تفاؤل شديد الحذر لـ«صندوق النقد» بشأن الاقتصاد العالمي

رفع توقعات النمو إلى 6 % وربطها بخطط التعافي

قال صندوق النقد الدولي إن الآفاق الاقتصادية العالمية  لا تزال تتسم بغموض شديد (رويترز)
قال صندوق النقد الدولي إن الآفاق الاقتصادية العالمية لا تزال تتسم بغموض شديد (رويترز)
TT

تفاؤل شديد الحذر لـ«صندوق النقد» بشأن الاقتصاد العالمي

قال صندوق النقد الدولي إن الآفاق الاقتصادية العالمية  لا تزال تتسم بغموض شديد (رويترز)
قال صندوق النقد الدولي إن الآفاق الاقتصادية العالمية لا تزال تتسم بغموض شديد (رويترز)

قال «صندوق النقد الدولي» إن الآفاق الاقتصادية العالمية لا تزال تتسم بغموض شديد، مع بداية عام جديد، في ظل جائحة فيروس «كورونا المستجد». وفي الوقت ذاته، عدل الصندوق توقعاته للنمو العالمي صعوداً إلى 6 في المائة خلال العام الحالي، ثم 4.4 في المائة العام المقبل.
وتعود زيادة التقديرات إلى توقع تحسن وتيرة التعافي العالمي بفضل برامج التطعيم ضد «كورونا». وقال الصندوق في تقرير صدر مساء الخميس، إن آفاق اقتصادات دول العالم تتوقف ليس فقط على «نتيجة المعركة بين الفيروس واللقاحات، ولكن أيضاً على فاعلية السياسات الاقتصادية التي يتم تبنيها في ظل حالة الغموض الشديدة، التي يمكن أن تحد من الأضرار الدائمة الناجمة عن هذه الأزمة غير المسبوقة».
وحذر «صندوق النقد» من أن النمو الاقتصادي في العديد من مناطق العالم يمكن أن يتضرر إذا فشلت اللقاحات في وقف انتشار السلالات الجديدة من فيروس «كورونا»، مما يؤدي إلى موجات جديدة من العدوى. كما طالب الصندوق باستمرار السياسات المالية الداعمة للتعافي الاقتصادي وتعديلها وفقاً للمرحلة التي تمر بها الدول من الجائحة، على أن يتم تقليص برامج الدعم الحكومي تدريجياً بمجرد بدء تعافي الطلب المحلي.
ومن جهة أخرى، قال المتحدث باسم «صندوق النقد الدولي»، غاري رايس، إن الرسوم الإضافية التي قرر الصندوق فرضها على الدول الأعضاء تساعد في تعزيز ميزانية الصندوق، وتتيح له تقديم الدعم المالي بفائدة معقولة للدول التي لا تستطيع الاقتراض من أسواق المال، أو تواجه أسعار فائدة مرتفعة لا يمكن القبول بها. وأشارت «بلومبرغ» إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد دعوة الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز للصندوق من أجل تعليق العمل بهذه الرسوم التي يفرضها الصندوق على الدول التي تستخدم خطوط الائتمان المتاحة لها بكثافة.
وقال رايس في تصريحات للصحافيين عبر الإنترنت إن مجلس الصندوق سيناقش سياسة الرسوم الإضافية، مضيفاً أن الأهداف الرئيسية بالنسبة للأرجنتين هي الاستقرار الاقتصادي والنمو الشامل والمستدام وليس تعديل توقيت وضع البلاد تحت البند الرابع من ميثاق الصندوق أو توفير برنامج دعم جديد لها. وأضاف أن المحادثات المستمرة مع السلطات الأرجنتينية بناءة. ومن بين التوقعات الإيجابية لصندوق النقد، استفادة الاقتصاد الألماني، وهو أكبر اقتصادات أوروبا، من التعافي الناجم عن برامج التطعيم، حيث يتوقع وصول إجمالي الناتج المحلي لألمانيا مع بداية العام المقبل إلى مستوياته قبل الجائحة. ويتوقع الصندوق نمو الاقتصاد الألماني بمعدل 3.6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي خلال العام الحالي.
بينما قالت مدير الصندوق كريستالينا غورغييفا قبل عدة أيام، إن اقتصاديات دول القارة الأفريقية سوف تنمو بنحو 3.2 في المائة عام 2021، مقابل 6 في المائة في بقية مناطق العالم.
وعلى هذا الصعيد، قالت دينا رينغولد، المدير الإقليمي للتنمية البشرية في أفريقيا بـ«البنك الدولي»، الخميس، إن التوزيع البطيء للقاحات المضادة لفيروس «كورونا المستجد» في أفريقيا قد يكلف القارة 14 مليار دولار شهرياً في صورة ناتج اقتصادي مفقود.
ونقلت «بلومبرغ» عن رينغولد قولها إن جائحة «كوفيد - 19»... «لا تزال تمارس الضغط على الاقتصادات الأفريقية وتفاقم من حدة الفقر... نحن نقدر أن كل شهر من التأخير في توفير اللقاحات يكلف القارة الأفريقية ما يقرب من 14 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي المفقود».
وتقوم الحكومات الأفريقية بتطعيم سكانها بمعدل أبطأ بكثير من نظرائها من ذوي الدخل الأعلى، فيما تم حتى الآن تطعيم أقل من نصف في المائة فقط من سكان القارة الذين يبلغ عددهم نحو 1.3 مليار نسمة. ويرجع النقص في الجرعات المتاحة جزئيا بسبب العجز في توفير اللقاحات الذي تفاقم بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفيات في الهند، مما أدى إلى حظر البلاد لصادراتها من اللقاحات. ويمتلك معهد الأمصال الهندي ترخيصا لتصنيع لقاح «أسترازينكا» المعتمد من قبل برنامج «كوفاكس» الخاص بـ«منظمة الصحة العالمية» لتوزيع اللقاح على الدول الفقيرة.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.