مانو تريغيروس: غرفة خلع الملابس أصعب من الفصل الدراسي

لاعب فياريال خشي ألا يحقق نجاحاً في عالم كرة القدم فمارس أيضاً مهنة التدريس

تريغيروس مع تلاميذه بعيداً عن عالم كرة القدم (الغارديان)
تريغيروس مع تلاميذه بعيداً عن عالم كرة القدم (الغارديان)
TT
20

مانو تريغيروس: غرفة خلع الملابس أصعب من الفصل الدراسي

تريغيروس مع تلاميذه بعيداً عن عالم كرة القدم (الغارديان)
تريغيروس مع تلاميذه بعيداً عن عالم كرة القدم (الغارديان)

في يوم من الأيام، سيشعر نجم خط الوسط الإسباني مانو تريغيروس بالرغبة في أن يُحدث تلاميذه عن الفترة التي سجل فيها هدفا ساعد فريقه فياريال على التأهل لأول مباراة نهائية في تاريخه. فالرجل الذي سجل الهدف الافتتاحي في مباراة الذهاب للدور نصف النهائي للدوري الأوروبي هذا الموسم، والذي تسبب أيضا في ركلة الجزاء التي أعطت لآرسنال بعض الأمل في مباراة العودة، هو لاعب رائع في خط وسط فياريال، لكنه مؤهل أيضا للعمل في مجال التدريس.
لقد قضى تريغيروس تسع سنوات في الفريق الأول بنادي فياريال، وثلاث سنوات في جامعة سان بابلو في كاستيلون.
وعاش تريغيروس، وهو ثاني قائد لفياريال، أفضل لحظات حياته بعدما قاد النادي للوصول إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي على حساب آرسنال بعد الفوز في مجموع مباراتي الذهاب والعودة للدور نصف النهائي بهدفين مقابل هدف وحيد. لكن في مدرسة «نويسترا سينورا دي لا كونسولايون» الابتدائية حيث أكمل تدريبه كمدرس، على بُعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام من ملعب «لا سيراميكا» الذي يحتضن مباريات فياريال، لا يعرف التلاميذ تريغيروس إلا باسم «السيد مانو».
وكانت مباراة العودة أمام آرسنال على ملعب «الإمارات»، والتي انتهت بالتعادل السلبي بما يعني تأهل فياريال للمباراة النهائية للدوري الأوروبي، هي أهم مباراة من بين المباريات الـ399 التي لعبها تريغيروس مع الفريقين الأول والثاني لفياريال. ويعد تريغيروس هو الأكثر مشاركة في المباريات مع النادي، بعد برونو سوريانو وماريو غاسبار، لكنه رغم ذلك لم يكن متأكدا في البداية من قدرته على احتراف كرة القدم من الأساس. يقول اللاعب الإسباني: «كنت أشعر بالقلق دائما، وأتساءل عما يمكنني أن أفعله لو فشلت في احتراف كرة القدم». وكان الجواب هو العمل في مجال التدريس.
ويشير تريغيروس إلى أنه من أشد المعجبين بلاعبين من أمثال النجم الإسباني أندريس إنيستا، ونجم ريال مدريد لوكا مودريتش، مؤكدا على أن زين الدين زيدان ورونالدينيو كانا من بين النجوم الأوائل الذين كان يعشقهم عندما كان صغيرا.
ويقول تريغيروس إن الطريقة التي يلعب بها كرة القدم تجعله يعمل دائما على «مساعدة الآخرين والانطلاق بين خطوط الملعب المختلفة، ومساعدة الفريق على التقدم للأمام، وليس مجرد نقل الكرة بشكل عرضي داخل الملعب. يجب أن يتحلى لاعب كرة القدم بالذكاء، وأن يساعد زملاءه من حوله على التطور والتحسن». ونظرا لأن تريغيروس يمتلك كل هذه المقومات، فقد تم تشبيهه بالأسطورة الإسبانية إنيستا عندما انضم لبرشلونة وهو في الخامسة عشرة من عمره.
لكن الأمور لم تسر كما كان يأمل في أكاديمية «لا ماسيا» للناشئين في برشلونة - لم يكن تريغيروس قد غادر تالافيرا من قبل ولم يجد مكانا له في برشلونة - وأعير إلى الفريق الرديف بنادي ريال مورسيا في دوري الدرجة الثانية بإسبانيا لمدة عام، قبل أن ينتقل إلى فياريال وهو في الثامنة عشرة من عمره. واستقر في كاستيلون، على بُعد 10 كيلومترات. والآن، لديه طفل صغير من زوجته مارتا، التي تعمل طبيبة.
