عرضت دار مزادات «سوذبيز» 15 قطعة للبيع، الأربعاء، كانت معروضة في السابق لدى مؤسسات ثقافية، في إجراء يدل على أن الجدل الدائر بين المتاحف وقادة الصناعة لمنع بيع المقتنيات المتحفية، لم يمنع إتمام هذه المبيعات.
ومن بين أبرز الأعمال الموجودة كانت لوحة «قوس نيرو» للرسام الأميركي توماس كول (1846)، من «متحف نيوآرك للفنون»، وقد بيعت بـ988 ألف دولار، بالإضافة إلى رسوم لمؤسسة خاصة يديرها جامعا التحف: توماس إتش، وديان ديميل جاكوبسن من فلوريدا، واشتمل أيضاً على مبيعات فنية أميركية بلغ إجمالي سعرها 15 مليون دولار.
وقد حقّقت «سوذبيز» خلال الأسبوع الماضي مبيعات بقيمة إجمالية بلغت 703.4 مليون دولار من مزاداتها الفنية المعاصرة والانطباعية والحديثة. وحققت منافستها «كريستيز» نجاحات مماثلة، وصلت مبيعاتها إلى أكثر من 775.2 مليون دولار الأسبوع الحالي.
وكان الحديث عن إلغاء بيع المقتنيات المتحفية لتغطية بعض تكاليف التشغيل، مثيراً للجدل، وتسبب في حال انقسام في وقت سابق من العام الحالي، وجاء قرار «متحف نيوآرك للفنون» الشهر الحالي، بعرض لوحة توماس كول و16 عملاً فنياً آخر (بما في ذلك قطع توماس إيكنز ومارسدن هارتلي وجورجيا أوكيفي)، ليثير انتقادات من أكثر من 80 أميناً ومؤرخاً وقّعوا على خطاب عام ذكروا فيه أن عمليات البيع التي تحدث «تلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه» بالمؤسسة.
دافعت ليندا هاريسون، مديرة «متحف نيوآرك للفنون»، عن الخطة في وقت سابق من الشهر الحالي، واصفة إياها بأنّها «مدروسة بعناية»، وقالت إنّها تمثل خسارة أقل من واحد في المائة من الأعمال الفنية للمؤسسة البالغ عددها 130 ألف عمل.
وذكرت هاريسون في بيان أن «تأثير أوروبا على الثقافة الأميركية حكاية رويت جيداً في (متحف نيوارك للفنون) والمتاحف في جميع أنحاء البلاد، وسنظل قادرين على مشاركة الأمثلة غير العادية ورواية تلك القصص».
ومع ذلك، جادل خبراء بارزون في الفن الأميركي بأن عدم قدرة الجمهور على الوصول إلى أعمال مثل «لوحة كول»، التي ترمز إلى هشاشة الديمقراطية الأميركية والإغراء الخطير لحكم الأقلية، يحدّ من فهم المجتمع للتاريخ.
وفي مقابلة صحافية، قال ويليام إل كولمان، أمين مشارك سابق لـ«متاحف الفن الأميركي»، الذي يشغل حالياً منصب مدير المجموعات والمعارض في مؤسسة «أولانا بارتنرشيب» في شمال ولاية نيويورك: «إنّه ليوم حزين لسكان (نيوآرك) الذين يفقدون أشياء ظلت محفوظة في قلب متحفهم الفني العظيم لعقود عديدة. لم ننجح في وقف البيع، وسيكون ذلك سبب ندم لفترة طويلة».
وشارك «متحف بروكلين» أيضاً في المزاد، حيث باع لوحة للفنانة الأميركية ماري كاسات، التي عاشت معظم حياتها في فرنسا، «الطفل تشارلز فوق كتف والدته (رقم 3)» مقابل 1.6 مليون دولار، مع رسوم لهواة الجمع الذين اشتروا لوحة كول. قبل هذا البيع الأخير، جمع المتحف نحو 35 مليون دولار في مزادات بالولايات المتحدة وأوروبا لرعاية أعماله الفنية.
وبعد البيع، قال كولمان إنه تحدث مع جامعي التحف، الذين يخططون لإتاحة كلتا اللوحتين للمتاحف على سبيل الإعارة.
ثمة دلائل على دخول مزيد من المنظمات غير الربحية في موسم مزاد الربيع؛ إذ أعلنت مؤسسة «آندي وارهول» للفنون المرئية مؤخراً عن مزاد على الإنترنت مع دار «كريستيز» يستمر حتى 25 مايو (أيار)، ويشمل لوحات «آندي وارهول: صنع آلياً»، وهي 5 أعمال رقمية ابتكرها فنان البوب في منتصف الثمانينات باستخدام جهاز كومبيوتر «كومودور أميغا» الشخصي الخاص به، وستُباع على أنها «رموز معمّاة» - رموز غير قابلة للمقايضة - وهو نوع من الاستثمار يمنح ملكية الأعمال الموجودة فقط في العالم الرقمي.
ومن المقرر تخصيص عائدات بيع «كريستيز» لمبادرات المنح التي تقدمها «مؤسسة وارهول»، بما في ذلك التمويل السنوي الكبير لمتحف «آندي وارهول» في بيتسبرغ.
في هذا الصدد، قال نوح ديفيس، الخبير في دار «كريستيز» والذي تولى عملية البيع: «بوصفه صاحب الرؤية العظيمة للقرن العشرين الذي تنبأ بالعديد من الحقائق العالمية حول الفن والشهرة والتجارة والتكنولوجيا، فإن وارهول هو الفنان المثالي، وتعدّ طريقة البيع من خلال الرموز المعمّاة أو غير القابلة للمقايضة، الوسيلة المثالية لإعادة تقديم أعماله الفنية الرقمية الرائدة».
- خدمة «نيويورك تايمز»
بيع لوحات المتاحف ينعش اختتام موسم مزادات «سوذبيز»
بيع لوحات المتاحف ينعش اختتام موسم مزادات «سوذبيز»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة