صفقة الـ735 مليون دولار تكشف زيف المعترضين عليها وعلى «حرب غزة»

صفقة الـ735 مليون دولار تكشف زيف المعترضين عليها وعلى «حرب غزة»
TT

صفقة الـ735 مليون دولار تكشف زيف المعترضين عليها وعلى «حرب غزة»

صفقة الـ735 مليون دولار تكشف زيف المعترضين عليها وعلى «حرب غزة»

> تسببت صفقة الأسلحة الأخيرة التي وافقت عليها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار، ببروز «خطوط صدع» بين الديمقراطيين من الجناحين اليساري والليبرالي، على خلفية الحرب المندلعة في غزة. وبين الأسباب التي أدت إلى اعتراضات اليساريين على الصفقة، أن معظم المعدات موضوع الصفقة عبارة عن ذخائر وتقنيات هجومية مباشرة من إنتاج شركة «بوينغ»، بإمكانها تحويل القنابل والصواريخ «الغبية» إلى صواريخ «ذكية» تُسقَط من الطائرات، وهي ما تعتمد عليه إسرائيل الآن في هجماتها الجوية على غزة.
وفي حين مهّد الديمقراطيون الذين لا يزالون حلفاء أقوياء لإسرائيل، للصفقة وأعربوا عن دعمهم لإسرائيل «وعن حقها في الدفاع عن نفسها»، يقول «التقدميون» إن معاملة إسرائيل للفلسطينيين تنطوي على ظلم اجتماعي. ورغم الانتقادات التي وجهت لإسرائيل - حتى من الديمقراطيين المعتدلين - بسبب ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين وضخامة حجم الدمار في المباني التي طالت أيضا مبنى يضم وكالات أنباء عالمية بينها وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، وتدمير البنى التحتية في القطاع، فقد كان من المستحيل وقف صفقة بيع الأسلحة.
السبب أن الصفقة كانت «محسومة ويستحيل التراجع عنها، بعدما مرت بعملية تدقيق كاملة» على حد قول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب مينينديز. ورغم توجيه مينينديز نقدا «نادراً» لإسرائيل على حربها في غزة، فإنه أفاد بأنه جرى إخطار قيادات مجلسي الشيوخ والنواب بها.
وبالفعل، تكشف الإجراءات التي اتبعتها إدارة بايدن عن زيف كل من منتقدي الحرب في غزة أو المعترضين على الصفقة. إذ أبلغ البيت الأبيض في 5 مايو (أيار) الجاري الكونغرس بها، أي قبل اندلاع المواجهات في غزة، تحت قانون خاص يقلص مهلة مراجعة صفقات الأسلحة الخاصة بإسرائيل وبعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة دون غيرها من البلدان، من 30 يوما إلى 15 يوما. ولكن قبل ذلك، كان على مَن يريد الاعتراض أن يقدم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ طلبا في مهلة أقصاها 10 أيام، منذ إبلاغ الكونغرس بالصفقة، قبل الدعوة إلى تصويت في اللجنة، وهذه المهلة انقضت.
بل حتى النائب الديمقراطي غريغوري ميكس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الذي دعا الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة إلى جلسة افتراضية يوم الاثنين لمناقشة صفقة الأسلحة والأزمة في غزة، وكان قد أعلن عن عزمه إرسال خطاب إلى إدارة بايدن يطلب فيه تأجيل الصفقة، عاد عن قراره وتخلى عن جهوده، بعد ما تلقى «وعداً» بالحصول على إحاطة بشأن الصفقة و«الاستراتيجية» الأوسع للإدارة لحل الأزمة. وهكذا، تحوّل النقاش إلى جدل حظي بتغطية إعلامية محدودة، في سياق تغطية الحرب في غزة.


مقالات ذات صلة

حذر روسي في التعامل مع «انفتاح» ترمب على كسر الجليد مع موسكو

حصاد الأسبوع من لقاء الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 2018 (آ ب)

حذر روسي في التعامل مع «انفتاح» ترمب على كسر الجليد مع موسكو

طوال فترة الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، حرص الرئيس المنتخب دونالد ترمب على تأكيد قدرته على كسر كل الحواجز، وإعادة تشغيل العلاقات مع موسكو عبر تفاهمات

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع صورة مركبة لبوتين وترمب (أ.ف.ب)

