تقنيات بعض لقاحات «كورونا» قد تساهم في تطوير علاج للسرطان

شخص يتلقى لقاحا مضادا لفيروس كورونا بكوستاريكا (أ.ف.ب)
شخص يتلقى لقاحا مضادا لفيروس كورونا بكوستاريكا (أ.ف.ب)
TT

تقنيات بعض لقاحات «كورونا» قد تساهم في تطوير علاج للسرطان

شخص يتلقى لقاحا مضادا لفيروس كورونا بكوستاريكا (أ.ف.ب)
شخص يتلقى لقاحا مضادا لفيروس كورونا بكوستاريكا (أ.ف.ب)

أكدت دراسة علمية حديثة، أن التقنية المستخدمة في تطوير لقاحي «فايزر - بايونتيك» و«موديرنا»، المضادين لفيروس كورونا المستجد، يمكن أن تستخدم قريباً في إنتاج لقاح شامل للسرطان.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن لقاحي «فايزر» و«موديرنا» يستخدمان تقنية «mRNA» أو «الحمض النووي الريبوزي المرسال»، وهي مادة وراثية تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا، وفور إنتاج ذلك البروتين سوف يعتقد الجهاز المناعي بوجود الفيروس داخل الجسم، فيبدأ في إنتاج الأجسام المضادة كما لو كان الشخص قد أصابه المرض فعلاً.
وهذه طريقة جديدة تماماً لصنع اللقاحات. فمعظم اللقاحات التقليدية تعمل عن طريق حقن الجسم بجزء من المادة الوراثية الخاصة بالعامل الممرض للفيروس لتوليد استجابة مناعية ضده.
وقد أشارت الدراسة الحديثة، التي أجرتها شركة «بيونتيك» الألمانية بالتعاون مع شركة «روش» السويسرية للأدوية، إلى أن تقنية mRNA يمكن استخدامها لهندسة أي بروتين يحتاج إليه الجسم لتعزيز المناعة ومحاربة الأمراض مثل السرطان أو المشكلات الوراثية النادرة.
وقال أفراد فريق الدراسة، إن الأورام عادة تحدث عندما تتعثر الخلايا في الجسم وتتكاثر بسرعة، وتشكل كتلة. ونظراً لأن الجسم يصنعها، فإن الجهاز المناعي لا يتعامل عادة مع هذه الخلايا الخبيثة على أنها تهديداً له وبالتالي لا يهاجمها، مما يسمح للمرض بالاستمرار في النمو. وأضافوا في دراستهم «لقد أدركنا أنه، إذا كانت هناك طريقة لمساعدة جهاز المناعة على التعرف على السرطان، تماماً كما يساعد لقاحي (فايزر) و(موديرنا) الجسم على التعرف على الفيروس، فقد يكون الأشخاص أكثر قدرة على محاربة المرض».
وتمتلك الخلايا السرطانية شفرات جينية تختلف من مريض لآخر، كما تتباين بين أنواع السرطان المختلفة.
وأكد الباحثون، أن تقنيتهم تعتمد على أخذ عينة من الورم من كل مريض بالسرطان على حدة، وإرسالها إلى المختبر لتحليلها والتعرف على شفرتها الجينية، ثم هندسة تقنية mRNA لتتناسب مع نوع وشفرة المرض، وتحفز إنتاج بروتينات تساعد الجهاز المناعي في التعرف على السرطان وتدميره.
وأجرى الباحثون تجربتهم على أكثر من 400 مريض بالسرطان، العديد منهم قد خضعوا لعلاجات عدة بالفعل، لكنها كانت فاشلة.
وقام فريق الدراسة باستخدام تقنيتهم وتطعيم كل شخص بلقاح السرطان المحتوي على تقنية mRNA المناسبة لمرضه، جنباً إلى جنب مع إعطاؤه أدوية السرطان الأخرى المعززة للمناعة.
وأكد الباحثون، أن نتائج تجاربهم كانت واعدة، وأن اللقاح كان آمناً تماماً على المرضى.
وقال الدكتور أوزليم توريسي، المؤسس المشارك والمدير الطبي لشركة «بيونتيك»، إن أكثر من 30 في المائة من مرضى سرطان المعدة الذين شملتهم الدراسة شهدوا تقدماً إيجابياً في حالتهم الصحية، حيث «تقلص حجم الورم لدى بعضهم، واختفى تماما لدى البعض الآخر»، حسب قوله. وأضاف «يبدو كما لو أن اللقاح في بعض الحالات يمنع السرطان من العودة».
ولطالما روج العلماء لفكرة إنتاج لقاح مخصص للسرطان يعتمد على هذه التقنية، إلا أن هذه الخطوة لم تكتمل حتى عام 2020. إلا أن انتشار وباء كورونا، والاندفاع الدولي الهائل لتطوير لقاح ضدة، ساعدا بشكل هائل في دفع الأبحاث إلى الأمام.
واقترح توريسي، أنه إذا سارت الأمور على ما يرام في التجارب، فإن اللقاح المضاد للسرطان قد يكون جاهزاً «خلال العامين المقبلين».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.