موجة من الدعم والتضامن مع فنان مصري بعد بتر قدمه

الفنان المصري شريف الدسوقي (فيسبوك)
الفنان المصري شريف الدسوقي (فيسبوك)
TT

موجة من الدعم والتضامن مع فنان مصري بعد بتر قدمه

الفنان المصري شريف الدسوقي (فيسبوك)
الفنان المصري شريف الدسوقي (فيسبوك)

أثارت الحالة الصحية للفنان المصري شريف الدسوقي، حالة من التعاطف والدعم بعد أن خضع لعملية جراحية أول من أمس الاثنين الماضي، أدت إلى بتر إحدى قدميه بسبب مرض السكري.
وأبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الثلاثاء اهتمامه بالحالة الصحية للفنان المصري، ووجه بتقديم كافة الرعاية له على نفقة الدولة، كما أمر بصرف معاش استثنائي له، وذلك وفقا لما نشرته نقابة المهن التمثيلية في بيان لها.

وكان الفنان شريف الدسوقي (53 عاما) من مواليد الإسكندرية (شمال مصر)، الشهير بشخصية «سبعبع»، قد ظهر في أحد البرامج الحوارية، وقص معاناته الأخيرة، بعد إصابته في قدمه منذ ما يقرب من 8 شهور، بجرح غائر بعمق 7 سم داخل إحدى ساقيه، وذلك أثناء تصوير أحد المسلسلات، واكتشافه بعدها إصابته بمرض السكري، وبكى بمرارة بسبب ما تعرض له من تجاهل لحقوقه، من قبل المنتج الفني شريف زلط، وأنه لم يحصل على مستحقاته المالية المتأخرة، مما أدى إلى تأخيره في متابعة حالته الصحية.
وقال الدسوقي مع الإعلامي، عمرو أديب وهو يبكي إنه يعاني من ترديد الإشاعات حول حالته العقلية والنفسية وإنه يذهب إلى موقع التصوير وهو غائب عن الوعي، وأكد على أنه كان يتوجه إلى التصوير قبل موعده بساعتين، وأوضح أنه خضع للعلاج النفسي منذ أكثر من 20 سنة بعد انفصاله عن زوجته وهو أمر لا يخجل منه، ولكنه قد مضى عليه وقت طويل.
ودخل في نوبة من التأثر والبكاء معلنا أنه يفكر في الاعتزال، وأضاف أنه طالب نقابة الممثلين بالتدخل لحل أزمته أثناء تصوير فيلم «وقفة رجالة»، مؤكدا أنه أصيب بسبب العمل، وتقدم بشكوى ضد منتج الفيلم، ورغم الوصول لحل ودي لم يتم تنفيذ الاتفاق.

