اليمن يطالب بضغط روسي على إيران والحوثيين للقبول بالسلام

تزامناً مع جولة جديدة في المنطقة للمبعوثين الأميركي والأممي

وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني لدى لقائه نظيره الروسي في سوتشي أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني لدى لقائه نظيره الروسي في سوتشي أمس (أ.ف.ب)
TT

اليمن يطالب بضغط روسي على إيران والحوثيين للقبول بالسلام

وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني لدى لقائه نظيره الروسي في سوتشي أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني لدى لقائه نظيره الروسي في سوتشي أمس (أ.ف.ب)

طالبت الحكومة اليمنية روسيا بممارسة ضغوط على إيران وأداتها الحوثية للقبول بمقترحات السلام الأممية والدولية وصولاً إلى وقف القتال واستعادة المسار السياسي، وذلك بالتزامن مع جولة جديدة في المنطقة للمبعوثين إلى اليمن: الأممي مارتن غريفيث، والأميركي تيم ليندركينغ.
الطلب اليمني جاء أمس (الأربعاء) خلال لقاء وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة سوتشي الروسية، بحسب ما ذكره الإعلام الرسمي اليمني.
وكان بن مبارك وصل إلى روسيا الاتحادية في وقت سابق في سياق سعي الدبلوماسية اليمنية لشرح مواقف الشرعية من الأزمة في البلاد والمساعي الأممية والدولية وتعنت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
ونقلت وكالة «سبأ» أن بن مبارك «طالب روسيا بالقيام بدور أكبر في الضغط على الميليشيات الحوثية ومن خلفها إيران لوقف حربها العبثية ضد الشعب اليمني، والانصياع لجهود ومبادرات السلام وقبول وقف إطلاق النار الذي يمثل الخطوة الإنسانية الأهم، وعدم استغلال الأوضاع الإنسانية التي خلقتها من أجل تحقيق مكاسب سياسية».
واتهم الوزير اليمني إيران بأنها لعبت خلال السنوات الماضية دوراً سلبياً في بلاده، مشيراً إلى أن «الحرب ما كانت لتستمر لولا تدخلاتها ودعمها للميليشيات الانقلابية ومحاولاتها تحويل اليمن إلى منصة لتهديد وابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي».
ونقلت المصادر نفسها عن بن مبارك قوله: «الحكومة اليمنية تنظر لدور روسيا في إحلال السلام في اليمن بأهمية بالغة، وتؤمن بأن الدور الروسي لحل الأزمة في اليمن دور مهم، وأنها تعول كثيراً على وزن روسيا عالمياً للعب دور لحل الأزمة».
واستعرض الوزير اليمني خلال اللقاء مع لافروف «استمرار الميليشيات الحوثية في تصعيدها العسكري على محافظة مأرب ونسف كافة جهود ومبادرات السلام الدولية والإقليمية»، مؤكداً أن «الحكومة ستستمر في التعاطي الجاد مع جميع مبادرات وجهود السلام من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم وفق المرجعيات الثابتة».
وكان رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، استقبل في الرياض كلاً من المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، اللذين عادا إلى المنطقة في سياق سعيهما لتذليل عوائق السلام في اليمن.
وعن لقاء عبد الملك مع المبعوث الأميركي، أفادت المصادر الرسمية بأنه «استعرض معه المقترحات المطروحة للسلام وتعامل الحكومة الإيجابي معها، وما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي والأمم المتحدة لممارسة الضغوط على ميليشيا الحوثي وداعميها في طهران، لوقف حربها وهجماتها ضد المدنيين والنازحين واستهداف الأراضي السعودية، إضافة إلى جهود الحكومة لتنفيذ (اتفاق الرياض) وتخفيف معاناة الشعب اليمني والدعم المطلوب في هذا الجانب».
وذكرت وكالة «سبأ» الحكومية أن رئيس الوزراء «نوه بالموقف الأميركي الثابت والداعم للحلول السياسية في اليمن، ورؤيتها الواضحة تجاه الدور المعرقل من جماعة الحوثي المستمرة في تصعيدها العسكري بتوجيهات من داعميها في طهران واستهداف المدنيين والنازحين، ومقابلة كل التحركات الدولية نحو السلام بالمزيد من التصعيد والتعنت»، مجدداً «حرص الحكومة على التعاطي الإيجابي مع جهود السلام المستدام والذي يتطلع إليه جميع اليمنيين تحت سقف المرجعيات الثلاث».
إلى ذلك؛ نسبت المصادر الرسمية إلى المبعوث الأميركي أنه «أشاد بموقف الحكومة اليمنية الداعم للحلول السياسية، وشدد على ضرورة أن ينتهج الحوثيون النهج ذاته بما يؤدي إلى وقف الحرب وتحقيق تطلعات اليمنيين في السلام. كما أعرب عن قلقه لاستمرار الهجمات والتصعيد الحوثي على محافظة مأرب، الذي ساهم في تعميق الكارثة الإنسانية، وأهمية توقف تلك الهجمات فوراً».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».