السعودية تحتفي بيوم المتحف العالمي لأول مرة

تلعب المتاحف دوراً عظيماً في تثقيف السكان وتقوية الهوية الوطنية - أرشيفية (الشرق الأوسط)
تلعب المتاحف دوراً عظيماً في تثقيف السكان وتقوية الهوية الوطنية - أرشيفية (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية تحتفي بيوم المتحف العالمي لأول مرة

تلعب المتاحف دوراً عظيماً في تثقيف السكان وتقوية الهوية الوطنية - أرشيفية (الشرق الأوسط)
تلعب المتاحف دوراً عظيماً في تثقيف السكان وتقوية الهوية الوطنية - أرشيفية (الشرق الأوسط)

احتفت السعودية، اليوم (الثلاثاء)، بيوم المتحف العالمي، ولأول مرة في تاريخها، وسط إجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
جاء هذا الاحتفاء مبادرةً من السعودية للاعتزاز بتاريخها الثقافي، إذ يبلغ عدد المتاحف المرخصة لدى الجهات الرسمية 144 متحفاً، منها 44 متحفاً في الرياض.
وشاركت في الاحتفال بهذه المناسبة عدد من الجهات الحكومية إدلالاً منها على أن المتاحف تلعب دوراً عظيماً في تثقيف السكان وفي تقوية الهوية الوطنية.
وتعاونت هيئتا «المتاحف» و«السياحة» لتنظيم «فعاليات» ممتعة ومفيدة في هذا اليوم، تحت إجراءات احترازية صارمة وقاية من «كورونا».
بينما تسعى كلا الهيئتين كذلك للتطوير وتقديم التشجيع المادي والمعنوي لجميع المتاحف الحالية والمتاحف التي ستُفتح قريباً أيضاً.
ويتركز هذا الاهتمام بتدريج المتاحف ضمن الأماكن السياحية المعتمدة في السعودية، وبمساعدة أصحاب المتاحف الخاصة وتوثيق محتويات متاحفهم حتى يتمكن السياح من معرفتها وزيارتها بسهولة.
وفي رصدٍ لأبرز متحف باسم «متحف عبد الرؤوف الخليل»، الذي افتتح في جدة منذ عام 1996 حتى الآن، فإنه يتميز ببساطة تصميمه، وبوجود العديد من التحف القديمة والفنية داخل جدرانه الأثرية، وجرى تقسيمه إلى عدة مبانٍ من كبر حجمه، ومن أبرزها المسجد، وبيت التراث الإسلامي، وقاعة الملك عبد العزيز.
يشار إلى أن هناك الكثير من المتاحف المرموقة التي حازت على اهتمام بالغ من السكان كالمتحف الوطني في الرياض، الذي يتجسد بعمر 22 سنة، إذ إنه افتتح منذ عام 1998، ويقع بجوار قصر الملك عبد العزيز. وتضامناً مع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار «كوفيد - 19»، أغلقت السعودية هذا المتحف حتى إشعار آخر.



تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
TT
20

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

وعُثر على البقايا قبل 27 عاماً داخل ملجأ صخري يُعرف باسم «لاغار فيلهو» في البرتغال، حيث ظهر الهيكل شبه المُكتمل ملوَّناً بصبغة حمراء؛ ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنّ الجثة ربما غُطيت بجلد حيواني مُصبّغ قبل الدفن.

وعند تحليل سمات الهيكل، لاحظ الباحثون أنّ بعض الخصائص، مثل بنية الجسم وعظام الفك، تُشبه تلك الموجودة لدى إنسان «نياندرتال» (انقرض في أوروبا قبل نحو 24 ألف عام)؛ ما أثار فرضية أنَّ الطفل قد يكون نتاج تزاوج بين المجموعتين. كانت هذه الفكرة ثورية في ذلك الوقت، لكنَّ التطوّرات الجينية اللاحقة أكدت حدوث هذا التهجين؛ إذ لا يزال الحمض النووي لإنسان «نياندرتال» حاضراً في جينات البشر المعاصرين.

واجه العلماء صعوبة في تحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها الطفل بدقّة، بسبب نمو جذور نباتية داخل العظام وتلوّث العيّنات بمواد عضوية أخرى، ما حال دون استخدام تقنية الكربون المُشعّ؛ لذلك اعتمدوا على تأريخ الفحم وعظام حيوانات محيطة بالهيكل تراوحت أعمارها بين 27.700 و29.700 عام.

ومع تطوُّر التقنيات، حلَّل الفريق، وفق دراسة نشرتها مجلة «ساينس أدفانسز» ونقلتها «أسوشييتد برس»، بروتيناً موجوداً بشكل رئيسي في العظام البشرية، مُستخدمين عيّنة من ذراع الطفل المكسورة لتأكيد النتائج السابقة: أنّ عمر الهيكل يراوح بين 27.700 و28.600 عام.

وصرَّحت بيتان لينسكوت، المُشاركة في الدراسة والباحثة بجامعة ميامي: «شعرنا بأننا نعيد للطفل جزءاً من قصّته المنسية. لم يكن الهيكل مجرّد بقايا، وإنما قبر طفل صغير. لا بد أنّ أحداً ما أحبَّه، وجعله يضحك، ورافق خطواته القليلة على الأرض».

من جهته، أكد عالم الآثار بجامعة درم البريطانية، بول بيتيت، أنّ البحث يبرز كيف أسهمت طرق التأريخ الحديثة في فكّ ألغاز الماضي. في حين شبَّه المؤلِّف من جامعة لشبونة، جواو زيلهاو، أهمية دراسة الأصول البشرية بالاحتفاظ بصور الأسلاف، قائلاً: «إنها سبيل إلى التذكُّر».