المنصات الرسمية السعودية قطعت الطريق على «التمويل المشبوه»

المنصات الرسمية السعودية قطعت الطريق على «التمويل المشبوه»
TT

المنصات الرسمية السعودية قطعت الطريق على «التمويل المشبوه»

المنصات الرسمية السعودية قطعت الطريق على «التمويل المشبوه»

في غضون أسبوعين، جددت رئاسة أمن الدولة السعودية تحذيرها من الاستجابة لدعوات التبرع المجهولة للقضايا الخارجية وتداول الرسائل بشأنها أو المشاركة فيها، وذلك على خلفية نشاط مكثف لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تحث الجماهير على دعم أهالي غزة، في موجة من حملات جمع التبرعات، وتمويل العمليات الإنسانية في بؤر الفوضى والمناطق المتضررة.
في حين درجت بعض الجهات المشبوهة على استغلال تعاطف الناس مع الحالات الإنسانية، لتنشط من خلال الأحداث المأساوية ومناسبات الفوضى، لبثّ دعايات غير موثوقة لجمع التبرعات، واستثمار إقبال الناس في تمويل أنشطتها غير المعلنة وتوجيه دفة الأموال المتدفقة لتغطية العجز المالي لكيانات الظل.
وصرّح المتحدث الرسمي برئاسة أمن الدولة مطلع مايو (أيار) الحالي، وجرى التأكيد على التصريح حديثاً، بأنه انطلاقاً من الحرص على سلامة العمل الخيري، وتنامي مصادر دخله، ونظراً لما لوحظ في الآونة الأخيرة من كثرة الرسائل والدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جهات خارجية مجهولة تقوم بإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت، وتدعو لجمع أموال أو تبرعات لغرض المساهمة في العمل الخيري خارج المملكة.
ودعت «أمن الدولة» الراغب في التبرع داخل المملكة أن يتوجّه إلى القنوات المصرّح لها في الداخل، وأما من يرغب في التبرع للخارج؛ فإن الجهة الوحيدة المصرّح لها بإيصال التبرعات خارج المملكة هي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
سجلت المنصات الحكومية المختصة بجمع التبرعات تجربة مهمة، في الانتقال بالعملية من عشوائيتها القديمة إلى أسلوب أكثر انضباطاً وابتكاراً، وتفاعل المجتمع السعودي معها بعد أن لمس درجة الأمان العالية وضمان الوصول إلى مستحقيها.
وتتنوع المنصات التي أطلقت في السعودية، في اهتماماتها ومواقع عملها، وهي على الأغلب تستهدف الداخل، وتقودها المنصة الوطنية للتبرعات التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومنصة «جود الإسكان» التي تهتم بحالات تسكين الأسر والأفراد الأشد احتياجاً وبشكل عاجل، بالإضافة إلى منظومة «إحسان» وهي منصة وطنية للعمل الخيري، وتقديم الحلول التقنية المتقدمة للأعمال التنموية والخيرية، ومبادرة «فُرجت» التي تتيح تقديم المساعدة للمحكوم عليهم بقضايا مالية وتعجيل السداد عنهم.
مع انفراد مركز الملك سلمان للإغاثة بالبعد الدولي في نطاق عمله وتركيزه، ويعتمد على التمويل الحكومي الرسمي للوفاء بالتزاماته خارج البلاد بطريقة موثوقة وآمنة وأكثر فاعلية في تحقيق المقصود من نشاطه.



السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
TT

السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)

رأس الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ونظيره العُماني بدر البوسعيدي، الخميس، الاجتماع الثاني لـ«مجلس التنسيق» المشترك، في محافظة العُلا، الذي ينعقد تأكيداً للروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتيهما.

وقدَّر وزير الخارجية السعودي الجهود المبذولة في تعزيز علاقات البلدين، التي تسير تحت رعاية وحرص من قيادتيهما، بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون وتعزيز الدور الإقليمي والدولي، بما يُسهم في إرساء أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعبيهما.

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه الاجتماع في العلا (واس)

وأكد، خلال الاجتماع، أن توافق وجهات النظر في مجمل القضايا بين السعودية وعُمان يوضح أهمية مواصلة التنسيق المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً للأول الذي استضافته السلطنة في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وشهد إطلاق أولى مبادرات اللجان المنبثقة عن المجلس والبالغة 55 مبادرة، مشيداً بجهودها ومتابعتها أعمالها، وحالة سير تنفيذها.

الوزير بدر البوسعيدي يتحدث خلال الاجتماع (واس)

بدوره، عدّ وزير الخارجية العُماني المجلس «منصة استراتيجية تُجسّد إرادة القيادتين لتعزيز التعاون الثنائي، الذي لا يقتصر على خدمة مصالحهما المشتركة، بل يمتد ليُسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، خاصة مع التحديات الراهنة التي تستدعي تكثيف التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي».

وهنّأ البوسعيدي السعودية بفوزها باستضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس الرؤية الطَّموح لقيادتها، ويُعزِّز سجل المملكة الحافل بالإنجازات المشرّفة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وزير الخارجية السعودي ونظيره العُماني في جولة على معالم العلا (واس)

وعقب الاجتماع، شهد الوزيران إبرام مذكرة تفاهم في مجالي الدراسات الدبلوماسية والتدريب، وقّعها السفير الدكتور سعود الساطي وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية، ونظيره العماني الشيخ خليفة بن علي الحارثي.

حضر من الجانب السعودي، الدكتور هشام الفالح مساعد وزير الداخلية، والدكتور سعود الساطي، والدكتور إبراهيم بن بيشان السفير لدى عُمان، والبراء الإسكندراني وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية الدولية، ومحمد آل صاحب وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات، والمهندس فهد الحارثي أمين عام المجلس، وبمشاركة ممثلي اللجان.

الأمير فيصل بن فرحان وبدر البوسعيدي شهدا توقيع اتفاقية بين وزارتي خارجية البلدين (واس)