محللة سابقة في «إف بي آي» تحتفظ بوثائق عن بن لادن لمدة 10 أعوام

تواجه عقوبة السجن لمدة 10 سنوات بسبب «حساسية وسرية» المستندات

مقر مكتب «إف بي آي» في واشنطن 2016 (غيتي)
مقر مكتب «إف بي آي» في واشنطن 2016 (غيتي)
TT

محللة سابقة في «إف بي آي» تحتفظ بوثائق عن بن لادن لمدة 10 أعوام

مقر مكتب «إف بي آي» في واشنطن 2016 (غيتي)
مقر مكتب «إف بي آي» في واشنطن 2016 (غيتي)

بعد 10 أعوام على مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أسامة بن لادن، اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) اختفاء بعض الوثائق والمستندات كانت في حوزة محللة سابقة كانت تعمل في المكتب. وتمت مصادرة تلك المستندات أثناء عملية مقتل بن لادن، إذ تعد تلك المستندات سرية وحساسة، تتعلق بالأمن القومي. ووجهت لائحة اتهام بالسجن 10 أعوام قدمت إلى محكمة فيدرالية في ولاية ميزوري الأسبوع الماضي، ضد المحللة كندرا كينجسبري (48 عاماً)، وكانت تعمل كمحللة سابقة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وذلك لاحتفاظها بوثائق مهمة عن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في منزلها.
وكشفت اللائحة التي قدمت لهيئة المحلفين أيضاً، الجمعة الماضي، عن أن الوثائق التي احتفظت بها المتهمة تتعلق بالأمن القومي الأميركي، وجمع معلومات دفاعية واستخباراتية، بما في ذلك مواد متعلقة بـ«القاعدة» وأسامة بن لادن، وهي «جناية تصل عقوبتها إلى نحو 10 أعوام، لأنه تم الحصول عليها بشكل غير قانوني». وتقول اللائحة التي كتبت عنها صحيفة «واشنطن بوست»، إن كينجسبري تسكن مدينة دودج سيتي بولاية كانساس، متهمة بأخذ مجموعة من المواد بين عامي 2004 و2017، وتم تصنيف العديد منها بالسرية لأنها ناقشت مصادر وأساليب الاستخبارات، والتهديدات السيبرانية، وغيرها من الأمور «شديدة الحساسية». فيما تضمنت مجموعة من الوثائق «مراسلات داخلية» حول مساعد مشتبه به لبن لادن في أفريقيا، تعود الملفات إلى عامي 2005 و2006 عندما كان بن لادن «العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية»، على قيد الحياة وهارباً من القوات الأميركية، بيد أن المدعين لم يشيروا إلى الدافع وراء جرائم كينجسبري المزعومة، لكنهم قالوا إنهم ركزوا عليها كجزء من عملهم لاستئصال «التهديدات الداخلية» داخل المكتب. وقال آلان كوهلر جونيور مساعد مدير قسم مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي، في بيان، إن «اتساع وعمق معلومات الأمن القومي السرية، التي احتفظت بها المدعى عليها لأكثر من عقد من الزمان، هو أمر مذهل»، ومن المقرر أن يتم تقديم كينجسبري للمحاكمة في الأول من يونيو (حزيران) المقبل. فيما لم يتضح على الفور ما إذا كان لديها محام أو لا.
وتعد القضايا الجنائية ضد مسؤولي المخابرات المتهمين بسوء التعامل مع المعلومات السرية شائعة إلى حد ما، ولكن على عكس قضية كينجسبري، غالباَ ما تتضمن مزاعم بأن المواد قد تم تسريبها. وفي إحدى القضايا البارزة العام الماضي، حُكم على مسؤول سابق بوكالة استخبارات الدفاع بالسجن 30 شهراً، لتسريبه معلومات سرية إلى الصحافيين. وفي قضية مماثلة، حُكم على عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي في مدينة مينيابوليس بولاية إنديانا، في عام 2018، لمشاركته معلومات سرية مع وسائل الإعلام. إلا أن قضية كينجسبري ليست متهمة بتسريب أي من الوثائق للإعلام، التي زعمت أنها خزنتها في المنزل، لكن المدعين يقولون إنها كانت تعلم أنه لم يُسمح لها بامتلاكها، إذ لدى الحكومة الأميركية قواعد صارمة لمن يمكنه عرض المعلومات السرية وتحت أي ظروف. وتم تحديد العملية في سلسلة من الأوامر التنفيذية، التي تتطلب من المسؤولين توقيع اتفاقية عدم إفشائها، والحصول على تصريح أمني، و«بحاجة إلى معرفة» المعلومات السرية قبل رؤيتها، التي كانت كينجسبري على علم بتلك المتطلبات، وفقًا للائحة الاتهام.
وعملت المتهمة كمحللة استخبارات في مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر من 13 عاماً، من يونيو 2004 حتى 15 ديسمبر (كانون الأول) 2017، حيث تلقت خلالها تدريبات على الأنواع المختلفة للمعلومات السرية وكيفية التعامل معها. ووفقاً للائحة الاتهام، تم تعيينها أيضاً في «فرق» مختلفة من مكتب التحقيقات الفيدرالي، تركز على قضايا مثل الاتجار غير المشروع بالمخدرات، والجرائم العنيفة، والعصابات العنيفة، والاستخبارات المضادة، ويقول ممثلو الادعاء إنها تمكنت من الوصول إلى مواد حساسة في منطقة آمنة بقسم كانساس سيتي، التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي ومن خلال أنظمة كومبيوتر حكومية آمنة.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.