانت عاصمة اليمن الجنوبي السابق.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن بلاده «وفي إطار دعمها للشرعية الدستورية في اليمن الشقيق ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وما نصت عليه المبادرة الخليجية، قررت استئناف عمل سفارتها في اليمن من مدينة عدن».
وأوضح المصدر أن هذا القرار «يأتي ترجمة لما اتفق عليه خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، وانعكس في البيان الختامي الذي أصدره المجلس أخيرا، والمتضمن دعما للسلطة الشرعية، إضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2201».
وقد استقبل هادي الخميس المبعوث الأممي جمال بن عمر وعددا من ممثلي الأحزاب، وتتركز المحادثات حاليا في مكان استئناف الحوار الوطني خارج صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، ولو أن هؤلاء يبقون جزءا من الحوار.
ويشهد الأمن في هذا السياق جدلا بين الأحزاب بشأن مكان انعقاد الحوار للخروج من الأزمة، بينما تمسك حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعدم نقل الحوار من صنعاء.
وأعلنت أجنحة الحراك الجنوبي المشاركة في حوار القوى السياسية، تعليق المشاركة في جلسات الحوار بصنعاء.
وقال ياسين مكاوي رئيس وفد الحوار المشارك لوكالة الصحافة الفرنسية: «علقنا مشاركتنا في الحوار حتى يتم نقله إلى خارج البلاد، وذلك للتخفيف من الضغوط النفسية والسياسية على المتحاورين والتئام الطاولة الحوارية كاملة بشكلها الحقيقي».
وأفاد الحزب في بيان عبر موقعه الرسمي بأن «موقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه يأتي حرصا على مشاركة جميع الأطراف والمكونات السياسية في الحوار، لا سيما أن نقله إلى مكان آخر سيؤدي إلى انقطاع البعض أو تخلفهم عن المشاركة فيه تحت مبررات وحجج مختلفة».
وكانت عدة أحزاب وشخصيات طرحت إمكانية نقل الحوار إلى مدينة تعز الواقعة جغرافيا في جنوب البلاد، لكنها لم تكن جزءا من اليمن الجنوبي، كمكان أمثل للجوار.
وميدانيا، قتل 3 من تنظيم القاعدة في غارة جوية نفذتها منتصف ليل الجمعة - السبت، طائرة من دون طيار، يُعتقد أنها أميركية، في بلدة بيحان بمحافظة شبوة في جنوب البلاد، حسبما أفاد به مصدر قبلي.
وذكر المصدر للوكالة أن «مركبة كانت تقل 3 عناصر من تنظيم القاعدة استهدفتها الغارة أثناء مرورها في منطقة الساق ببلدة بيحان».
وحسب المصدر الذي طلب التكتم عن ذكر اسمه «قُتل جميع الركاب وتفحمت جثثهم».
وتنفذ طائرات أميركية من دون طيار باستمرار غارات تستهدف تنظيم القاعدة وقيادييه في اليمن، خصوصا في الجنوب والشرق.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.