مصادر ليبية لـ («الشرق الأوسط») : مقاطعة حوار الأمم المتحدة بالمغرب بسبب ضم الإخوان للحكومة

أنقرة تتجاهل إعلان الثني رسميًا طرد الشركات التركية.. ومعلومات عن حملة اعتقالات تطال المصريين في طرابلس

مصريون في تونس ينتظرون نقلهم الى مطار جربا على الحدود التونسية - الليبية لاجلائهم الى بلادهم (أ.ف.ب)


صورة ضوئية لخبر منشور بجريدة {الشرق الأوسط أمس  بشأن توجهات لمقاطعة حوار الامم المتحدة
مصريون في تونس ينتظرون نقلهم الى مطار جربا على الحدود التونسية - الليبية لاجلائهم الى بلادهم (أ.ف.ب) صورة ضوئية لخبر منشور بجريدة {الشرق الأوسط أمس بشأن توجهات لمقاطعة حوار الامم المتحدة
TT

مصادر ليبية لـ («الشرق الأوسط») : مقاطعة حوار الأمم المتحدة بالمغرب بسبب ضم الإخوان للحكومة

مصريون في تونس ينتظرون نقلهم الى مطار جربا على الحدود التونسية - الليبية لاجلائهم الى بلادهم (أ.ف.ب)


صورة ضوئية لخبر منشور بجريدة {الشرق الأوسط أمس  بشأن توجهات لمقاطعة حوار الامم المتحدة
مصريون في تونس ينتظرون نقلهم الى مطار جربا على الحدود التونسية - الليبية لاجلائهم الى بلادهم (أ.ف.ب) صورة ضوئية لخبر منشور بجريدة {الشرق الأوسط أمس بشأن توجهات لمقاطعة حوار الامم المتحدة

تأكيدا لانفراد «الشرق الأوسط» في عددها الصادر، أمس، قرر مجلس النواب الليبي بالإجماع عدم استمرار مشاركته في الحوار الوطني الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة الذي كان مقررا استئناف جلسته الثالثة في المرغب يوم الخميس المقبل.
وحسم مجلس النواب الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، موقفه من الحوار الوطني بعد تصويت أعضائه بالإجماع على مقاطعة حوار المغرب، خلال جلسة عقدوها، أمس، بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي.
وأبلغ مسؤولون في الحكومة الانتقالية والبرلمان «الشرق الأوسط» أن القرار يعني وجود اتفاق ضمني بين السلطتين، التشريعية والتنفيذية، في البلاد على إحباط محاولة برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة، إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم الإخوان المسلمين وقادة الميليشيات المسلحة.
وتحدث أكثر من نائب برلماني، أمس، عن معلومات تفيد بأن ليون كان يعتزم الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة في جولة الحوار التي كانت مقررة، يوم الخمس، في المغرب قبل إلغائها.
وقال النائب طارق الجروشي: «حكومتا أميركا وبريطانيا، ستعترفان مباشرة بهذه الحكومة فور إعلانها بعيدا عن مجلس النواب صاحب الحق في اعتمادها»، لافتا إلى أن «الأمم المتحدة لا تزال تدرس حكم الدائرة الدستورية لدى المحكمة العليا الخاص بحل مجلس النواب وستعترف به في حال إقرار الحكومة وتصبح هذه الحكومة دون حسيب أو رقيب».
وقال عيسى العريبي، عضو مجلس النواب، إنه «تقرر استدعاء اللجنة المكلفة بالحوار إلى البرلمان من أجل التشاور». بينما قالت وكالة الأنباء الحكومية الموالية للمجلس إن «القرار تم اتخاذه في ظل مواصلة ميليشيات ما يسمى بـ(فجر ليبيا) نشر العنف والإرهاب والتطرف». وأوضحت أن المجلس صوت بالإجماع على تعليق المشاركة في جلسات الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة واستدعاء لجنة الحوار المكلفة من المجلس من أجل التشاور.
ولم يصدر على الفور أي رد فعل من بعثة الأمم المتحدة، لكن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، وهو الطرف الثاني في الحوار الوطني، كان أعلن على لسان الناطق الرسمي باسمه عمر حميدان، أنه قرر الاستجابة لدعوة الممثل العام للأمم المتحدة لعقد الجلسة القادمة من الحوار السياسي في المغرب أو أي دولة عربية أخرى توافق عليها أطراف الحوار في الجلسات القادمة. وأوضح أن المؤتمر فوض فريق الحوار بالتواصل مع قادة الثوار وممثلي التجمعات والميادين للتشاور معهم وإطلاعهم بشكل دوري بمستجدات الحوار والخطوات التي يتم اتخاذها.
وكان وفدان من مجلس النواب والبرلمان السابق، عقدا للمرة الأولى في 11 من الشهر الحالي في غدامس التي تبعد نحو 600 كيلومتر جنوب غربي طرابلس، محادثات «غير مباشرة» برعاية الأمم المتحدة.
واستضافت الأمم المتحدة كثيرا من جولات المحادثات بين أطراف الصراع منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، داخل ليبيا وخارجها للمساعدة في نزع فتيل صراع عنيف على السلطة يهدد بتقسيم البلاد.
إلى ذلك، قررت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني رسميا إعادة النظر في جميع تعاقدات المشاريع مع الشركات الأجنبية ومراجعتها واستبعاد الشركات التركية من كل المشاريع في الدولة الليبية.
وقال بيان أصدرته الحكومة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنها اتخذت هذا القرار عقب اجتماع ترأسه الثني في مقرها بمدينة البيضاء بشرق ليبيا. وكان الثني قد هدد بتجميد عمل الشركات التركية قبل بضعة أيام، لكن لم يصدر إلى الآن أي رد فعل رسمي من السلطات التركية ردا على قراره الأخير بطرد الشركات التركية العاملة في الأراضي الليبية ومنعها من العمل فيها مستقبلا.
إلى ذلك، كشفت وكالة الأنباء الليبية الرسمية النقاب عما وصفته بحملة اعتقال واسعة تستهدف المصريين في العاصمة طرابلس وبعض أنحاء المنطقة الغربية على يد ميليشيات ما يسمى بـ«فجر ليبيا»، التي تجند عادة عصابات إجرامية لتنفيذ هذه الحملات.
ونقلت الوكالة عن مصادر موثوق بها أن المصريين الذين يتم اعتقالهم ينقلون في تكتم شديد إلى جهة غير معلومة حتى الآن.
في المقابل نفى مجلس مدينة جادو المحلي تعرض أبناء الجالية المصرية لمضايقات وعمليات سلب في بوابة شكشوك أخيرا، وأكد في بيان له أن معاملة المصريين الموجودين في منطقة جادو لا علاقة لها بما وصفه بتصرفات الحكومة المصرية، موضحا أن أواصر العلاقة سوف تظل وثيقة بين الشعبين؛ الليبي والمصري.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن مطالبة المجموعة المسلحة التي تختطف رئيس اللجنة ونائبه، فدية مالية مقابل إطلاق سراحهما. وأوضحت اللجنة في بيان صحافي أن الأشخاص الذين يحتجزون رئيس اللجنة ونائبه طالبوا بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهما قيمتها 70 ألف دينار (50 ألف دولار)، مقابل إطلاق سراح المحتجزين.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.