حنين الزعبي.. أول امرأة عربية في البرلمان الإسرائيلي

خصومها يعدونها عدوة للداخل.. ومؤيدوها يرون فيها بطلة

حنين الزعبي.. أول امرأة عربية في البرلمان الإسرائيلي
TT

حنين الزعبي.. أول امرأة عربية في البرلمان الإسرائيلي

حنين الزعبي.. أول امرأة عربية في البرلمان الإسرائيلي

منذ دخولها الكنيست عام 2009، لم تكف حنين الزعبي عن استفزاز ممثلي المؤسسة الإسرائيلية والشارع في إسرائيل، ولذلك يعتبرها خصومها عدوة للداخل، بينما يرى فيها مؤيدوها بطلة في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وتعد الزعبي (45 عاما)، التي ستخوض انتخابات الكنيست للمرة الثالثة، الشخصية الأكثر إثارة للجدل على الساحة السياسية الإسرائيلية، لأنها لا تدع فرصة تمر دون مهاجمة المؤسسة ومن يمثلها. وقد واجهت محاولات عدة لإخراجها من الكنيست، ومثلت 4 مرات أمام القضاء بتهمة العداء للدولة العبرية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، قام اليمين بمحاولة جديدة خلال الشهر الحالي، لكن المحكمة العليا قررت السماح لها بالمشاركة في الانتخابات، التي ستخوضها في المرتبة السابعة ضمن القائمة العربية المشتركة.
وهذه هي المرة الأولى منذ قيام إسرائيل في 1948، التي تتقدم فيها الأحزاب العربية بقائمة واحدة إلى انتخابات الكنيست، وذلك ردا على وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي كان وراء مشروع قانون أقره البرلمان بزيادة نسبة الأصوات المطلوبة لدخول الكنيست ويعرقل وصول القوائم الصغيرة. وتركز القائمة العربية المشتركة، التي تضم 4 أحزاب عربية تختلف في برامجها وآيديولوجياتها، على مواجهة اليمين الصهيوني، الذي تعتبر أنه يشكل تهديدا لوجود العرب.
ولدت الزعبي قبل 45 عاما في الناصرة، أكبر مدينة عربية إسرائيلية، ودرست الفلسفة في جامعة حيفا، وتخرجت من الجامعة العبرية في القدس، ثم نالت شهادة الماجستير في الإعلام، وفي سنة 2009 انتخبت في البرلمان الإسرائيلي للمرة الأولى، لتصبح بذلك أول امرأة عربية في قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي (قومي عربي) في الكنيست.
لكن لم يمض شهر واحد على دخولها الكنيست حتى أثارت زوبعة حادة في مارس (آذار) 2009، وذلك عندما اتخذت موقفا مؤيدا لإيران كسرت فيه الإجماع الإسرائيلي، في واحدة من القضايا التي تعد من «محرمات» النقاش في إسرائيل، ومنذ ذلك الحين بدأت الزعبي، التي ترفض فكرة يهودية إسرائيل وتطالب بدولة لكل مواطنيها، تتعرض لحملات شرسة، خاصة بعد أن شاركت في أسطول مرمرة سنة 2010 بهدف فك الحصار عن قطاع غزة. وقد اعتقلتها السلطات الإسرائيلية عندما كانت على متن السفينة التركية التي هاجمتها البحرية، لكنها أطلقت سراحها بسبب الحصانة النيابية التي تتمتع بها.
ولم تمض سوى أيام قليلة على ذلك حتى شن اليمين الإسرائيلي عليها هجوما في الكنيست، وفي وسائل الإعلام، وطالب أعضاء البرلمان بتجريدها من الجنسية الإسرائيلية وإخراجها من هذه المؤسسة. كما سحبت الامتيازات الممنوحة للنواب منها.
وبعد نقاشات عنيفة في البرلمان، حيث وصفها نواب «بالخائنة»، وهتف إسرائيليون «حنين إلى جنين»، طلب ريوفين ريفلين، رئيسه آنذاك، من أمن الكنيست تأمين حماية شخصية لها.
وتوضح الزعبي التي تشارك في المظاهرات الشعبية المختلفة، من النقب في الجنوب إلى حيفا في الشمال، أن إسرائيل «تعاملنا كعرب في هذه الدولة على أننا غير منظورين، بينما تعترف إسرائيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وتعاملهم على أساس أنهم أعداء»، وتقول بهذا الخصوص: «نحن معارضة.. لكن لا نشبه أي معارضة في دولة هي لكل مواطنيها مثل أوروبا.. وجوهر ما نمثله هو أننا نمثل شعبنا أمام الدولة ولا نمثل الدولة أمام شعبنا». وتضيف موضحة: «نحن نحمل مشروعا وطنيا نتحدى فيه المشروع الإسرائيلي الذي يناقض مواطنتنا، ولا نندرج ضمن إطار المواطنة في المشروع الإسرائيلي».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.