«بووم سوبرونيك» تهدف للسفر لأي مكان بالعالم في 4 ساعات بـ100 دولار

الطائرة مصممة لتتسع لما بين 65 و88 شخصاً وستركز على أكثر من 500 مسار عبر المحيط (سي إن إن)
الطائرة مصممة لتتسع لما بين 65 و88 شخصاً وستركز على أكثر من 500 مسار عبر المحيط (سي إن إن)
TT

«بووم سوبرونيك» تهدف للسفر لأي مكان بالعالم في 4 ساعات بـ100 دولار

الطائرة مصممة لتتسع لما بين 65 و88 شخصاً وستركز على أكثر من 500 مسار عبر المحيط (سي إن إن)
الطائرة مصممة لتتسع لما بين 65 و88 شخصاً وستركز على أكثر من 500 مسار عبر المحيط (سي إن إن)

تواجه صناعة الطيران أزمة في ظل التوجه العالمي لخفض انبعاثات الكربون، وتراجع أعداد المسافرين بسبب أزمة فيروس «كورونا».
ويبدو أن إحياء الحلم الأسرع من الصوت الذي مات مع تقاعد «كونكورد» منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، في البداية، كان بمثابة خيال، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وكانت طائرة «كونكورد» البريطانية - الفرنسية، إحدى طائرتين فقط تفوق سرعتهما تلك الخاصة بالصوت وتعملان تجارياً، قد حلقت من عام 1969 إلى عام 2003 وكانت باهظة الثمن وتسببت في كارثة بيئية.
ولكن الآن، تعمل مجموعة جديدة من الشركات الناشئة على مشاريع تفوق سرعة الصوت. في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت شركة «بووم سوبرونيك» المرشحة الأوفر حظاً لطرح طائرة من هذا النوع، «إكس بي 1».
التقت شبكة «سي إن إن ترافيل» بمؤسس الشركة ومديرها التنفيذي بليك شول للتحدث عن «أوفيرتشور»، وطائرة «ماخ 2.2» التجارية التي يريد أن يطلقها في الجو بحلول عام 2026، وخطط الشركة الطموحة طويلة الأجل.

* كسر حاجز الوقت
يقول شول في مكالمة فيديو من دنفر، كولورادو: «إما أن نفشل أو نغير العالم».
ولم يكن هناك أي تسريع كبير في أوقات السفر منذ عصر الطائرات النفاثة في الخمسينات والستينات، ويأمل فريقه في تغيير ذلك.
وقال: «هذا الحاجز الزمني هو ما يجعلنا منفصلين. نعتقد أنه من المهم للغاية كسر الحاجز الزمني، أكثر من حاجز الصوت».
وتم تصميم الطائرة لتتسع لما بين 65 و88 شخصاً، وستركز على أكثر من 500 مسار عبر المحيط في المقام الأول وستستفيد من سرعات «ماخ 2.2» للطائرة - أكثر من ضعف سرعة الطائرات التجارية العادية اليوم.
وستستغرق الرحلة من نيويورك إلى لندن ثلاث ساعات و15 دقيقة فقط، بينما ستنخفض المسافة من لوس أنجليس إلى سيدني إلى ثماني ساعات ونصف الساعة.
ويقول شول إن كسر الحاجز الزمني يمكن أن يغير الحياة، وتابع: «التغييرات تشمل أماكن قضاء الإجازة، والقيام بأعمال تجارية، وغيرها».

* تحديد الهدف وطريقة العمل
الجدول الزمني الحالي لـ«بووم سوبرسونيك» هو إطلاق نموذج أولي للطائرة «إكس بي 1»، وذلك في «نهاية العام تقريباً»، ووضع حجر الأساس لمصنع أميركي جديد عام 2022، ثم البدء في بناء أول طائرة عام 2023.
ويقول شول: «نحن نرى أنفسنا ننتقل من حيث توقفت (كونكورد)، ونصلح أهم الأشياء وهي الاستدامة الاقتصادية والبيئية».
وتعد إمكانية الوصول هي المفتاح. هدف شول هو أن تكون شركات الطيران قادرة على تحديد الأسعار عند نقطة مماثلة لدرجة رجال الأعمال - على عكس «كونكورد»، التي كانت بحلول التسعينات تتقاضى نحو 12 ألف دولار للرحلة ذهاباً وإياباً.
ويقول شول: «هذا ليس سفراً، إنه شيء قد تتمنى القيام به مرة واحدة في العمر»، قبل أن يضيف: «أما نحن، المكان الذي نريد الوصول إليه هو إمكانية السفر إلى أي مكان في العالم خلال أربع ساعات مقابل 100 دولار».
وتابع: «نعم سمعت ذلك جيداً... الآن سوف يستغرق الأمر منا بعض الوقت للوصول إلى هذا الهدف».
وأضاف: «حلم الأربع ساعات والـ100 دولار يعد هدفاً طويل المدى».
وأشار شول إلى أنه «يفكر كثير من الناس في خطوة أو خطوتين إلى الأمام... أجد أنه من المفيد التفكير بأكثر من ذلك بكثير والقول: أين نريد أن نكون بعد عقد أو عقدين؟ وما هو ممكن في هذا النطاق الزمني؟».
وأضاف: «ثم عليك العمل بطريقة عكسية، عبر سؤال: كيف نصل إلى هناك؟».

* هدف جريء
إذن، ما مدى واقعية طموح «بووم سوبرسونيك» طويل المدى للوصول إلى أي مكان بالعالم في غضون أربع ساعات، بسعر 100 دولار فقط؟
قال البروفسور شون أوكيف، خبير صناعة الطيران في جامعة سيراكيوز الذي شغل منصب الرئيس السابق لشركة «إيرباص» ووزير البحرية الأميركية: «إنه هدف جريء! وأحياناً هذا ما يتطلبه الأمر: جعْل شخص يؤمن حقاً بقدرته على القيام بشيء كهذا، ليحقق ذلك بالفعل».
والعقبة الرئيسية هي أنه «بخلاف مجرد تحقيق السرعة، فإن ذلك يولد كمية هائلة من الحرارة. أي محرك تقليدي تضعه سوف يذوب... ما نحتاجه هو مزيد من التقدم في علم المواد - ويعتمد ذلك على مزيد من الاختراعات أو الاكتشافات»، وفقاً لأوكيف.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.