يقول تريغيروس: «كانت الأمور في ريال مورسيا مختلفة عما كانت عليه في أكاديمية الناشئين ببرشلونة. عندما جئت إلى هنا، كان الفريق الرديف لنادي فياريال يلعب في دوري الدرجة الثانية، وكان الفريق الثالث لفياريال يلعب في دوري الدرجة الثالثة، وهو الفريق الذي جاء منه الكثير من لاعبي الفريق الأول للنادي في السنوات الأخيرة».
ويضيف «في فياريال، سخروا كل شيء من أجل مساعدة لاعبي فريق الشباب على تحقيق النجاح. يبحث النادي عن اللاعبين الذين يتحكمون في الكرة بشكل جيد، وليس عن اللاعبين الذين يركلونها لمسافات طويلة. لقد أقمت بشكل كامل لمدة عام داخل النادي، وكان النظام يقضي بوجود اثنين من اللاعبين معا في كل غرفة. كنت أرى ملعب التدريب من نافذة غرفتي، وكنت أتناول الطعام مع زملائي من اللاعبين هناك. لقد كان كل شيء صحياً للغاية ويساعد على تحقيق النجاح». لكن رغم كل ذلك، لم يكن تحقيق النجاح مضمونا، لذلك قرر تريغيروس مواصلة الدراسة، حيث درس في البداية المالية والمحاسبة، لكن الأمر لم يعجبه، قبل أن يتجه للتدريس. وواصل تريغيروس دراسته حتى بعدما تبددت كل الشكوك بشأن قدرته على ممارسة كرة القدم على المستوى الاحترافي.
يقول تريغيروس: «عندما كنت ألعب في الفريق الرديف وفي الفريق الثالث بالنادي، تساءلت عن المهنة التي يمكن أن أعمل بها لو فشلت في مواصلة مسيرتي مع كرة القدم ووصلت إلى الخامسة والثلاثين من عمري.
لذلك، قررت مواصلة الدراسة حتى يكون هناك بديل. وحتى عندما تم تصعيدي للفريق الأول، لم أتخلص من ذلك الخوف أبدا، وكنت أسأل نفسي دائما عما يتعين علي القيام به لو حدث أي شيء غير متوقع أو تعرضت للإصابة. ولحسن الحظ، واصلت اللعب في دوري الدرجة الأولى، كما حصلت على مؤهلاتي الدراسية أيضا. لكن تركيزي الأول كان دائماً على كرة القدم».
وبعد ثلاث سنوات من ظهوره في أول مباراة رسمية، أنهى تريغيروس تدريبه الدراسي، والذي كان عبارة عن تدريب نظري وعملي أيضا. ويقول عن ذلك: «إنني أستمتع بذلك، فتعليم الأطفال شيء رائع، وهم يفاجئونك كل يوم. أنا أتعامل معهم بطريقة ممتعة وليست صارمة، لكن عندما يحين الوقت لتحمل المسؤولية، فإنني أتعامل معهم بجدية كبيرة. هذا العمل يساعدني كثيرا على تصفية ذهني. وعلاوة على ذلك، فإنه إذا لم يكن لديك شيء تقوم به فسيكون لديك الكثير من وقت الفراغ وستشعر بالملل. وإذا لم تكن لدي هذه المهنة، فما الذي سأفعله عندما أعتزل كرة القدم؟ هل سأكتفي بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؟» ويضيف «عندما أعتزل بعد تجاوز الثلاثين من عمري، سأكون قادراً على فعل شيء ما. وحتى لو لم تكن وظيفة بدوام كامل، فإنني أرغب في العمل لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في الصباح، وربما أقوم ببعض دروس التربية البدنية بعد ذلك».
فهل يعني هذا أن تريغيروس لا يفكر في العمل في مجال التدريب؟ وما هو الأصعب: هل إدارة 25 لاعبا لكرة القدم، أم إدارة 25 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ست أو سبع سنوات؟ يقول تريغيروس: «كلما تتقدم في السن، تزداد رغبتك في العمل في مجال التدريب. قيادة مجموعة من اللاعبين المحترفين أكثر صعوبة وتعقيداً. ولحسن الحظ، فالأجواء في غرفة خلع الملابس بالنادي جيدة جداً. فياريال ناد عائلي من بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، ويعمل بكل جد على الحفاظ على الأجواء الجيدة داخل غرفة خلع الملابس وعدم السماح بوجود لاعبين يعكرون صفو هذه الأجواء. يقول بعض زملائي في الفريق إن الأمر أكثر صعوبة في بعض الأندية الأخرى. تخيل أنك تعمل كمدير فني وتحاول أن تجعل كل هذا العدد الكبير من الأشخاص يشعرون بالسعادة. لا يدرك اللاعبون هذا الأمر دائماً. الأمر يشبه ما يقوله الآباء للأطفال: (عندما تصبح أبا ستدرك ما أقوم به). أعتقد العمل داخل غرفة خلع الملابس أصعب من العمل في فصل دراسي».

