الموت ينهي صراع الممثلة نادية العراقية مع «كورونا»

عن عمر ناهز 58 عاماً

نادية مع أبنائها
نادية مع أبنائها
TT

الموت ينهي صراع الممثلة نادية العراقية مع «كورونا»

نادية مع أبنائها
نادية مع أبنائها

أنهى الموت أمس الأحد صراع الممثلة العراقية فاتن فتحي، الشهيرة بـ«نادية العراقية» مع فيروس كورونا، الذي أصابها في نهاية الشهر الماضي، وتسبب في مضاعفات صحية خطيرة خلال الأسبوعين الماضيين قبل وفاتها.
ونُقل جثمان الراحلة من أحد المستشفيات الخاصة إلى مدافن العائلة في طريق الواحات، بعد صلاة الجنازة عليها بمسجد الحجاز في منطقة الهرم بالجيزة، (غرب القاهرة) عقب صلاة الظهر.
واستحوذت أخبار الحالة الصحية للفنانة العراقية التي تعيش في مصر منذ عام 1997، على اهتمام الصحف والمواقع المصرية، التي دأبت على نشر تطورات حالتها بالآونة الأخيرة، بالتزامن مع الاهتمام بنشر أخبار الفنان المصري الكوميدي الكبير سمير غانم وزوجته دلال عبد العزيز.
وتنضم نادية العراقية بذلك إلى قائمة الممثلين الذي رحلوا في مصر جراء «كورونا» على غرار يوسف شعبان وهادي الجيار، وسوسن ربيع، وفايق عزب، ورجاء الجداوي.
ورغم مشاركات نادية بأدوار محدودة في السينما والدراما التلفزيونية المصرية فإنّها تعد من الوجوه الكوميدية المألوفة للمشاهدين.
فاتن فتحي، أو نادية العراقية، المولودة في محافظة بابل عام 1963. بدأت العمل في مجال الفن عقب تخرجها في كلية الفنون الجميلة، وظهرت على خشبة «مسرح النهرين» لأول مرة عبر مسرحية «حفلة سيد محترم».
وانتقلت إلى مصر بعد زواجها من مواطن مصري عام 1997. وشاركت في عدة أدوار صغيرة وإعلانات، قبل مشاركتها في أعمال تلفزيونية وسينمائية مصرية عدة واختارت لنفسها اسم نادية العراقية لـ«تظل معروفة بين الجميع بأنها عراقية الجنسية لاعتزازها بموطنها»، على حد تعبيرها في أحد التصريحات السابقة.
وشاركت الراحلة في أفلام «أبو العربي»، و«قلب أسود»، و«تتح»، و«الألماني»، و«كلام جرايد»، و«كلمني شكراً»، و«الكبار»، و«دكان شحاتة»، و«بالألوان الطبيعية»، و«أفريكانو»، و«عايز حقي».
وفي عام 2012 عادت لتقديم مسلسلات عراقية صورتها لصالح قناة «الشرقية» في القاهرة مع عدة ممثلين عراقيين، وفي عام 2015 قدمت مسرحية عراقية في الأردن بعنوان «خو ماكو شي» مع صديقتها الفنانة وفاء حسين.
وتسببت صورة نشرتها الفنانة الراحلة في عام 2015، لأبنائها عبر صفحتها على «فيسبوك» في موجة من الجدل، خصوصاً بعدما اتسمت بعض التعليقات بالردود السلبية، والتي وصفتها الراحلة، بـ«السخيفة»، مؤكدة أنّها اعتادت نشر صور أولادها الثلاثة بشكل مستمر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».