ثقافة عصر ما بعد «كورونا» تفرض تضحيات كثيرة

تغييرات كثيرة ستبقى محفورة في ذاكرة الموضة نتيجة تأثيرات فيروس كورونا. جزء كبير منها إيجابي، مثل تفعيل مفهوم الاستدامة عوض التنظير إلى جانب تفعيل مفهوم تدوير الموضة وهو ما يُؤكده انتعاش محلات الأزياء والإكسسوارات المستعملة. هناك أيضاً تقليص عدد التشكيلات المفروض على المصممين طرحها سنوياً، الأمر الذي يمنحهم مزيداً من الوقت للابتكار واختبار الأفكار قبل تنفيذها، أو بالأحرى «سلقها».
دار «فالنتينو» كانت من بين بيوت الأزياء التي رأت أنّ التغيير لا بدّ منه. احتاجت العملية منها التضحية بخطها الأصغر «ريد فالنتينو» الذي أطلقته في عام 2003. للتركيز على خطها الأساسي بحلول 2024.
ولكن التغيير الذي أثار الانتباه أكثر، هو قرارها التوقف عن استخدام الفرو تماماً اعتباراً من سنة 2022. فقد أعلنت الأسبوع الحالي، أنّ آخر مجموعة سيدخل فيها الفرو ستكون تشكيلتها لخريف وشتاء 2021 - 2022. كما أشارت إلى أنّ شركة «بولار فورز» لصناعة الفرو التي تمتلكها دار «فالنتينو» منذ عام 2018، ستتوقف عن الإنتاج تماماً في آخر العام الحالي.
وفي ذلك، قال جاكوبو فينتوريني، الرئيس التنفيذي لـ«فالنتينو»، في بيان، إنّ «مفهوم (مندون فرو) يتماشى تماماً مع قيم الدار ورغبتها في التركيز على الحرفية العالية».
هذه الحرفية، إلى جانب كل ما يتعلق بالاستدامة والتدوير واستعمال خامات رحيمة بالحيوانات والبيئة، هي ما أصبح الجيل الصاعد من الزبائن يطلبونه، وفرض على بيوت الأزياء الكبيرة الإنصات واستحداث استراتيجيات جديدة.
بالنسبة لدار «فالنتينو» وعلى حسب قول رئيسها التنفيذي، فإنّ هذه الاستراتيجيات تتطلب «البحث عن مواد وخامات بديلة» تناسب ثقافة عصر ما بعد «كورونا».
وكانت دور أزياء أخرى قد سبقت «فالنتينو» في اتخاذ هذه الخطوة، مثل «برادا» و«أرماني» و«غوتشي» و«فيرساتشي» و«فورلا» والبريطانية «بيربري» و«دي كي إن واي» و«مايكل كورس»، في ظل ترحيب كبير من قبل زبائن الموضة من الجيل الصاعد، وجمعيات الرفق بالحيوان، التي ترى في هذه الخطوة مساهمة فعالة في إنهاء «تجارة الفرو الوحشية» التي تقتل 100 مليون حيوان سنوياً، حسب ما ذكرته مارتينا بلودا، مديرة منظمة «هيومان سوسايتي إنترناشيونال» غير الحكومية في إيطاليا.