وبعد تصريحات الممثل المصري، خضع إلى جراحة علاجية أدت إلى بتر قدمه بعد سوء حالة إصابته، مما أثار حالة من الصدمة بالوسط الفني وعلى منصات التواصل الاجتماعي وصولا إلى القيادة المصرية، ووجه نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، الشكر باسم فناني مصر، إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعدما وجه بصرف معاش استثنائي للفنان شريف دسوقي، مؤكداً أن تلك الخطوة توضح تقدير القيادة السياسية للفن والفنانين.
وقال زكي، في اتصال هاتفي مع برنامج «مساء دي إم سي» الذي يقدمه الإعلامي رامي رضوان: «أتوجه بالشكر والتقدير للرئيس السيسي لأن رعايته واهتمامه بالحالة الصحية للفنان شريف الدسوقي تقدير للفنان المصري»، مضيفاً أن حالة الفنان شريف دسوقي مستقرة حالياً، وحالته المعنوية مرتفعة ومستقرة أيضاً، وأن النقابة ستقوم بتوفير كل ما يحتاجه فوراً بما في ذلك الطرف الصناعي، وذلك بناء على توجيهات الرئيس.
وطمأن زكي كل الجمهور على حالة دسوقي، مقدماً الشكر كذلك إلى كل زملائه من فناني محافظة الإسكندرية، على نجاحهم في إقناعه بدخول المستشفى وإجراء العملية، موضحاً أن العملية التي أجراها لو كانت تأخرت عن ذلك، كان من الممكن أن تحدث مضاعفات أخطر من ذلك على حياته الصحية.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، أمس الثلاثاء، أنه جار نقل دسوقي من أحد المستشفيات بمحافظة الإسكندرية، إلى مستشفى دار الشفاء بالقاهرة لاستكمال علاجه على نفقة الدولة، وذلك وفقاً لتوجيهات الرئيس المصري بتقديم كافة سبل الرعاية الطبية اللازمة له.
قال الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، إنه تم نقل الفنان دسوقي بواسطة سيارة إسعاف مجهزة وفريق من المسعفين، مؤكداً أنه سيتم مناظرة حالته الصحية فور وصوله مستشفى دار الشفاء من قبل فريق طبي يضم استشاريين في تخصصات الجراحة العامة، وجراحة الأوعية الدموية، والباطنة، وأمراض السكر، وإجراء كافة الفحوصات الطبية لاستكمال علاجه على نفقة الدولة.
https://twitter.com/mohpegypt/status/1397313754937896960
وفي سياق متصل، نظرت محكمة الجنح الاقتصادية، اليوم الأربعاء، الدعوى المقامة ضد الفنان شريف الدسوقي، والتي تطالبه بتعويض قدره 5 ملايين جنيه، في ادعائه بعدم تقاضي أجره كاملاً في أحد مسلسلات رمضان الماضي. وحضر وكيل الشركة المقيمة للدعوى وقرر التنازل عن الدعوى نظرا للظروف الصحية التي يمر بها الفنان المصري وقال إن الدسوقي يمر الآن بظرف إنساني لن نستطيع معه مقاضاته إطلاقا بل على العكس، نعلن من جانبنا المساندة الكاملة له ونتمنى له سرعة تجاوز تلك المحنة ويعود أقوى مما كان، وذلك وفقا لما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
وعلق دسوقي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، في أول ظهور له بعد الجراحة «قدر الله وما شاء فعل الحمد لله على كل شيء».
https://www.facebook.com/SherefDesokyOfficial/posts/321584342889122
وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، رسائل من الدعم والحب من الفنانين المصريين وجمهور الفنان المصري، مثل الفنان آسر ياسين ونيلي كريم عبر حسابات إنستغرام، قصصا مصورة يعبرون فيها عن دعمهم لدسوقي وتمنياتهم بالشفاء العاجل له، وكتب الفنان أحمد رزق عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: «شريف دسوقي فنان مهم وكبير أعرفه من حوالي ٣٠ سنة يعني أصدقاء طفولة... وعايز أقولكم إنه قوي وعنده إرادة وحيرجع يبسطنا ويمتعنا... يلا يا شريف في انتظارك ومتتأخرش علينا وعلى حبايبك»، وكتبت الفنانة نشوى مصطفى عبر حسابها بـ«فيسبوك»، «ألف ألف سلامة عليك يا أستاذ يا عظيم يا جميل ربنا يتم شفاك وترجع بسرعة تملى الدنيا تمثيل ونتعلم منك يا نجومية».
وغرد الفنان أحمد السعدني عبر موقع «تويتر»: «لم يحالفني الحظ لألتقي بالفنان الكبير شريف الدسوقي ولكن كفرد من جمهوره العريض أتمنى له الشفاء العاجل وعبور هذا الابتلاء الصعب ألف سلامة يا أستاذ».
https://twitter.com/AhmedLSaadany/status/1397131771469312002
ودسوقي من مواليد عام 1967 بمحافظة الإسكندرية، ونشأ في أسرة فنية، حيث كان يعمل والده مديراً لفرقة الكوميديان المصري الشهير إسماعيل ياسين، وقال في تصريحاته مع الإعلامي عمرو أديب، إنه خريج أحد المعاهد الفنية الصناعية، لكن نشأته الفنية جعلت أمامه الباب مفتوحا على الفن والإبداع، مما دفعه للدراسة الحرة والاشتراك بالورش الفنية، وإنه عمل لفترة من الوقت في وزارة الثقافة المصرية، ثم أصبح أكثر اهتماما بتدريب الأجيال الجديدة بالورش التمثيلية.