لقاءات بوتين وترمب... كثير من الوعود وقليل من التقارب

فور إعلان الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب استعداده لعقد لقاء سريع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين فور توليه السلطة، برزت ردود فعل سريعة تذكر بلقاءات سابقة

حصاد الأسبوع تشابو يواجه تحديات عدة... من التمرد في منطقة كابو ديلغادو إلى السعي لتحقيق تنمية اقتصادية واستغلال موارد الغاز الطبيعي وإدارة تأثيرات التغير المناخي

دانيال تشابو... رئيس موزمبيق الجديد الطامح إلى استعادة الاستقرار

أدَّى دانيال تشابو، الأربعاء الماضي، اليمين الدستورية رئيساً لموزمبيق، مركِّزاً على اعتبار استعادة الاستقرار السياسي والاجتماعي «أولوية الأولويات».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
حصاد الأسبوع لقطة للعاصمة الموزمبيقية مابوتو (رويترز)

موزمبيق و«فريليمو»... لمحة تاريخية وجيو ـــ سياسية

منذ ما يقرب من خمسين سنة يتربع حزب «فريليمو»، أو «جبهة تحرير موزمبيق»، على سدة الحكم في موزمبيق، مرسّخاً نظام الحزب الواحد، مع أن دستور البلاد المعدل عام 1992

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع الزعيم الكندي جاستن ترودو يعلن أن لا رغبة لبلاده في أن تصبح ولاية أميركية (أ.ب)

ألمانيا تعيش هاجس التعايش مع مطامح ترمب وماسك

لم يدخل الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب البيت الأبيض بعد... ومع ذلك تعيش أوروبا منذ أسابيع على وقع الخوف من الزلزال الآتي. وكلما اقترب موعد الـ20 يناير

راغدة بهنام (برلين)

لقاءات بوتين وترمب... كثير من الوعود وقليل من التقارب

صورة مركبة لبوتين وترمب (أ.ف.ب)
صورة مركبة لبوتين وترمب (أ.ف.ب)
TT

لقاءات بوتين وترمب... كثير من الوعود وقليل من التقارب

صورة مركبة لبوتين وترمب (أ.ف.ب)
صورة مركبة لبوتين وترمب (أ.ف.ب)

> فور إعلان الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب استعداده لعقد لقاء سريع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين فور توليه السلطة، برزت ردود فعل سريعة تذكر بلقاءات سابقة جمعت الرئيسين.

وللعلم، خلال الولاية السابقة لترمب، التقى بوتين وترمب أربع مرات بصيغ مختلفة: على هامش قمتي «مجموعة العشرين» و«منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ» في عام 2017. ويوم 16 يونيو (حزيران) 2018 في هلسنكي عاصمة فنلندا، وبعد سنة، يوم 29 يونيو 2019. في قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان.

مع ذلك، بعد كل اللقاءات السابقة، ورغم إظهار الاستعداد للحوار، فإن الأزمة في العلاقات بين موسكو وواشنطن تفاقمت. وصعّد المعارضون السياسيون لترمب في الولايات المتحدة هجماتهم عليه، واتهموه بـ«التواطؤ مع موسكو». وهو ما دفعه إلى فرض رُزَم واسعة من العقوبات على روسيا، ليكون الرئيس الأميركي الأكثر صرامة في التعامل مع «الكرملين»، برغم تصريحاته المتكرّرة حول رغبته في الحفاظ على علاقات جيدة مع بوتين.

وفي هذه المرة أيضا، ومع أن ترمب استبق التطورات بتعديل خطابه السابق المُفرط في التفاؤل حول قدرته على وضع حد للصراع حول أوكرانيا في 24 ساعة، ليغدو الوعد «التوصل إلى تسوية في غضون 6 أشهر»، لكن المؤشرات على الأرض - وفقاً للقناعة الروسية - لا تدفع إلى توقع اختراقات كبرى في أي لقاء مقبل. وفي أحسن الأحوال يتوقع «الكرملين» كسراً جزئياً للجليد، وإعادة فتح بعض قنوات الاتصال التي سبق تجميدها سابقاً. وربما، وفقاً لتوقعات أخرى، إعادة تشغيل الحوار حول ملفات التسلح.

باختصار، ترى أوساط روسية أن ترمب سيحاول تقديم الانفتاح على حوار مع روسيا بكونه إطاراً للإيحاء الداخلي بتهدئة التوتر على هذه الجبهة والتفرّغ للأولويات الأبرز التي تضعها إدارته في خططها خلال المرحلة المقبلة.