«أحمد نوتردام»... مشاهد الرعب تهزم الكوميديا

نقّاد اعتبروا أنّ الفيلم قدّم ثيمات «مُستهلكة»

رامز جلال في لقطة مع غادة عادل
رامز جلال في لقطة مع غادة عادل
TT

«أحمد نوتردام»... مشاهد الرعب تهزم الكوميديا

رامز جلال في لقطة مع غادة عادل
رامز جلال في لقطة مع غادة عادل

استثماراً للانتشار الواسع الذي حققه الفنان رامز جلال في شهر رمضان الماضي، عبر برنامجه «رامز عقله طار»، ينافس النجم المصري في موسم «عيد الفطر السينمائي» بفيلمه الجديد «أحمد نوتردام» الذي يتصدر إيرادات شباك التذاكر حتى الآن، ويرى نقاد أنّ ذلك كان متوقعاً، لهيمنة الشباب والمراهقين على جمهور السينما في مثل هذه المناسبات الموسمية كطقس احتفالي ثابت يبحث خلاله هذا الجمهور عادة عن الأعمال الكوميدية كنوع من الترفيه بعيداً عن الأعمال الجادة التي تتسم بالعمق أو الرؤية، وهو ما يوفره هذا العمل بجدارة مع بعض ملامح التجديد.
يروي الفيلم قصة «سفاح» يرتكب سلسلة من جرائم القتل الغامضة، يجسد دوره الفنان خالد الصاوي ببراعة رغم قلة المشاهد التي ظهر فيها، في المقابل يوجد شاب انطوائي يعاني من التنمر والعزلة «رامز جلال» يعمل صحافياً، ويلاحظ تأثر شخصية القاتل بشخصية «أحدب نوتردام» على غرار شخصية البطل في رواية تحمل الاسم ذاته، للكاتب الفرنسي الشهير فكتور هوغو «1802 - 1885» فيتقمص هو الآخر الشخصية ويطلق على نفسه «أحمد نوتردام»، ويختطف إحدى الفتيات ليجذب القاتل إليه ويساعد في الإيقاع به من خلال القيام بعدد من المغامرات المضحكة.
لجأ صناع العمل لا سيما المؤلف لؤي السيد والمخرج محمود كريم إلى حيلة جديدة في محاولة منهم لكسر الموضوعات التقليدية لنوعية «الكوميديا اللايت» التي ينتمي إليها الفيلم، وهي مزج الضحك بالرعب عبر مشاهد القتل وسرقة الجثث في ظل وجود مفارقة تتمثل في أن البطل نفسه «رامز جلال» يرتعب من أقل الأشياء أو كما يقال بالتعبير المصري «يخاف من ظله». المشكلة هنا أنّ جرعة الدم وتقطيع الجثث بالآلات الحادة زادت عن حدها، لدرجة أنّ مشاهد الكوميديا غرقت في أجواء الرعب، وأصبح من المألوف رؤية أم تضع يدها على عيني ابنتها الصغيرة حتى لا تتأذى من تلك المشاهد ذات الطابع الدموي «المبالغ فيه»، وكان يكفي الإيحاء بها وليس الإغراق فيها، صحيح أنّ الفيلم يحمل لافتة «12+» لكن كان ينبغي أن يشمل التحذير لمن هم دون السادسة عشرة على الأقل، حسب نقاد.
ويعيد الفيلم إلى الأذهان ذكريات عمل آخر هو «حماتي ملاك» لإسماعيل ياسين وماري منيب، إنتاج 1959، الذي اشتغل على فكرة مزج الكوميديا بالرعب من خلال جثة تتحرك فتثير هلع الحانوتي وصبيته.
ورغم أنّ هذه الثيمات والمعالجات تعد وصفة مضمونة النجاح، فإنّها «تبدو مفتعلة حيث لا تنبع من الواقع وتبدو مستوردة من أجواء وبيئات أخرى»، حسب الناقد الفني المصري محمد البرعي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الفيلم يشتغل ببراعة من حيث الماكياج والإضاءة والمؤثرات الصوتية على عدد من الثيمات السينمائية الشهيرة في أفلام الرعب العالمية، مثل القاتل المتسلسل، صاحب الجرائم التي تكشف عن عقدة نفسية ما، فضلاً عن مشاهد نشر الجثث بالآلات الحادة، ووجود شخصيات غريبة الأطوار تضفي نوعاً من التوتر الدرامي، بجانب البيوت المهجورة والأزقة المظلمة المسكونة بالخفافيش».
جاءت صناعة الضحك في الفيلم جيدة تستند إلى كوميديا الموقف لا سيما ضمن عدد من الثنائيات مثل حمدي الميرغني وبيومي فؤاد من جهة، وحمدي الميرغني ورامز جلال من جهة أخرى، بينما ظل حضور غادة عادل مقتصراً على فكرة الوجه الجميل الذي يكتفي بردود الأفعال عبر عدد من تعبيرات الدهشة والخوف طوال الوقت.
عنوان الفيلم نفسه، يبدو امتداداً لحيلة كوميدية قديمة في السينما المصرية، وهي التقاطع مع عناوين شهيرة على نحو يضمن توليد المفارقة الساخرة، كما في فيلم «رغدة متوحشة» لرامز جلال نفسه الذي لعب على اسم فيلم «رغبة متوحشة» لنادية الجندي ومحمود حميدة إنتاج 1991.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.