الموت يسكت «كمان» الموسيقار المصري عبده داغر

أول من وضع منهجاً لتدريس الموسيقى الشرقية في الجامعات

الموت يسكت «كمان» الموسيقار المصري عبده داغر
TT

الموت يسكت «كمان» الموسيقار المصري عبده داغر

الموت يسكت «كمان» الموسيقار المصري عبده داغر

أسكت الموت صوت كمان الموسيقار المصري الكبير عبده داغر، اليوم الاثنين، عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد رحلة فنية طويلة أثرى خلالها عالم الموسيقى العربية والعالمية بمقطوعات شهيرة ومميزة.
ونعى الفنان المصري الراحل، عددٌ من المسؤولين والموسيقيين والفنانين، إذ وصفته وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، بـ«إحدى نغمات الفن الأصيلة»، و«عبقري متفرد»، وقالت في بيان لها أمس الاثنين، «إن الراحل امتلك مفاتيح أسرار الموسيقى وخباياها»، مشيرة إلى أنه «ابتكر أسلوباً مميزاً في العزف، تحول إلى منهج علمي يتم تدريسه في ألمانيا».
ونعى المستشار تركي آل شيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، الموسيقار الراحل، ونشر صورة جمعت بينهما، وقال آل شيخ عبر حسابه على موقع «تويتر»، «خالص عزائي في وفاة الموسيقار الكبير الأستاذ عبده داغر... آخر لقاء لي معه كان منذ عام، واتفقنا على كثير من الأمور لكن القدر لم يمهله».
كما قالت الفنانة المصرية أنغام عبر «تويتر»، «خبر محزن جداً رحيل أستاذنا الكبير عبده داغر... خسارة كبيرة للموسيقى والموسيقيين في مصر والعالم».
فيما نعاه الفنان يحيى خليل، رائد موسيقى الجاز في مصر، قائلاً: «البقاء لله في واحد من أهم الشخصيات الموسيقية التي فقدتها مصر... العبقري، المبدع الموهوب... المطور، سابق زمانه... الفنان الكبير عبده داغر... في الجنة إن شاء الله».
الموسيقار عبده داغر، المولود في مدينة طنطا (دلتا مصر) عام 1936 تعلم العزف على آلة العود في سن السابعة من عمره، بعدما نشأ في بيت فني، بين الآلات الموسيقية، فقد كان والده صاحب محل صناعة الأعواد الأشهر في الدلتا، ودرب الكثير من مشاهير الموسيقيين مثل الموسيقار محمد فوزي والموسيقار بليغ حمدي.
ورغم ذلك جذبت آلة الكمان عبده داغر في صغره، وتعلمها في سن العاشرة، بعدها عمل عازفاً في فرق عدد من مشاهير الغناء المصري على غرار «كوكب الشرق» أم كلثوم، و«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، ومحمد عبد المطلب، قبل أن يؤسس مع الموسيقار عبد الحليم نويرة «فرقة الموسيقى العربية»، وتولى الإشراف على بيت الكمان الشرقي التابع لمركز تنمية المواهب بالأوبرا المصرية.
وحصل داغر على العديد من الجوائز، من بينها «جائزة باديب للهوية الوطنية»، وكرمته جامعة جنيف ومنحته دبلومة فخرية، في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى تكريمه في الولايات المتحدة الأميركية، ومهرجان للموسيقى العربية في فاس بالمغرب. وهو ما علق عليه قائلاً في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» عام 2009، قائلاً: «بلدي بتوجعني، ومن العيب أن أحظى بكل هذا التكريم من العالم، ولا ألقى فيه التكريم اللائق»، وذلك بعد رفضه التكريم بمهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة بحجة التأخر في تكريمه.
وألف داغر العديد من المقطوعات الموسيقية، من بينها، «الشباب، النيل، ليالي زمان، ابتهالات، المشربية، إخناتون، الريشة والكمان، ومصر»، كما عُرف عبده داغر بصداقته التاريخية للموسيقار محمد عبد الوهاب والشيخ محمد عمران.
واستطاع داغر أن يصنع منهجاً علمياً خاصاً به، رغم أنه لم يكن يقرأ النوتة الموسيقية في بداياته، وكرمته ألمانيا بوضع تمثال له بجوار العمالقة في «حديقة الخالدين».
وعن سبب تميزه الموسيقى، قال داغر في أحد حواراته الصحافية السابقة: «رغم أن والدي لم يعلمني الموسيقى، بسبب نظرة الناس السلبية تجاهها وقتئذ، فإنني عملت مع المشايخ، وتعلمت منهم التقاسيم التي لم يصل إليها أحد حتى الآن، لأن التقاسيم مثل الإنشاد، فأخذت الإنشاد وطوعته للآلة، وعندما ذهبت إلى القاهرة، كان القصبجي ومحمد عبده صالح قانونجي أم كلثوم يقدمان حفلات موسيقية في بيوت الأثرياء للعزف وسماع الموسيقى، واختاراني لأكون معهما، وقالا لأم كلثوم لا بد أن يكون عبده داغر معك، وكان ذلك بداية تعرفي على أم كلثوم».
وفي عام 1978 حضر موسيقي ألماني لمصر وطلب سماع موسيقى عربية أصيلة، وذهبوا به إلى جميع الفرق، حتى جاءوا به إلى داغر، وسمع موسيقاه وسجلها، وقال هذه هي الموسيقى العربية، وطلبوه للعزف، وسافر لسويسرا وألمانيا وهولندا وفرنسا، حسب وصف الفنان الراحل.
ويرى الكاتب والناقد الفني المصري محمود عبد الشكور، أن الموسيقار الراحل عبده داغر عنوان مضيء لجيل من المبدعين الكبار، كما كان معلماً وأستاذاً لعدد من المطربين والموسيقيين، ويقول عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط»، «رحيله يعد فقداً كبيراً للموسيقى العربية والإبداع المصري، لكن عزاءنا الوحيد هو تركه تراثاً رائعاً من التسجيلات».
ويطالب عبد الشكور السلطات الثقافية المصرية بتكريم اسم الموسيقار الراحل، عبر إطلاق اسمه على إحدى المسابقات الموسيقية، أو إنشاء تمثال له داخل الأوبرا المصرية تخليداً لاسمه وتاريخه الفني المميز.
ووفق عبد الشكور، فإن «الموسيقار الراحل لم يهدف إلى الوصول بموسيقاه إلى العالمية، كما حدث بالفعل، لكن تكريس حياته لإرضاء شغفه المرتبط بآلة الكمان وتطوير أدائه وألحانه وعدم اكتفائه بموهبته، أوصله لهذه المرتبة الفنية المميزة، فهو كان يعمل بتفكير الهاوي المحب والشغوف، وهذه رسالة مهمة لكل الفنانين».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.