«المجتمع المدني» يطالب الأمم المتحدة بالإسراع في إخراج الأجانب من ليبيا

تحديد الخامس من يونيو موعداً لفتح سجل الانتخابات في 30 مجلساً بلدياً

وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«المجتمع المدني» يطالب الأمم المتحدة بالإسراع في إخراج الأجانب من ليبيا

وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحافي مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)

دعا نشطاء وممثلون عن منظمات المجتمع المدني الليبي إلى الإسراع في إخراج جميع القوات الأجنبية من ليبيا، دون مزيد من التأخير، مشددين على ضرورة «تحسين ظروف عيش الشعب الليبي، وتعزيز المصالحة الوطنية، لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين».
وأكد المشاركون خلال اجتماع مع رايزدون زينينغا، منسق بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، على أهمية إخراج ليبيا من المرحلة الانتقالية، من خلال الانتخابات الوطنية المقررة في 24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ووضع الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، لا سيما إنشاء الإطار الدستوري والقانوني اللازم.
وأدرجت البعثة الاجتماع في إطار المشاورات الجارية مع الجهات الفاعلة الليبية، بينما تعهد زينيغا بالتواصل مع مزيد من الأطراف المحلية خلال الأيام المقبلة، وأكد حرص البعثة على الاستماع مباشرة إلى الليبيين بشأن أولوياتهم، والحفاظ على المسار الإيجابي.
بدورها، جددت بريطانيا تأييدها التام لجهود البعثة الأممية، الرامية إلى إجراء الانتخابات في موعدها وإخراج المرتزقة. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، جيمس كليفرلي، أكد خلال اجتماعه في لندن مع يان كوبيش، المبعوث الأممي إلى ليبيا، دعم بلاده إجراء الانتخابات في موعدها، وإخراج المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا، مشيرة إلى أن بريطانيا تؤيد تماماً جهود بعثة الأمم المتحدة لمساعدة الليبيين لتحقيق إجراء الانتخابات في موعدها، وخروج كل المقاتلين والمرتزقة الأجانب، وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل.
وكانت الولايات المتحدة قد أوفدت، أول من أمس، أرفع مسؤول إلى ليبيا، منذ عام 2014، فيما وصفته بأنه إشارة إلى تركيز واشنطن المتزايد على جهود حل الأزمة في البلاد، بينما أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دعم واشنطن للسلطات الانتقالية الجديدة في ليبيا.
إلى ذلك، وصفت البعثة الأممية إلى ليبيا ما يتم تداوله بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي في ليبيا على أنه «مقترح اللجنة القانونية للقاعدة الدستورية للانتخابات»، بأنه مجرد «وثيقة مزورة» تهدف إلى تضليل الرأي العام، وعرقلة العملية السياسية، وقالت، عبر مكتبها الإعلامي، إن كل الوثائق والبيانات المتعلقة بالعملية السياسية، التي تسيرها البعثة، تنشر على الموقع الرسمي للبعثة وصفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي. في غضون ذلك، رجحت، أمس، وسائل إعلام إيطالية قيام عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة، بزيارة عمل إلى العاصمة الإيطالية روما، نهاية الشهر الحالي. لكنها قالت إن مهمة الدبيبة المرتقبة ستعتمد على موافقة مجلس النواب في طبرق على موازنة العام الحالي.
ونقلت «وكالة الأنباء الليبية» الموالية لحكومة الوحدة، عن عمر تنتوش، رئيس لجنة المالية بمجلس النواب، أن جلسة النواب ستُعقد لبحث الميزانية، يوم الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن مشروعها المعدَّل سيُحال، خلال اليومين المقبلين، على عقيلة صالح رئيس المجلس، بعدما قامت اللجنة الوزارية بتعديل كل الملاحظات المرسلة إليها من طرف النواب. من جانبه، أكد عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، مجدداً خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية ‎الجزائر صبري بوقادوم، مساء أول من أمس، أهمية فتح معبري «‎غدامس وغات» الحدوديين، في التخفيف من معاناة أهالي المناطق الحدودية بين البلدين.
وقال بيان حكومي إن الجانبين بحثا عقد لقاء وزاري مشترك، ومنتدى لرجال أعمال البلدين، خلال الفترة القريبة المقبلة، وذلك لمناقشة آفاق وآليات التكامل الاقتصادي، وتفعيل التبادل التجاري عبر المعابر المشتركة. وتزامن الاتصال مع تفقد وزير شؤون الهجرة بحكومة الوحدة، اجديد معتوق، منفذ الثوم الحدودي الواقع على الحدود الليبية - النيجيرية، حيث اطلع، بحسب بيان حكومي، على أهم الاحتياجات الأساسية لدعم الأجهزة الأمنية الموجودة بالمنفذ.
من جهة ثانية، أعلنت، أمس، اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية أنه سيتم، اعتباراً من الخامس من الشهر المقبل، فتح سجل الانتخابات داخل 30 مجلساً بلدياً في المنطقتين الشرقية والغربية، بينها بلدية بنغازي.
وقال رئيس اللجنة الصادق الحراري إن اللجنة باشرت عملها في 116 بلدية على مستوى البلاد، حيث تمت الانتخابات في 43 بلدية، بينما سيتم افتتاح سجل الناخبين في البلديات المتبقية.
وكان بدر التومي، وزير الحكم المحلي، قد ناقش، أمس، مع عمداء بلديات محلية آلية تسريع العملية الانتخابية بهذه البلديات، وتسهيل عمل اللجنة المركزية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.