وشارك دسوقي في العديد من الأعمال الفنية والأفلام القصيرة، وكانت بدايته الفنية الحقيقية عام 2003 من خلال فيلم «العنف والسخرية» مع المخرجة أسماء البكري، ثم شارك في عدد من الأعمال الفنية مثل «زي الورد، مملكة إبليس 2، ما وراء الطبيعة، العمارة» ومسلسل «بـ100 وش» بشخصية سباعي «سبعبع» والتي يعتقد النقاد أنها كانت بوابة دخوله إلى قلوب متابعيه وجمهوره بعد أن حقق نجاحا باهرا بعد عرض المسلسل.

وحصل على العديد من التكريمات، كأفضل فنان في عدد من المسابقات المصرية، وكان أهمها حصوله على الهرم الذهبي كأفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40 عن فيلم «ليل خارجي» عام 2018.



تامر حسني يعلن استئصال جزء من كليته

صورة نشرها تامر حسني خلال مرضه (حسابه على فيسبوك)
صورة نشرها تامر حسني خلال مرضه (حسابه على فيسبوك)
TT

تامر حسني يعلن استئصال جزء من كليته

صورة نشرها تامر حسني خلال مرضه (حسابه على فيسبوك)
صورة نشرها تامر حسني خلال مرضه (حسابه على فيسبوك)

كشف الفنان المصري تامر حسني عن مروره بأزمة صحية خلال الأيام الماضية، استدعت إجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال جزء من كليته أثناء وجوده في ألمانيا ضمن جولته الأوروبية، التي قام بها خلال الأسبوع الماضي وتضمنت فرنسا وهولندا وألمانيا.

وفي بيان نشره عبر حساباته الرسمية، قال تامر حسني: «لم أكن (أنوي) التحدث في أموري الشخصية، لكن بعد نشر الخبر، أحب أن أطمئنكم... أعاني منذ فترة من أزمة في الكليتين، ومنذ أيام اضطررت للدخول إلى غرفة العمليات فوراً، وتم استئصال جزء من الكلية».

جاء إعلان حسني عن مرضه بعد أيام قليلة من حفله الجماهيري الكبير في فرنسا، الذي شَكّل إحدى أهم محطاته خلال الجولة الأوروبية التي حضرها جمهور من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، فيما تسببت كثافة الحضور في إغلاق محيط المسرح لساعات. وعبّر حسني عن دهشته من حجم التفاعل عبر حسابه بـ«إنستغرام»: «عددكم العظيم قفل شوارع فرنسا... فرحتوني من قلبي ونورتوني ورفعتوا راسي أمام تالية».

تامر حسني في إحدى حفلاته (حسابه على فيسبوك)

وروى الفنان المصري موقفاً جمعه بابنته تالية أثناء توجهه إلى المسرح، حين عبّرت له عن خوفها من عدم امتلاء القاعة: «قالت لي: يا بابا أنت معروف في الوطن العربي لكن ليس لدرجة فرنسا، قولت لها خليها على الله، وفعلاً ربنا فرحنا».

وقدم تامر حسني خلال جولته الغنائية مجموعة كبيرة من أهم وأشهر أغنياته منها «نور عيني، وملكة جمال الكون، وحلو المكان، ومعلمين، والذوق العالي».

