تزايدت عزلة بيلاروسيا مع دخول قرار تجنب مجالها الجوي حيز التنفيذ بعدما حثت «وكالة سلامة الطيران» التابعة للاتحاد الأوروبي، أمس (الأربعاء)، شركات الطيران التابعة للتكتل أو غيرها التي تحلّق منه أو إليه، بتجنب المجال الجوي لروسيا البيضاء باستثناء في حالات الطوارئ، في حين دافع رئيس الجمهورية السابقة ألكسندر لوكاشنكو، الأربعاء، عن سلوك بلاده في مجالها الجوي عندما حولت مسار طائرة «راين إير» وأجبرتها على الهبوط على أراضيها. وأدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس ما قامت به بيلاروسيا. وقال مجلس الحلف العسكري «هذه الخطوة غير المقبولة تنتهك بشدة القواعد التي تحكم الطيران المدني، وعرضت حياة الركاب والطاقم للخطر». وقال المجلس، إنه يجب الإفراج عن الصحافي المعارض رومان بروتاسيفيتش وشريكته صوفيا سابيجا، كما يجب إجراء «تحقيق مستقبل عاجل». واستجاب عدد من شركات الطيران لتوصيات الاتحاد الأوروبي بتجنب الطيران في المجال الجوي البيلاروسي، في حين أغلق المجال الجوي الأوروبي أمام الطائرات البيلاروسية. ويعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعاً طارئاً مغلقاً وغير رسمي، يبحث خلاله في الأزمة مع بيلاروسيا، وفق مصادر دبلوماسية. والطائرة التي كانت تقوم برحلة من أثينا إلى فلينيوس ومن بين ركابها أحد نشطاء المعارضة المطلوبين لدى سلطات بيلاروسيا، أجبرت على الهبوط في مينسك الأحد بعد بلاغ بوجود قنبلة مفترضة؛ ما دفع بالعديد من شركات الطيران الأوروبية إلى وقف الرحلات فوق بيلاروسيا. قال الاتحاد الأوروبي، إنه يدرس فرض عقوبات جديدة على نظام لوكاشنكو بعد حادثة الطائرة وطالب القادة الأوروبيون بإطلاق سراح رومان بروتاسيفتش. والناشط البالغ 26 عاماً، شارك في إدارة قناة «نيكستا» على تطبيق «تلغرام» والتي ساهمت في تنظيم الاحتجاجات. ويواجه حكماً بالسجن فترة تصل إلى 15 عاماً بتهمة تنظيم اضطرابات جماعية. وأكّد رئيس الحكومة الكندية، أنّه «يدعم بقوّة التحرّك عبر كلّ المؤسّسات الدوليّة الممكنة»، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي. وقال وزيرا الخارجيّة والنقل الكنديّان من جهتهما، إنّ بلادهما ستُشارك الخميس في الاجتماع الطارئ لمنظّمة الطيران المدني الدولي التي تتّخذ مونتريال مقراً، وإنّ كندا توصي طائراتها بتجنّب الأجواء البيلاروسية.
وأكد لوكاشنكو في كلمة أمام نواب البرلمان «تصرفتُ بشكل قانوني لحماية شعبنا»، معتبراً اتهامات بأن تكون مقاتلة من طراز «ميغ - 29» أجبرت الطائرة على الهبوط في مينسك «محض أكاذيب»، حسب وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية (بيلتا). وأضاف لوكاشنكو، أن «الهجمات» على الدولة السوفياتية السابقة تجاوزت «خطوطاً حمراً»، مضيفاً «كما تنبأنا، فإن الذين يضمرون لنا السوء في البلاد وخارجها، غيّروا أساليب هجومهم على الدولة وتجاوزوا العديد من الخطوط الحمر وحدود المنطق والأخلاق الإنسانية»، حسب وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية (بيلتا).
ويخضع لوكاشنكو وحلفاؤه لعقوبات أوروبية وأميركية على خلفية القمع العنيف لمظاهرات أعقبت الانتخابات وعمت البلاد العام الماضي. ونزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشارع للمطالبة باستقالة الرئيس البالغ 66 عاماً، معتبرين منافسته في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا الفائزة الحقيقية. وفرّت تيخانوفسكايا إلى ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي بعد وقت قصير على الانتخابات. وأعلنت بيلاروسيا الثلاثاء عزمها على إغلاق سفارتها في كندا، وذلك في اليوم نفسه الذي قال فيه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إنّه يفكّر بتشديد العقوبات على النظام البيلاروسي. وقالت سفارة بيلاروسيا في كندا، في بيان على موقعها الإلكتروني، إنّها «ستُعلّق أنشطتها في الأوّل من سبتمبر (أيلول) المقبل وخدماتها القنصليّة اعتباراً من 10 يوليو (تموز)»، مشيدة بـ24 عاماً من «التعاون المفيد للطرفين». وقال القائم بالأعمال إيفغيني روساك، إنّ المرسوم وُقّع في 22 الحالي. وكان ترودو قال خلال مؤتمر صحافي ظهر الثلاثاء، إنّ «سلوك النظام البيلاروسي فاضح وغير قانوني وغير مقبول إطلاقاً». وأضاف «كندا كانت فرضت عقوبات ضدّ بيلاروسيا وستدرس خيارات أخرى»، داعياً إلى «الإفراج الفوري» عن الصحافي رومان بروتاسيفيتش. وأطلق لوكاشينكو اتهامات أخرى حول ماضي بروتاسيفيتش، بما في ذلك أنه قاتل إلى جانب القوات الحكومية في شرق أوكرانيا، وكان لديه «خبرة كبيرة كأحد المرتزقة». وكان بروتاسيفيتش أعد تقريراً من أوكرانيا في عام 2014، عندما كانت الحرب قد اندلعت بين القوات المدعومة من روسيا والحكومة المركزية في كييف. ومع ذلك، لم يثبت أبداً أنه شارك في القتال.
تزايد عزلة بيلاروسيا مع دخول قرار تجنب مجالها الجوي حيّز التنفيذ
حلف {الناتو} يدين إجبارها طائرة على الهبوط في مينسك
تزايد عزلة بيلاروسيا مع دخول قرار تجنب مجالها الجوي حيّز التنفيذ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة