مصر تحظر دخول أي بضائع غير مسجلة مسبقاً إلى موانئها

بيروت تدرس تجربة القاهرة في ترشيد الدعم وتوجيهه للفئات المستحقة

تستهدف مصر التحول لمنطقة لوجيستية عالمية متطورة (رويترز)
تستهدف مصر التحول لمنطقة لوجيستية عالمية متطورة (رويترز)
TT

مصر تحظر دخول أي بضائع غير مسجلة مسبقاً إلى موانئها

تستهدف مصر التحول لمنطقة لوجيستية عالمية متطورة (رويترز)
تستهدف مصر التحول لمنطقة لوجيستية عالمية متطورة (رويترز)

قال وزير المالية المصري محمد معيط، إن هناك 400 من كبرى الشركات المستوردة انضمت إلى النظام الجمركي للتسجيل المسبق للشحنات «ACI» منذ انطلاقه تجريبياً في أول أبريل (نيسان) الماضي، لافتاً إلى أنه لم يتم رفض طلبات استيراد أي شحنة تمت عبر نظام «ACI» حتى الآن. أوضح الوزير في بيان صحافي أمس، «نستهدف تحويل مصر إلى منطقة لوجيستية عالمية متطورة، من خلال المضي في تنفيذ المشروع القومي لتحديث وميكنة منظومة الإدارة الجمركية الذي يرتكز على ربط جميع الموانئ إلكترونياً، عبر منصة (نافذة)».
أضاف «أنه سيتم، تنفيذاً لأحكام قانون الجمارك، وللقضاء على الممارسات الضارة بالتجارة الدولية، انطلاق التطبيق الإلزامي لنظام التسجيل المسبق للشحنات «ACI» بالموانئ البحرية في الأول من يوليو (تموز) المقبل، وأنه سيتم حظر دخول أي بضائع يتم شحنها من الخارج اعتباراً من الأول من يوليو المقبل للموانئ المصرية إلا من خلال نظام التسجيل المسبق للشحنات «ACI»».
أضاف: «من ثم ينبغي للمستوردين والمستخلصين الجمركيين الإسراع بالتسجيل في هذه المنظومة الجديدة، على نحو يساعد في زيادة معدلات التخليص المسبق للإجراءات قبل وصول البضائع والإفراج الجمركي عن الشحنات فور وصولها للموانئ؛ من أجل تحسين تصنيف مصر بالمؤشرات الدولية وتحفيز مناخ الاستثمار، وتعظيم القدرة التنافسية للصادرات المصرية».
على صعيد آخر، عقدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة لقاءً موسعاً مع شارل عربيد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني، حيث استعرض اللقاء سبل تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية والخدمية.
قالت الوزيرة إن اللقاء استعرض الفرص الاستثمارية بالقطاعات الصناعية والتجارية والخدمية المستهدفة تمهيداً لعرضها على دوائر الأعمال بكلا البلدين لبدء استثمارات مصرية لبنانية مشتركة في هذه المشروعات، مشيرة إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز التعاون المشترك مع دولة لبنان الشقيقة وبصفة خاصة في القطاع الاقتصادي.
وأضافت الوزيرة أن الحكومة المصرية خطت خطوات كبيرة فيما يتعلق بتهيئة مناخ الأعمال وتيسير الإجراءات والقضاء على البيروقراطية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن هذه الإجراءات من شأنها تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مصر ولبنان خلال المرحلة المقبلة.
ومن جانبه أكد شارل عربيد، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني حرص المجلس على تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين وجذب المزيد من الاستثمارات المصرية للسوق اللبنانية في عدد من القطاعات الصناعية الاستراتيجية، مشيراً إلى أهمية تفعيل جهود البلدين وإزالة المعوقات التي تعترض الصادرات والواردات وتيسير إجراءات إنشاء وتشغيل المشروعات الصناعية والخدمية.
وقال إن المجلس يقوم بدور هام في رسم السياسات الاقتصادية اللبنانية وذلك من خلال التنسيق والتواصل المستمر مع الأجهزة الحكومية ومتخذي القرار، كما يعمل المجلس على دعم منظومة التطوير والنمو للاقتصاد اللبناني بالتعاون مع منظمات الأعمال بالدول العربية الشقيقة، مشيراً إلى أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون الاقتصادي المشترك بين مصر ولبنان خاصة في مجالات التجارة والصناعة والتعليم والخدمات ومشروعات الفرنشايز والمشروعات التكنولوجية.
وأشار إلى حرص المجلس على الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في مجال ترشيد وتوجيه الدعم للفئات المستحقة، لافتاً إلى أن المجلس يقوم خلال المرحلة الحالية بجهود مكثفة للوصول للحلول الممكنة لحماية الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين اللبنانيين.
وبدوره أكد علي حلبي سفير لبنان بالقاهرة، على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين مصر ولبنان القائم على التعاون الأخوي بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن اجتماعات الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة المصرية اللبنانية سيتم التحضير لها فور تشكيل حكومة جديدة وذلك تمهيداً لعقدها في أقرب وقت ممكن.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.