وقال الشاعر رمضان محمد لـ«الشرق الأوسط» إن «تامر تحامل على نفسه بدرجة كبيرة حفاظاً على ارتباطاته الفنية خلال جولته الغنائية وبالتحديد أثناء حفله في فرنسا، حيث كان يعاني من آلام حادة ومستمرّة في الكليتين. ورغم ذلك، أصرّ على الصعود إلى المسرح واستكمال الحفل بالكامل دون تقليل أو تخفيف في فقراته الغنائية، ثم واصل جولته كما هي مُجدولة في هولندا وألمانيا؛ احتراماً للجمهور الذي حجز تذاكر الحفلات منذ أسابيع طويلة».

تامر يعلن تعرضه لمتاعب في كليته (حسابه على فيسبوك)

وأضاف أن «تامر أخبره بمرضه قبل نحو عشرة أيام، وقال لي إنه متعب للغاية وإن الأطباء نصحوه بالراحة، لكنه لم يكن قادراً على إلغاء حفلاته بسبب التزامه مع الجمهور. كما أوصاني بألّا أخبر أحداً، حفاظاً على مشاعر أولاده، وحتى لا يتسبب لهم الخبر في صدمة أو قلق غير ضروري».

وعلى الصعيد الفني، طرح تامر حسني مؤخراً أغنيته «من كان يا مكان»، من كلمات الشاعر طارق علي، وألحان كريم نيازي، وتوزيع مؤمن ياسر، التي استعاد خلالها ذكريات المسرح المصري ورموزه الكبار، من بينهم: سمير غانم، وفؤاد المهندس، وشويكار، وعبد المنعم مدبولي، وسهير البابلي، وجورج سيدهم وغيرهم من رواد الكوميديا الذين تركوا إرثاً لا يُنسى.


بعد زخم المتحف الكبير... مصر تسابق الزمن للانتهاء من «الآتوني»

المتحف الآتوني يطل على نهر النيل في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المتحف الآتوني يطل على نهر النيل في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

بعد زخم المتحف الكبير... مصر تسابق الزمن للانتهاء من «الآتوني»

المتحف الآتوني يطل على نهر النيل في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المتحف الآتوني يطل على نهر النيل في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

على الضفة الشرقية لنهر النيل في محافظة المنيا (صعيد مصر) يطل مبنى «المتحف الآتوني» الذي يترقب كثيرون افتتاحه ليستكمل الخريطة المتحفية للآثار المصرية، مستفيداً من زخم افتتاح المتحف الكبير والإقبال اللافت على زيارته راهناً.

المشروع الذي بدأ عام 2004 وشهد فترات توقف لأسباب عدة، من بينها التمويل، استؤنف العمل فيه أخيراً، «تمهيداً لافتتاحه في أقرب وقت ممكن»، حسب إفادة رسمية لوزارة السياحة والآثار منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عقب جولة تفقدية قام بها الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، لمتابعة مستجدات مشروع «المتحف الآتوني»، ونقل القطع الأثرية إلى مواقع عرضها الدائم وفقاً لسيناريو العرض المتحفي المعتمد، واستعراض الأعمال الجارية لتطوير المرسى النيلي المخصص لاستقبال السفن السياحية، وممشى الزوار الممتد على النيل بطول 400 متر، إلى جانب البحيرات الصناعية والمسطحات الخضراء التي يجري تجهيزها لتتكامل مع تصميم المتحف ومحيطه.

وأوضح مؤمن عثمان، رئيس قطاع الترميم ومشروعات الآثار والمتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن «المتحف سيشكل نقطة جذب سياحي مهمة في المنيا، حيث سيتم ربطه بمواقع الآثار في المحافظة، كما سيشهد إقامة أول حديقة للنباتات التاريخية في مصر القديمة»، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف سيكون إضافة للصعيد وسيعد أحد أهم متاحف المنطقة».

ويسلط سيناريو العرض المتحفي في القاعة الرئيسية الضوء على تاريخ محافظة المنيا عبر العصور وأبرز مواقعها الأثرية، بينما تتناول قاعات المتحف الأخرى عصر الملك إخناتون، وبدايات فكر العمارنة، وتاريخ الملك أمنحتب الثالث.

مشروع مهم

وعد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، «المتحف الآتوني» واحداً من «أهم» المشروعات الأثرية والثقافية في مصر، لأنه «يسلّط الضوء على فترة استثنائية في تاريخ مصر القديمة، وهي فترة حكم إخناتون ونفرتيتي وبناء (عاصمة التوحيد) أخيتاتون في تل العمارنة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الحقبة شهدت ثورة دينية وفنية غير مسبوقة، انعكست في فن العمارنة الذي يمتاز بواقعيته وإنسانيته وتمرده على القوالب الفنية التقليدية».

وأضاف عبد البصير أن «افتتاح المتحف سيغيّر وجه السياحة في محافظة المنيا تغييراً جوهرياً. فالمنيا تمتلك ثروة أثرية هائلة، لكنها لم تستطع عبر سنوات طويلة أن تستفيد منها بالشكل الأمثل لغياب مؤسسة متحفية كبيرة تكون نقطة انطلاق للمسار السياحي».

وتوقع عبد البصير أن «يجعل المتحف محافظة المنيا مقصداً رئيسياً لعشّاق التاريخ المصري القديم، حيث سيربط بين المواقع الأثرية الكبرى مثل بني حسن، وتونا الجبل، وتل العمارنة، وجبل الطير، في منظومة واحدة متكاملة، ما سيُسهم في جذب السياح في تنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة».

استئناف العمل في المتحف الآتوني بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وشهدت السنوات الماضية جولات تفقدية عدة لمبنى ومحاولات لاستكمال المشروع الذي تجاوز العشرين عاماً، آملين أن يدفع المتحف حركة الجذب السياحي في المنيا، لكن العمل في المشروع توقف عدة مرات، لأسباب مالية وسياسية.

وأرجع عبد البصير أسباب تأخر إنشاء المتحف إلى «عوامل متعددة، من بينها توقف التمويل في مراحل مختلفة، والتعثر في استكمال الأعمال الإنشائية والتجهيزية، إضافة إلى بعض التحديات الإدارية والبيروقراطية التي طالت المشروع»، مشيراً إلى «تأثر خطط افتتاحه بالظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد خلال العقد الأخير».

كان وزير السياحة والآثار الأسبق الدكتور خالد العناني قال في تصريحات صحافية منتصف عام 2022 إن «إجمالي ما تم إنفاقه من المجلس الأعلى للآثار على مشروع إنشاء المتحف الآتوني بلغ 150 مليون جنيه حتى ذلك الوقت».

وتبلغ مساحة «المتحف الآتوني» حوالي 25 فدان؛ تشمل المبنى الرئيسي الذي يضم قاعات العرض الدائم، ومسرحاً، ومركزاً للمؤتمرات، ومكتبة علمية، بالإضافة إلى منطقة الخدمات السياحية، حيث المطاعم والكافيهات والبازارات، والممشى السياحي على النيل. وتم اختيار أكثر من موقع لبناء المتحف إلى أن تم تخصيص الموقع الحالي على الضفة الشرقية للنيل أمام مدينة المنيا.

ومن بين قاعات المتحف قاعة تحمل اسم «المنيا عبر العصور»، التي من المقرر أن يتم تخصيصها لعرض تاريخ المنيا منذ أقدم العصور وحتى العصر اليوناني الروماني، بالإضافة إلى باقي قاعات العرض التي سوف تخصص لسرد تاريخ فترة ما قبل العمارنة وفترة العمارنة وفلسفة الملك إخناتون في الترسيخ للديانة الآتونية، وفن العمارنة الذي يعتبر من الفترات المتفردة في الفن المصري القديم.