 


مقالات ذات صلة

قمة نارية بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس إسبانيا اليوم

رياضة عالمية لاعبو برشلونة خلال الإعداد لمواجهة اتلتيكو الصعبة بالكأس (ا ب ا)

قمة نارية بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس إسبانيا اليوم

على وقع صراع ثلاثي ناري على صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، يصطدم برشلونة أول الترتيب بأتلتيكو مدريد الثالث في ذهاب نصف نهائي الكأس اليوم، في حين يحل ريال

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لاعبو الريال خلال التدريبات الأخيرة (إ.ب.أ)

ديربي مدريد يشعل صراع الصدارة على وقع أزمة «التحكيم»

يقف ريال مدريد أمام مهمة معقدة وصعبة تحتم على لاعبيه التركيز عندما يواجهون أتلتيكو مدريد السبت، من أجل الحفاظ على صدارتهم للدوري الإسباني لكرة

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية انشيلوتي اعترف أن الريال في وضع صعب (إ.ب.أ)

أنشيلوتي قبل القمة الإسبانية: نحن في حالة طوارئ!

اعترف المدرب الإيطالي لنادي ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني، كارلو أنشيلوتي، بأن فريقه «في حالة طوارئ» عشية ديربي حاسم نسبياً أمام ضيفه وجاره ومطارده المباشر

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة سعودية مبابي مطالب بوضع بصمته في النهائي الاسباني الكبير (تصوير: علي خمج)

الريال وبرشلونة يشعلان «جوهرة جدة» بكلاسيكو الأرض

يستضيف استاد «مدينة الملك عبد الله الرياضية» (الجوهرة المشعة) اليوم الأحد، مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد في نهائي بطولة كأس السوبر الإسباني، الذي

علي العمري (جدة) روان الخميسي (جدة) ضحى المزروعي (جدة)
رياضة سعودية انشيلوتي في حديث مع مودريتش قبل تدريب الريال في جدة (تصوير: علي خمج)

أنشيلوتي يستذكر الرباعية القاسية... وفليك يرفض «الضجيج الخارجي»

قال الإيطالي أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، إنهم سيضعون المواجهة الأخيرة التي جمعتهم ببرشلونة في الدوري الإسباني نصب أعينهم، وذلك عندما يلتقي الفريقان مجدداً في

ضحى المزروعي (جدة) علي العمري (جدة) روان الخميسي (جدة)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.