ظريف يعلن رسمياً عدم ترشحه للرئاسة

قبل ساعات من هبوط طائرته في مطار دمشق، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، رسمياً، أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وكانت مواقع إصلاحية قد ذكرت، أول من أمس، أن الرئيس السابق محمد خاتمي، وحسن خميني رئيس مؤسسة «المرشد الأول (الخميني)» وحفيده، قد فشلا في إقناع ظريف بخوض الانتخابات الرئاسية.
وكان ظريف قد أبلغ البرلمان، الأحد الماضي، في جلسة مغلقة حول التسريب الصوتي، أنه لا ينوي خوض الانتخابات الرئاسية، وذلك في محاولة للنأي بنفسه عن إحدى الفرضيات التي رجحت وجود أهداف انتخابية لوزير الخارجية.
ووجهت إليه مسؤولية تسريب التسجيل الذي تضمن انتقادات لاذعة لغياب دور متوازن بين «الحرس الثوري» ووزارة الخارجية. ومن بين الفرضيات المطروحة الأخرى أن يكون التسجيل محاولة لإبعاده من المعادلات الانتخابية.
وقال ظريف، أمس، عبر حسابه على شبكة «إنستغرام» الذي يخاطب فيه مواطنيه مباشرة، إن ترشحه لانتخابات هذا العام «ليس من مصلحة البلاد والشعب».
وكتب ظريف: «توصلت إلى قناعة ذاتية، مفادها عدم دخولي إلى الانتخابات نظراً لهواجس القلقين خلال هذه السنوات الثمانية»، موضحاً إلى أن قراره جاء بعد طول تفكير وتقييم لنقاط الضعف والظروف الداخلية والخارجية «الصعبة المتوترة».
وخاطب ظريف الإيرانيين، قائلاً إن «الانتخابات ستكون مصيرية»، موضحاً أن «عدم التصويت خيار، لكنه خيار لا يؤدي إلا إلى انتصار الأقلية». وانتقد ضمناً الضغوط التي تعرض لها منذ عيد النوروز (20 مارس/ آذار الماضي)، في إشارة إلى بث مسلسل تلفزيوني حول تعرض الفريق المفاوض النووي لاختراق من أجهزة مخابرات غربية.
وكرر ظريف إشادته بتصريحات «المرشد» الإيراني، علي خامنئي، الذي أشار ضمناً إلى تسجيل ظريف المسرب، وعد أن تصريحات من هذا النوع هي «إيحاء من الأعداء، وتكرار لكلام الأميركيين»، وقال ظريف إن «العتاب الأبوي والتصريحات الحكيمة أهدت الهدوء والانسجام الوطني لجميع المجموعات قبل الانتخابات المصيرية».
وأعلن ظريف أنه سيقوم بـ«جولة إقليمية وأوروبية»، لافتاً إلى أنها «في إطار مهام وزير الخارجية، ولا صلة لها بالمفاوضات (النووية) في فيينا»، مشيراً إلى أن نائبه كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي «يدير الحوار بذكاء، وأنا أقف إلى جانبه من بعيد».
ومع ذلك، تهكم ظريف من خصومه، قائلاً: «أطلب من الأصدقاء القلقين الذين اطمئنوا من عدم ترشحي للانتخابات أن تكون أولويتهم الاهتمام بالحصول على القوة الداخلية، وأن نركز على أولويتنا؛ حراسة المصالح الوطنية وحماية الناس من العقوبات الأميركية».
وتسمية «القلقون» أطلقت في السنوات القليلة الماضية لوصف الأطراف المعارضة للاتفاق النووي، وسعي إدارة حسن روحاني للتقارب مع الدول الغربية.