أسبوع الفيلم البريطاني في المغرب يحتفي بهيتشكوك

الدورة الرابعة تعرض 4 أفلام سينمائية صامتة للمخرج البريطاني

ملصق الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم البريطاني بالمغرب
ملصق الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم البريطاني بالمغرب
TT

أسبوع الفيلم البريطاني في المغرب يحتفي بهيتشكوك

ملصق الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم البريطاني بالمغرب
ملصق الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم البريطاني بالمغرب

بعد أغادير والرباط، تحط تظاهرة «أسبوع الفيلم البريطاني»، في دورته الرابعة، رحالها بمدينة تطوان، وذلك خلال الفترة ما بين 2 و5 مارس (آذار)، بعرض 4 أفلام سينمائية صامتة، أنجزها ألفريد هيتشكوك (1899 _ 1980) في عشرينات القرن الماضي: «حديقة المتعة» (مارس 1925)، و«النزيل» (1926)، و«المنحدر» (1927)، و«الحلبة» (1927). وهي أفلام عمل المعهد البريطاني للأفلام (بي إف إي) على ترميمها أخيرا.
ويحكي فيلم «حديقة المتعة»، أول الأفلام المبرمجة، قصة فتاتين تعملان في المسرح وتبحثان عن الاستقلالية، لنكتشف الفرق بين الحياة الحالمة والواقع. أما «النزيل»، فيسرد قصة سفاح، يدعى جاك، سبب هلعا لسكان مدينة حل واستقر بها. أما «انحدار» فيحكي قصة طالب تربطه علاقة مضطربة بأسرته، بينما يتناول «الحلبة» قصة ملاكم انقسمت حياته بين الرياضة والحب.
ويتضمن برنامج التظاهرة، التي ينظمها المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، بتعاون مع المركز السينمائي المغربي، وعدد من المؤسسات الثقافية والجامعات المغربية، سلسلة محاضرات وورشات عمل حول حياة هيتشكوك وأعماله السينمائية، من تنشيط الناقد السينمائي إيان هايدن سميث، مع تعزيز أجواء عرض الأفلام بأداء موسيقي حي لعازف الأفلام الصامتة ستيفن هورن، الذي يشتغل في مقر المعهد البريطاني للأفلام بلندن، والذي يعتبره النقاد موسيقار الأفلام الصامتة.
ويرى عدد من المتبعين لمسار هيتشكوك، الذي صور «الرجل الذي عرف أكثر مما يجب»، أحد أهم وأشهر أفلامه، بالمغرب (1956)، أن دراسة التطور الذي عرفه هذا السينمائي العبقري، باعتباره مخرجا سينمائيا للأفلام الصامتة، يعد أمرا حاسما لفهم أسلوبه في صناعة الأفلام، الذي اعتبر، منذ البدء، أسلوبا عبقريا، أسر جماهير عريضة ونقادا كثيرين بمزجه بين أساليب العمل الأوروبية مع تركيبة درامية وخليط قوي من الفكاهة تغلب عليه درجة كبيرة من الدراما.
ويعتبر ترميم سلسلة «هيتشكوك 9»، حسب بلاغ للمجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، أكبر مشروع قام به المعهد البريطاني للأفلام، الذي يتوفر على بعض أهم وأقدم النسخ المتبقية من أفلام هيتشكوك الصامتة، بما في ذلك الصور السالبة. وتعتمد عملية الترميم على إجراء مقارنة مضنية للمشاهد الواحد تلو الآخر قبل الشروع في العمل الضوئي الكيميائي، تليها أعمال الترميم الرقمي.
وأخرج هيتشكوك، الذي تحتفي به دورة هذه السنة من تظاهرة «أسبوع الفيلم البريطاني»، أكثر من 50 فيلما في حياته المهنية التي امتدت على مدى 6 عقود. ويعتبر هتشكوك «أعظم مخرج بريطاني»، كما جاء في المرتبة الأولى في استطلاع لنقاد السينما قامت به مجلة «دايلي تليغراف» البريطانية، في 2007، انتهت من خلاله إلى القول بأن هتشكوك «أعظم مخرج خرج من هذه الجزر»، وأنه «فعل أكثر من أي مخرج آخر ليصقل السينما الحديثة»، مؤكدة أن السينما كانت «ستكون مختلفة تماما من دونه»، مشيرة إلى أن «موهبته كانت للسرد»، و«حجب المعلومات المهمة (من شخصياته ومنا) وإثارة مشاعر المشاهدين».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».