هل تؤثر لقاحات «كورونا» على خصوبة النساء؟

سيدة تتلقى اللقاح في الهند (أ.ف.ب)
سيدة تتلقى اللقاح في الهند (أ.ف.ب)
TT

هل تؤثر لقاحات «كورونا» على خصوبة النساء؟

سيدة تتلقى اللقاح في الهند (أ.ف.ب)
سيدة تتلقى اللقاح في الهند (أ.ف.ب)

منذ بدء حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد حول العالم، انتشرت شائعات بشأن تسبب اللقاحات في إصابة النساء بالعقم، حيث زعمت بعض هذه الشائعات أن اللقاحات قد تدمر قدرة الجسم على تكوين المشيمة.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة إيفون مالدونادو، خبيرة اللقاحات ورئيسة قسم الأمراض المعدية للأطفال في كلية الطب بجامعة ستانفورد لشبكة «سي إن إن» الأميركية، «إن هذا الخوف الذي لا أساس له ليس جديداً. لقد انتشرت هذه الشائعة على جميع اللقاحات التي تم تطويرها على مر الزمن تقريباً. ولكن لا يوجد دليل واحد على أن لقاح (كورونا) يؤثر على الخصوبة بأي شكل من الأشكال».
ومن جهته، قال الدكتور ريتشارد بيغي، وهو جزء في مجموعة خبراء التحصين والأمراض المعدية والتأهب للصحة العامة التابعة للكلية الأميركية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد، «لا يوجد سبب علمي واضح للاعتقاد بأن لقاحات (كورونا) قد تسبب مشاكل في الخصوبة لدى البالغات أو المراهقات».
وأكد بيغي على أن لقاحات «كورونا»، «آمنة تماماً»، مشيراً إلى أن «معاناة سيدة ما من مشكلات في الحمل أو الخصوبة بعد تلقي اللقاح لا يعني أنها نتجت عن التطعيم، بل يمكن أن تكون المشكلة قديمة بالفعل، ولكن الكثيرون أصبحوا يميلون الآن لربط أي أزمة صحية بتلقي اللقاح».
وعلق بيغي على الشائعات التي تقول إن اللقاح يحتوي على بروتينات تستخدم في تكوين المشيمة، ما يتسبب في إرباك الجسم ويدمر قدرته على تكوين المشيمة ويسبب العقم، بقوله: «إن البيانات السريرية التي تستمر في الظهور لا تثبت صحة هذا الادعاء. وهذا علاوة على حقيقة أنه علمياً، ادعاء لا معنى له».
أما الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، وعضو اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فقد قال: «إن الشائعات المتعلقة بتأثير اللقاحات على خصوبة النساء بدأت على ما يبدو بأسطورة مفادها بأن البروتين الشوكي الذي يغطي سطح الفيروس، والذي يتم تقليده عندما تحصل على لقاح، يحاكي البروتين الموجود على سطح خلايا المشيمة».
وأضاف أوفيت: «هذا الأمر دفع الكثيرين للاعتقاد بأن الجسم عند تلقي اللقاح قد يطور استجابة مناعية ضد البروتين المرتبط بالفيروس، والبروتين المشيمي أيضاً، مما يجعل السيدات أكثر عرضة للإصابة بالعقم».
وأضاف أوفيت أن هذا الاعتقاد «ما هو إلا محض هراء، فهذا ليس صحيحاً على الإطلاق».
وأكدت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضاً أنه لا توجد صلة بين اللقاحات والخصوبة.
وتقول المراكز الأميركية: «إذا كنتِ تحاولين الحمل الآن أو تريدين الحمل في المستقبل، فيمكن أن تتلقي لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا عندما يكون متاحاً لك».
وأضافت أنه لا يوجد دليل حالياً على أن أي لقاحات، بما في ذلك لقاحات «كورونا»، تسبب مشكلات في الخصوبة.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.