المغرب وموريتانيا لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة

وزير خارجية المغرب مستقبلاً نظيره الموريتاني بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط أمس (ماب)
وزير خارجية المغرب مستقبلاً نظيره الموريتاني بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط أمس (ماب)
TT

المغرب وموريتانيا لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة

وزير خارجية المغرب مستقبلاً نظيره الموريتاني بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط أمس (ماب)
وزير خارجية المغرب مستقبلاً نظيره الموريتاني بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط أمس (ماب)

أعلن ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، ونظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، في لقاء صحافي بمقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، عقب مباحثات جرت بينهما، أن البلدين بصدد التحضير لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة، للدفع بعجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ووصف بوريطة استقباله لولد الشيخ أحمد بأنه «يوم كبير»، وقال إنهما على اتصال «مرة أو مرتين كل أسبوع»، نافيا وجود أزمة بين البلدين.
وأضاف بوريطة موضحا أن زيارة ولد الشيخ أحمد للرباط هي مناسبة لتكذيب من يصطاد في الماء العكر، مشددا على القول إن «علاقاتنا صلبة، بل لم تكن في المستوى الإيجابي الذي هي عليه اليوم»، ومؤكدا أن العلاقات بين البلدين تعرف تطورا «إيجابيا»، منذ وصول الرئيس ولد الغزواني للحكم. كما أشار في هذا السياق إلى التواصل المستمر بين العاهل المغربي والرئيس الموريتاني، وطموحهما «المشترك» للدفع بالعلاقة لأبعد مستوى، خاصة وأن هذه العلاقات لها جوانب «تاريخية وإنسانية قوية، ويحكمها الجوار بين بلدين شقيقين».
وعد بوريطة زيارة نظيره الموريتاني للرباط «مهمة»، لكونه مبعوثا للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وحاملا رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس «تتعلق بالعلاقات الثنائية، والتنسيق في القضايا الإقليمية».
وأضاف بوريطة أن هناك إرادة لترجمة طموح القيادتين في البلدين للنهوض بالعلاقات على المستوى الاقتصادي، من خلال عقد اللجنة العليا المشتركة، ولجنة المتابعة لوزراء الخارجية. وقال بهذا الخصوص إن «هناك تطلعا في المراحل المقبلة للدفع بالتعاون القطاعي، وتعبئة الفاعلين الاقتصاديين لتطوير العلاقات».
من جهته، قال وزير خارجية موريتانيا إن الاتصال الهاتفي الذي جرى أخيرا بين الرئيس الموريتاني والعاهل المغربي «كان له صدى كبير لدى الشعب ولدى القيادة الموريتانية»، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين «صلبة»، وعرفت تطورا، وقال بهذا الخصوص: «نطمح إلى تعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي»، مشيدا بدور المغرب في تكوين الأطر والطلبة الموريتانيين منذ 30 سنة.
وأوضح المسؤول الموريتاني أنه «رغم التطور في العلاقات السياسية، فإنه لا بد من تطوير العلاقات الاقتصادية، التي تبقى دون مستوى الطموح السياسي». مبرزا أن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين «يرأسها الوزيران الأولان في البلدين، وهناك لجنة متابعة على مستوى الوزراء المنتدبين، وقد قررنا رفع لجنة المتابعة لتكون على مستوى الوزراء»، متمنيا عقدها في أقرب وقت.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.