طفل تونسي يخطف الأنظار في «القاهرة السينمائي» عبر «الجولة 13»

الطفل هادي بطل الفيلم التونسي (إدارة المهرجان)
الطفل هادي بطل الفيلم التونسي (إدارة المهرجان)
TT

طفل تونسي يخطف الأنظار في «القاهرة السينمائي» عبر «الجولة 13»

الطفل هادي بطل الفيلم التونسي (إدارة المهرجان)
الطفل هادي بطل الفيلم التونسي (إدارة المهرجان)

خطف الطفل التونسي هادي بن جابورية، بطل فيلم «الجولة 13»، الأنظار في «مهرجان القاهرة السينمائي» عقب عرض الفيلم، بفضل موهبته وحضوره الواثق في العمل الذي يجسّد من خلاله شخصية طفل يصارع مرض السرطان.

ويشارك الفيلم في مسابقة «آفاق السينما العربية» خلال الدورة الـ46 من المهرجان. وتدور أحداثه حول بطل الملاكمة التونسي «كمال» الذي يُنهي مسيرته الاحترافية، لكنه لا يُنهي تعلقه بهذه الرياضة، بل ينقل شغفه بها إلى ابنه الوحيد «صبري». ويستمد الفيلم عنوانه «الجولة 13» من عالم مباريات الملاكمة، غير أن مأساة تقع في حياة البطل، تشكّل إحدى أقسى هزائمه.

عُرض الفيلم مساء الاثنين بحضور نقاد وسينمائيين تونسيين وعرب، إضافة إلى طاقم العمل الذي يضم مخرجه محمد علي النهدي، ووالده الفنان التونسي الأمين النهدي الذي يشارك في مشهد واحد بالفيلم، والفنانة عفاف بن محمود، والطفل هادي. وقد أُنتج الفيلم بدعم من وزارة الثقافة التونسية، كما حاز دعم «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» و«الدوحة للأفلام» وقناة «ART».

وفي المشاهد الأولى للفيلم، يدرب الأب «كمال» طفله «صبري» على رياضة الملاكمة في المنزل، ويتابعان معاً المباريات. يتعلق الطفل بالرياضة، ويصبح حلمه أن يكون ملاكماً في المستقبل مثل والده.

الأب والابن في لقطة من الفيلم (إدارة المهرجان)

يخوض «صبري» مباراة في ساحة المدرسة مع أحد زملائه، فيتعرّض لإصابة في ذراعه. يحمله والداه إلى المستشفى، وبعد سلسلة من التحاليل والأشعة يفاجئهما الطبيب بتشخيص إصابة ابنهما بمرض السرطان. تهتزّ العائلة لهذا الخبر، ويتحوّل استقرارها إلى صراع قاسٍ مع مرض لا يرحم. ويتتبع الفيلم تفاصيل هذا الصراع بكل مآسيه، وما يمرّ به الطفل من أوجاع خلال مراحل العلاج، وانقطاعه عن المدرسة، وسقوط شعره، وتشبث الأسرة كلها بالأمل. إلا أنّ الأب يبدو الأقل تماسكاً والأكثر تأثراً وتشتتاً، فيعود إلى ممارسة الملاكمة ويقع في أزمات تنتهي بدخوله السجن.

وبعد فترة علاج شاقة، يصارح الطبيب الوالدين بخطورة حالة ابنهما، فتنقله الأم إلى المنزل ليعيش أيامه الأخيرة بين أفراد أسرته، في حين يحتفلون بعيد ميلاده التاسع وهو يصارع الموت.

ويقدم الطفل هادي حضوراً لافتاً في الفيلم، مستقطباً الأنظار إلى موهبته الفطرية ووجهه البريء وقدرته على تجسيد الشخصية بصدق، متنقلاً من لحظات السعادة الأولى إلى صدمة المرض، حيث تختفي ابتسامته وحيويته، وتبدو معاناته من الآلام المبرحة بوضوح مؤثر.

