تراجع التبادل التجاري بين السعودية واليمن 30 % بعد انقلاب الحوثيين

ترجيح تحسن الوضع إثر عودة كيان الدولة ممثلة بالرئيس الشرعي

تراجع التبادل التجاري بين السعودية واليمن 30 % بعد انقلاب الحوثيين
TT

تراجع التبادل التجاري بين السعودية واليمن 30 % بعد انقلاب الحوثيين

تراجع التبادل التجاري بين السعودية واليمن 30 % بعد انقلاب الحوثيين

قاد الانقلاب الحوثي على السلطة في اليمن، خلال الفترة الماضية، إلى تراجع التبادل التجاري بين السعودية واليمن بنسبة 30 في المائة خلال شهري يناير (كانون الثاني) الماضي، وفبراير (شباط) الجاري.
وكشفت المعطيات الاقتصادية التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» أن الانقلاب الحوثي، في الفترة القريبة الماضية، وزعزعته للأمن في طوال العام الماضي، أدى في نهاية الأمر إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي في البلاد 0.3 في المائة، فيما قد يؤدي في العام الحالي إلى تراجع أكبر قد يصل إلى 3 في المائة، إذا سارت الأمور على ما هي عليه حتى الآن.
لكن رغم كل هذه المعطيات، فإن عضو اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال السعودي اليمني، الدكتور عبد الله بن محفوظ، أعرب عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة فيما يخص التبادل التجاري بين السعودية واليمن، الذي بلغ حجمه سبعة مليارات دولار في العام الماضي، قبل أن يشهد تراجعا ملحوظا في الفترة الماضية من العام الحالي، وصلت إلى ما نسبته 30 في المائة في الشهرين الحالي والماضي.
وركز على أهمية الإبقاء على دور القطاع الخاص اليميني، وأنه من أهم الواجبات التي على الدول خاصة السعودية والإمارات وسلطنة عمان، فهو يرى أن التجار هم أفضل من يقومون بتوصيل احتياجات المواطنين اليمنيين من المواد الأساسية عكس البعثات الخاصة باللاجئين التي أثبتت فشلها.
ورغم المعوقات التي تواجه التبادلات التجاري عبر المنافذ الحدودية، فإن بن محفوظ يرى أن وجود كيان للدولة في المرحلة الحالية سيحسن الوضع كثيرا، فالمساعدات القادمة لليمن عليها أن توكل للقطاع الخاص لتقديم المهمة الموكلة إليه، من خلال التجار الوسطيين في التوزيع لإيصال المواد الأساسية للمحتاجين.
وفي السياق ذاته، أكد طه الفسيل أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء وجود «تجربة قام بها مكتب المشروعات السعودية في اليمن في السبعينات والثمانينات، وكانت تجربة ناجحة فكان لديها الكثير من المشروعات في البنية الأساسية»، فضلا عن تجربة مكتب الكويت، وهو ما يدل على أن الدول المانحة قادرة على القيام بهذا الدور.
وتحفظ الفسيل في الوقت نفسه على أن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني أفضل من يوكل إليه مهمة توصيل المساعدات، في ظل وجود الكثير من الإشكاليات والتي منها الفساد.
وشدد على أهمية أن تتم المساعدات تحت الإشراف الدقيق من الدول المانحة، لمنع التلاعب وحدوث الإشكاليات التي عانت منها الحكومة في إشارة منه إلى أن القطاع الخاص لا يمكن له أن يضمن وصول المساعدات على الوجه المطلوب، مفضلا أن يتم هذا العمل من خلال فتح مكاتب من الدول المانحة داخل اليمن.
ورأى أن إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى اليمن من خلال الجمعيات الخيرية والدولية والتي تسلمت مهمة توصيلها منذ ثلاث سنوات، هي لا تزال الأفضل مقارنة بوزارة الصحة التي كانت قبل ذلك مناطة بهذا العمل.
ورجح عودة ارتفاع الناتج المحلي على اعتبار أن القطاعات غير النفطية هي التي تقود اليمن في السنوات الأخيرة في ظل تراجع القطاع النفطي رغم ثبات حجم الصادرات النفطية والمقدر إنتاجها بـ13 ألف برميل يوميا.
وأرجع سبب تراجع القطاع النفطي إلى تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية، وتوقف عمليات الاستكشافات لحقول النفط منذ بدء الأزمة والخوف من التفجيرات، مشيرا إلى أن ارتفاع الناتج المحلي المبني على القطاعات غير النفطية شيء إيجابي على المدى المتوسط والبعيد.
وذهب إلى أن المسار الماضي للبيانات يثبت أن السعودية والإمارات في مقدمة الدول في مجال الاستيراد، مبينا أن معظم منتجات اليمن من الخضراوات والفواكه والأسماك تذهب إلى السعودية.
وشدد الفسيل على ضرورة الوقوف بجانب اليمن من الدول الشقيقة بغض النظر عن الذي يحكمه فاستقرار اليمن من استقرار الخليج.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.