أكاديمية «إم بي سي» تبدأ رحلة اكتشاف المواهب السعودية

مبادرة انطلقت في مدينة جازان عبر الشراكة مع الهيئة العامة للترفيه

أكاديمية «إم بي سي» تبدأ رحلة اكتشاف المواهب السعودية
TT

أكاديمية «إم بي سي» تبدأ رحلة اكتشاف المواهب السعودية

أكاديمية «إم بي سي» تبدأ رحلة اكتشاف المواهب السعودية

في خطوة نوعية لدعم المواهب السعودية، وضمن التعاون المشترك والمستمر بين «الهيئة العامة للترفيه» السعودية وأكاديمية «إم بي سي»، تنطلق مبادرة «رحلة إبداعية حول المملكة» الهادفة لاكتشاف واستقطاب وإلهام أبرز المواهب في قطاعَي الإعلام والترفيه. وتهدف هذه المبادرة لتغطية معظم مناطق البلاد، عبر عدة محطات، وسيكون لها الدور الكبير في اكتشاف آلاف الموهوبين السعوديين وتدريبهم.
وقال بيان صدر أمس إن المبادرة ستنطلق في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، من منطقة جازان (جنوب السعودية)، ومن المقرر أن تستمر أعمال لجنة اكتشاف المواهب لمدة ثلاثة أيام حتى الخامس من الشهر نفسه في جامعة جازان، حيث سيُستقبل المتقدمون والمتقدمات في مجالات التمثيل والغناء والموسيقى والكوميديا والتقديم الإعلامي وغيرها من اختصاصات العمل الإعلامي وقطاعَي الترفيه والإنتاج.
وقال تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية: «تأتي شراكتنا اليوم مع أكاديمية (إم بي سي) انسجاماً مع رؤية السعودية 2030، كما تعكس توجه الهيئة العامة للترفيه نحو الارتقاء بهذا القطاع الحيوي البارز ورفده بأكفأ الطاقات البشرية المحلية، وذلك ضمن استراتيجية هدفها الأبرز التركيز على استقطاب المواهب السعودية الشابة، والاستثمار بمهاراتها ومواهبها، وتحفيز إبداعاتها عبر صقلها علمياً وعملياً».
وأضاف آل الشيخ: «شراكتنا مع مجموعة (إم بي سي) راسخة ومتينة ومتواصلة في مختلف قطاعات العمل الإنتاجي بشقيه الترفيهي والإعلامي ومفاصلهما الحيوية، وما هذه المبادرة اليوم إلا غيضٌ من فيض، ففي جعبتنا الكثير من المشاريع المقبلة».
من جانبها، أعربت جنى يماني، الرئيسة التنفيذية لأكاديمية ومواهب «إم بي سي» في مجموعة «إم بي سي»، عن عميق سعادتها بالشراكة مع «الهيئة العامة للترفيه»، مُشيدة بمدى الدعم الذي توفره هذه الشراكة لمبادرة «رحلة إبداعية حول المملكة». كما أوضحت يماني أن المبادرة مستمرة عبر ثماني محطات مقبلة. وأضافت: «تمنح شراكتنا مع هيئة الترفيه بُعداً أكثر عمقاً لرحلتنا الإبداعية، وتؤكد في الوقت نفسه حرص القيادة السعودية على إنجاح هذا النوع من المبادرات التي تهدف إلى ترسيخ عملية الاستثمار في الجيل القادم عبر احتضان طاقاته المبدعة وتكريسها في عملية التنمية المستدامة لوطننا، وذلك من خلال تحفيز اقتصادات المعرفة ودعم قطاع صناعة المحتوى الترفيهي، وهما المحركان الأساسيان للنمو والتطور في أي اقتصادٍ منتج ومتقدم».
وقالت يماني إن «رحلتنا مستمرة، وهدفنا تغطية كل شبر من أرض المملكة، بحيث لا نترك موهبة إلا وقد فتحنا لها باباً من أبواب النجاح».
وستقام تجارب الأداء للذين تقدموا من الجنسين عبر موقع الأكاديمية الإلكتروني تحت إشراف نخبة من الأساتذة والمدربين وذوي الاختصاص، إلى جانب إطلاق عدد من الفعاليات والندوات وورش العمل، فضلاً عن الجلسات الحوارية والمُداخلات المُلهِمة.
وسيتكون أعضاء لجنة التحكيم في محطة جازان من الملحن ناصر الصالح، والإعلامية خديجة الوعل، والممثلة والفنانة سناء بكر يونس، وعبد العزيز الزامل ممثلاً للهيئة العامة للترفيه، والمخرج والمنتج عبد الإله القرشي.
فيما يشرف على ورش العمل والحوارات والندوات عدد من الأستاذة والمحاضرين، منهم الناقد السينمائي والسيناريست فهد الأسطاء، ومدير مركز المدينة للفنون معاذ العوفي، والممثل ومقدم البرامج وائل خواجي، والمخرجة التلفزيونية حنين مكي وآخرون.
ويتولى المقدم والممثل ياسر السقاف تقديم الفعاليات. أما المحطات المقبلة، فمن المنتظر أن تقام تباعاً في كل من العلا، وتبوك، وأبها، والطائف، والقصيم، والخبر، والرياض، وغيرها من المناطق والمدن التي يُعلَن عنها لاحقاً.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».