المعارضة التونسية تطالب بـ«تجريم التطبيع»... وحركة {النهضة} ترفض «المزايدات»

متظاهرون أمام البرلمان التونسي أمس تضامناً مع الفلسطينيين (إ.ب.أ)
متظاهرون أمام البرلمان التونسي أمس تضامناً مع الفلسطينيين (إ.ب.أ)
TT

المعارضة التونسية تطالب بـ«تجريم التطبيع»... وحركة {النهضة} ترفض «المزايدات»

متظاهرون أمام البرلمان التونسي أمس تضامناً مع الفلسطينيين (إ.ب.أ)
متظاهرون أمام البرلمان التونسي أمس تضامناً مع الفلسطينيين (إ.ب.أ)

خلال الجلسة البرلمانية الافتتاحية المخصصة للنظر في الوضع المالي والاقتصادي، ومفاوضات تونس مع صندوق النقد الدولي والإصلاحات التي تطرحها حكومة هشام المشيشي، دعا عدد من الأحزاب السياسية المعارضة، إلى مصادقة نواب البرلمان على قانون لتجريم التطبيع، في حين تمسك عدد من نواب كتلة حركة النهضة بضرورة النظر في مشاريع القوانين المتعلقة بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، داعين إلى عدم تحويل موضوع التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى موضوع «للمزايدات السخيفة»، على حد تعبير أحد قيادات النهضة. وإلى المصادقة السريعة على مشروع هذا القانون حتى «تكف كل الألسن عن المزايدات»، على حد تعبيره.
وكان البرلمان التونسي قد عدّل برنامج عمله أمس، وأضاف نقطة جديدة للتداول حول تطور الأوضاع في فلسطين، وخصص ساعتين للنقاش حول القضية الفلسطينية، وتم توشيح فضاء الجلسات العامة في المقر الرئيسي للبرلمان بباردو، بالعلمين التونسي والفلسطيني تحية للشعب الفلسطيني، وتعبيراً عن دعمه في نضاله ضد الاعتداءات المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
وفي هذا الشأن، طالب النائب هيكل المكي، النائب في البرلمان عن الكتلة الديمقراطية المعارضة، باستعجال النظر في مشروع قانون تجريم التطبيع الذي قدمته الكتلة منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، داعياً البرلمان التونسي إلى الحسم في هذه المسألة قبل التداول في أي موضوع آخر. واعتبر هذا القانون بمثابة الرد الوحيد والموقف الشعبي الرسمي الذي يجب أن يصدر عن البرلمان إزاء الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني. وأضاف المكي، إنه «لا مجال للخطب الرنانة والاكتفاء ببيان فقط، لا بد من تحديد جلسة للنظر في مشروع القانون وما عدا ذلك فهو خيانة»، على حد تعبيره.
وتتهم أحزب المعارضة التي ينتمي معظمها إلى التيار الإسلامي، حركة النهضة ومؤيديها من الأحزاب المتحالفة معها، بتعطيل النظر في قانون تجريم التطبيع، في حين تعمل تلك الأحزاب على أن يكون أولوية في برنامج العمل البرلماني المقبل.
وكان راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي قد أكد في بداية الجلسة على أن «الفلسطينيين أدركوا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن مصيرهم سيبقى بأيديهم متى كانت سواعدهم تحمل سلاحاً هم صانعوه ومالكوه وحتى ولو كان حجارة»، على حد تعبيره.
وذكّر الغنوشي بموقف تونس الثابت المدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حكومة وشعباً، وبدعوة تونس خلال المؤتمر الافتراضي الـ31 للاتحاد البرلماني العربي إلى إيجاد آلية برلمانية للتنسيق بخصوص فلسطين ودعم قضيتها وإطلاق حملة تبرعت لفائدة الشعب الفلسطيني وضرورة توفير الحماية له.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.