المخرج يتحدث خلال جلسة نقاشية عقب العرض (إدارة المهرجان)

وكشف المخرج محمد علي النهدي، خلال جلسة نقاشية أعقبت عرض الفيلم، أن اكتشاف هادي جاء بالصدفة، إذ اختير من بين 300 طفل ترشحوا لأداء الدور. وقال: «كنا نبحث عن منزل نصوّر فيه في أحد أحياء تونس، فالتقينا هادي بالصدفة، حيث توجه إلينا وسأل: هل ستصورون مسلسلاً؟ فأجبناه بأننا نصوّر فيلماً، فقال: أريد التمثيل معكم. وقد لفت نظري فوراً، فأجرينا له اختبارات أداء اكتشفت خلالها أنه طفل موهوب وذكي. وخلال التصوير أثبت إرادة لافتة، فكان ملتزماً بمواعيده، ويصل جاهزاً وقد حفظ دوره، ولا يملّ، خلافاً لمعظم الأطفال، من ساعات التصوير الطويلة».

من جانبها، أكدت الفنانة عفاف بن محمود أن هادي موهوب بالفطرة، وكان شديد الالتزام والأكثر جاهزية طوال فترة التصوير. وتحدث هادي مؤكداً رغبته في مواصلة عمله في التمثيل إلى جانب دراسته.

وأضافت عفاف أن السيناريو جذبها منذ القراءة الأولى، وأن شخصية الأم كانت صعبة لأنها تعتمد على المشاعر وتتضمن مشاهد صامتة. وأوضحت أنها اعتادت أن تمنح الشخصية التي تؤديها من قلبها وروحها حتى تصل بصدق إلى المشاهد.

طاقم الفيلم على «الرد كاربت» في مهرجان القاهرة (إدارة المهرجان)

ولفت المخرج إلى أنه قدّم فيلماً برؤية واقعية، رافضاً النظرة الغربية التي تتعمّد تصوير العنف والفقر المدقع في الأفلام العربية وفرض أسلوب سرد معيّن كي تنال الأعمال إعجابهم في المهرجانات الكبرى، رافضاً في الوقت نفسه انسياق بعض المخرجين خلف هذه التوجهات. وقال: «أرفض تشويه واقعنا وثقافتنا، وقدّمت عملاً أبطاله ينتمون إلى الطبقة الشعبية من دون أي مزايدة».

وأعرب الفنان التونسي الأمين النهدي عن سعادته بالفيلم، قائلاً: «أنا فخور بهذا الفيلم، ليس من باب الانحياز لنجلي مخرج العمل، بل لأنه بالفعل فيلم مختلف في إيقاعه عن معظم الأفلام التونسية».

وردّ المخرج قائلاً إن «والده الفنان الكبير هو المدرسة الأولى التي تعلّم فيها منذ طفولته، حيث تعرّف على السيناريو وقيمة العمل الفني وأهمية الثقافة، ورافقه إلى مواقع التصوير».

وعدّ الناقد خالد محمود الفيلم واحداً من الأعمال التونسية اللافتة في دورة العام الحالي من «مهرجان القاهرة السينمائي»، مشيراً إلى أنه يطرح قضية اجتماعية مهمة بصياغة فنية مميزة، وأنه يمثل تجربة واعدة لمخرجه في ثاني أفلامه الطويلة. وأوضح أن المخرج استطاع أن يجعل المتفرج شريكاً في قلب الأزمة خلال رحلة المعاناة التي تخوضها الأسرة مع مرض طفلها.

وأشار محمود إلى أنّ المخرج أدار الصراع في الفيلم على «نار هادئة»، مضيفاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار فريق التمثيل كان موفقاً، وأن منح الطفل الموهوب هذه الفرصة كان في محلّه نظراً لأدائه البارع وتجسيده المؤثر لشخصية طفل مصاب بالسرطان، متوقعاً أن ينافس الفيلم على الجوائز.