مصر تستضيف الفصائل الفلسطينية الأسبوع المقبل

تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إعمار قطاع غزة على رأس جدول الأعمال

سفين كون فون بورغسدورف ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين في مؤتمر صحافي على أنقاض برج سكني وسط غزة (أ.ف.ب)
سفين كون فون بورغسدورف ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين في مؤتمر صحافي على أنقاض برج سكني وسط غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر تستضيف الفصائل الفلسطينية الأسبوع المقبل

سفين كون فون بورغسدورف ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين في مؤتمر صحافي على أنقاض برج سكني وسط غزة (أ.ف.ب)
سفين كون فون بورغسدورف ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين في مؤتمر صحافي على أنقاض برج سكني وسط غزة (أ.ف.ب)

تستعد الفصائل الفلسطينية لحوار وطني شامل في مصر، الأسبوع المقبل، من أجل وضع خطة طريق للمرحلة المقبلة، بما يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية سيكون على رأس أعمالها الإشراف على إعادة إعمار القطاع.
وأكد نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول، أمس «أن مصر سترسل دعواتها لإجراء حوار وطني للفصائل في القاهرة، لكن لم يتم تحديد المواعيد حتى الآن»، قبل أن يعلن التلفزيون المصري أن اللقاءات ستكون الأسبوع المقبل برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان وزير المخابرات المصري، قد اتفق مع عباس وحماس والفصائل الفلسطينية أثناء زيارته إلى رام الله وغزة يومي الأحد والاثنين، على إطلاق حوار وطني شامل في القاهرة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني واستكمال مسار إنهاء الانقسام.
وتريد مصر تحقيق وحدة فلسطينية وصولاً إلى هدنة شاملة في الأراضي الفلسطينية، تسمح بإعادة إعمار قطاع غزة وإطلاق عملية سياسية جديدة. وشدد العالول على أهمية الدور المصري للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وملف المصالحة الوطنية، والحوار الوطني، وإعادة الإعمار لقطاع غزة. وقال، إن اللجنة المركزية في حالة انعقاد دائم لمتابعة كل ما يجري على الأرض، وشكلت لجاناً لمتابعة تفصيلية لكل القضايا المطروحة للنقاش.
وكانت (المركزية)، قد اجتمعت في وقت متأخر يوم الاثنين، على أن تستمر في اجتماعاتها خلال الفترة القادمة. وحيت مركزية «فتح» صمود وتضحيات شعبنا في قطاع غزة، مشددة على ضرورة العمل الفوري للتخفيف من معاناة الفلسطينيين ودعم صمودهم، من خلال العمل على إعادة إعمار القطاع بأسرع وقت ممكن بإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية.
وملف الإعمار واحد من الملفات التي سيتم نقاشها في القاهرة. وقالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس عباس أبلغ كامل أنه مستعد فوراً لتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون على رأس أولوياتها الإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة. وبحسب المصادر فإن الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، يريدون أن تتسلم السلطة أي أموال وتشرف على أي عمل متعلق بإعادة الإعمار ضمن آلية دولية، وليس حماس، وتريد أن يكون ذلك في ظل تفاهمات تضمن وجود تهدئة طويلة الأمد في القطاع.
ودعا سفين كون فون بورغسدورف، ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في مؤتمر صحافي عقده أمس، على أنقاض برج سكني مدمر وسط غزة، إلى ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ودعم جهود إحلال السلام في القطاع. كما دعا إلى إيجاد حل سياسي بشأن الوضع في قطاع غزة، منعاً لعودة النزاع من جديد، وأن تتولى حكومة وحدة وطنية فلسطينية، «يفضل أن تكون منتخبة»، ملف الإعمار، وتدير شؤون الفلسطينيين في غزة والضفة، بما فيها القدس الشرقية. وأكد على موقف الاتحاد الأوروبي المطالب «دائماً» بإجراء انتخابات ديمقراطية في الأراضي الفلسطينية ووجود حكومة «شفافة وصادقة وديمقراطية ومنتخبة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية». كما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي، أعلن قبل أيام عن «منحة مالية بقيمة 34 مليون يورو لدعم قطاع غزة كخطوة أولية، ويتم دعم تدفق المساعدات العاجلة لسكان القطاع فيما يتعلق بالإيواء والمواد الغذائية وتوفير الخدمات الأساسية»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
يذكر أن شكل هذه الحكومة ومدى التزاماتها الدولية، ستكون على طاولة المباحثات المرتقبة في القاهرة. والاتفاق في القاهرة سيكون أول اختبار لمدى نجاح الجهود المبذولة لتحقيق وحدة وطنية، وإنجاز اتفاق تهدئة، والبدء بإعمار القطاع، ثم إطلاق عملية سياسية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد يوم الاثنين «على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير»، مشدداً على «الدعم المصري الكامل للشعب الفلسطيني وقادته»، كما لفت إلى أن «مصر تتمسك بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت»، وأشار إلى «أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني»، مشدداً على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في قطاع غزة.



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.