مبادئ غوارديولا وصراحة فرناندينيو نقطتا تحوّل نحو فوز سيتي بلقب الدوري الإنجليزي

مشوار التتويج بدأ بعد السقوط المدوي أمام وست بروميتش

جماهير مانشستر سيتي تحتفل خارج ملعب الفريق بحصد لقب بطولة الدوري (أ.ب)
جماهير مانشستر سيتي تحتفل خارج ملعب الفريق بحصد لقب بطولة الدوري (أ.ب)
TT

مبادئ غوارديولا وصراحة فرناندينيو نقطتا تحوّل نحو فوز سيتي بلقب الدوري الإنجليزي

جماهير مانشستر سيتي تحتفل خارج ملعب الفريق بحصد لقب بطولة الدوري (أ.ب)
جماهير مانشستر سيتي تحتفل خارج ملعب الفريق بحصد لقب بطولة الدوري (أ.ب)

بعد أن توّج ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إثر صيام دام 30 عاماً وبفارق كبير عن مانشستر سيتي الموسم الماضي، كان الجميع ينتظر ردّ فعل المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا لاستعادة اللقب من الغريم الشمالي. كما أن النقاد تساءلوا عن مدى قدرة المدرب الكاتالوني الفذ في بناء فريق قادر على إحراز لقب دوري أبطال أوروبا بعد الخروج من الباب الضيّق أمام ليون الفرنسي من دور الثمانية الموسم الماضي، لا سيما بأن آخر لقب قاري له أحرزه في صفوف برشلونة عام 2011. ولم يبلغ حتى المباراة النهائية في ثلاثة مواسم مع بايرن ميونيخ الألماني وفي مواسمه الأولى مع سيتي.
نجح غوارديولا الذي تأثر كثيراً بمدربه السابق في برشلونة الهولندي يوهان كرويف، في قيادة فريقه إلى إحراز لقبه الثالث في السنوات الأربع الماضية من دون أن يغيّر من مبادئه، كما بلغ المباراة النهائية من المسابقة القارية، حيث يستطيع أن يصبح أحد ستة مدربين نجحوا في إحراز لقب المسابقة ذات الأذنين الكبيرتين مع ناديين مختلفين، ورابع مدرب يتوج باللقب القاري 3 مرات.
بدا وكأن هذا المدرب الذي فرض نفسه كأحد أفضل من شغل هذا الاختصاص في السنوات الأخيرة بعد ثلاثة ألقاب في الدوري مع برشلونة ومثلها مع بايرن ميونيخ الألماني، وصاحب الأفكار التكتيكية الكثيرة، قد فقد الحلول السحرية الموسم الماضي. لم تكن الحال أفضل مطلع الموسم الحالي، عندما تخلّف بفارق 8 نقاط عن المتصدرين ليفربول وتوتنهام بعد الخسارة أمام الأخير صفر - 2 أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) - إثر تعرّضه أيضاً لنكسة كبيرة على ملعبه أمام ليستر سيتي 2 - 5 في مطلع الموسم.
بيد أن نقطة التحول كانت بعد سقوط فريقه في فخ التعادل مع وست بروميتش ألبيون 1 - 1 على ملعبه منتصف ديسمبر (كانون الأول). قال غوارديولا بعد تلك المباراة: «كان لدي شعور بأني لا أملك فريقاً يمثل أفكاري. لم أحبّ ما شاهدت حينها». لكن بدل أن يقوم بثورة حقيقية، لم يتخلّ إطلاقاً عن مبادئه. ويشرح كيف قام بتعديلات بسيطة لوضع الماكينة على السكة الصحيحة «كنا نركض أكثر من اللازم، من أجل أن تلعب كرة القدم يجب أن تعدو مسافة أقل». وأوضح: «من دون الكرة يجب أن تركض، لكن عندما تكون الكرة في حوزتك يتعيّن عليك أن تحافظ على مركزك وتدع الكرة تسير وليس أنت».
استدعى قائده البرازيلي المخضرم فرناندينيو لإيصال هذه الرسالة إلى اللاعبين بعد حصة تدريبية سوداوية في اليوم الأخير من العام الماضي. وكشف فرناندينيو: «بعد تلك الحصة، جاء غوارديولا لرؤيتي والتكلّم معي كوني قائد الفريق. كان واضحاً تماماً. قال لي بأن الجميع لا يبذلون جهوداً 100 في المائة، وفي هذا الفريق يتعيّن على كل لاعب أن يبذل قصارى جهده وإلا الأفضل أن يبقى في المنزل، لا مجال للنقاش في هذا الأمر».
وفي الحصة التالية، أخذ فرناندينيو الكلام وتحدّث إلى زملائه. كشف قائلاً: «كانت مباراتنا التالية ضد تشيلسي. قبلها قلت في نفسي... إذا لم يقم الشباب بالركض هنا، ستنتهي الأمور، سأرحل. كنت قاب قوسين أو أدنى من فقدان الإيمان». حسم سيتي المباراة في صالحه بنتيجة 3 - 1 في خضم سلسلة شهدت فوزه في 21 مباراة على التوالي في مختلف المسابقات، بينها 13 في الدوري المحلي، قبل أن ينتزع المركز الأول من جاره مانشستر يونايتد أواخر يناير (كانون الثاني) ويحافظ عليه حتى نهاية الموسم.
ويضيف فرناندينيو محذراً منافسيه في الدوري المحلّي «الأمر الأكثر أهمية هو عندما تحرز الألقاب والكؤوس، أن تحافظ على شهيتك لكي تحرز المزيد منها، هذا ما يدفعنا إلى ذلك هنا». وعلّق المدرب الإسباني على تتويج فريقه بالقول: «هذا الموسم ولقب الدوري لا يوجد له أي مثيل. لقد كان الأصعب». وأضاف: «سنتذكر هذا الموسم طويلاً للطريقة التي توّجنا بها أبطالاً. أنا فخور جداً بكوني مدرباً هنا ولهذه المجموعة من اللاعبين. إنهم مميزون، أن يتخطوا هذا الموسم مع ما رافقه من صعوبات وقيود وإظهار الاستقرار في المستوى، فهو أمر مدهش».
يريد غوارديولا نقل عدوى نجاحاته المحلية (أحرز أيضاً كأس رابطة الأندية الإنجليزية هذا الموسم)، إلى الساحة الأوروبية عندما يلتقي تشيلسي في مواجهة قوية في 29 مايو (أيار)، في محاولة لمعانقة اللقب القاري للمرة الأولى بعد 10 سنوات والأولى في تاريخ فريقه. فهل يحقق مبتغاه؟
وأبدى غوارديولا سعادة بالغة إثر تأكد تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال غوارديولا في تصريحات لموقع نادي مانشستر سيتي على الإنترنت إنه لا يطيق انتظار المباراة الأخيرة للفريق على ملعبه في الدوري هذا الموسم، المقررة أمام إيفرتون، كي يتمكن من الاحتفال مع جماهير الفريق. وذكر النادي: «جماهيرنا لم تتمكن من الوجود معنا، باستثناء وجودها معنا في نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، لكن هذا سيتغير في المباراة المقررة يوم الأحد 23 الشهر الحالي عندما يحضر عشرة آلاف مشجع لمانشستر سيتي في استاد الاتحاد لرؤية تتويجنا». وأوضح غوارديولا أنه سيكون يوماً مميزاً، وأضاف: «أتطلع إلى مباراة إيفرتون. سنتوج بالجائزة في حضور عشرة آلاف (مشجع)».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».