عريقات يحذر من تدمير السلطة إذا استمر حجز الأموال.. ويدعو إلى تدخل ملزم

المجلس المركزي الفلسطيني يجتمع الشهر المقبل لبحث مستقبل العلاقة مع إسرائيل

عريقات يحذر من تدمير السلطة إذا استمر حجز الأموال.. ويدعو إلى تدخل ملزم
TT

عريقات يحذر من تدمير السلطة إذا استمر حجز الأموال.. ويدعو إلى تدخل ملزم

عريقات يحذر من تدمير السلطة إذا استمر حجز الأموال.. ويدعو إلى تدخل ملزم

طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات دول العالم باتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف احتجازها الأموال الفلسطينية، قائلا إن استمرار ذلك يهدد البنية التحتية الفلسطينية.
وأضاف عريقات للإذاعة الرسمية «استمرار احتجاز أموال المستحقات الضريبية الفلسطينية يهدف إلى تحقيق انهيار بالمدارس والمستشفيات والبنى التحتية الفلسطينية». وتابع «هذا ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إنه يريد أن يحتجز هذه الأموال سعيا لتدمير السلطة الفلسطينية وإبقاء الانقسام بين غزة والضفة الغربية».
ودعا عريقات المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بإصدار بيانات يحدد فيها النتائج المترتبة على الإجراءات الإسرائيلية، في إشارة إلى القلق الذي أبداه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية ما لم تتلق قريبا أموال الضرائب.
وكان كيري عبر عن قلقه إزاء قدرة السلطة الفلسطينية على العمل بالشكل المطلوب إذا لم تتسلم قريبا عائدات الضرائب التي حجبتها إسرائيل، مضيفا «نعمل جاهدين للحيلولة دون حدوث ذلك، وهذا هو السبب في تواصلنا مع أطراف أساسية للتعبير عن قلقنا، ونحاول أيضا العمل معا لإيجاد حل لهذا التحدي».
وحجزت إسرائيل لشهرين متتاليين أموال الضرائب الخاصة بالفلسطينيين والتي تناهز شهريا 100 مليون دولار، ردا على تحركات السلطة للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتخشى إسرائيل أن يعرض انضمام الفلسطينيين للمحكمة الجنائية قادتها لاحقا للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم في أراض فلسطينية.
ويخطط الفلسطينيون لتقديم ملفي الاستيطان والحرب الأخيرة على غزة إلى المحكمة بعد إتمام إجراءات الانضمام في الأول من أبريل (نيسان) المقبل، لطلب مقاضاة مسؤولين إسرائيليين لارتكابهم جرائم حرب باستمرار الاستيطان حتى اليوم، وباستهداف مدنيين في غزة.
ووضعت الخطوة الإسرائيلية، التي لا يعتقد أن تتراجع عنها إسرائيل قبل تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات العامة المقررة نهاية الشهر المقبل، الحكومة الفلسطينية في أزمة مالية خانقة، لم تتمكن معها من دفع كامل رواتب موظفيها عن الشهرين الماضيين، وراكمت الالتزامات المالية على كاهل الخزينة.
واضطرت الحكومة للاقتراض من البنوك من أجل دفع 60 في المائة من رواتب الموظفين، ولم تسدد كثيرا من الالتزامات الأخرى.
وحذر مسؤولون فلسطينيون مرارا من أن استمرار حجز الأموال قد يتسبب في انهيار السلطة فعلا. ويبحث المجلس المركزي في مارس (آذار) المقبل مستقبل السلطة الفلسطينية.
وأعلن سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، أن المجلس المركزي الفلسطيني سيعقد دورته الـ27 في الرابع والخامس من مارس المقبل في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله. وشدد الزعنون على أهمية انعقاد هذه الدورة في ظل التحديات والتطورات الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أن المجلس المركزي سيناقش العديد من القضايا المدرجة على جدول أعماله، من أبرزها متابعة التحرك السياسي المقبل، والتطورات الراهنة، وسبل مواجهة السياسات الإسرائيلية خاصة في مجال الاستيطان، والتهويد المستمر في مدينة القدس.
وأضاف الزعنون أن المجلس المركزي سيناقش آليات تذليل العقبات أمام استكمال تنفيذ المصالحة بما في ذلك التحضير للانتخابات العامة، وبحث ملف إعادة الإعمار في قطاع غزة، وتفعيل المقاومة الشعبية. وأكد الزعنون أن المجلس المركزي في دورته سيناقش تحديد طبيعة العلاقات مع إسرائيل في ضوء التطورات الراهنة في كل المجالات السياسية والأمنية الاقتصادية. وأضاف الزعنون أنه يجري الإعداد لتوجيه الدعوات لأعضاء المجلس لمركزي خلال يومين لحضور الدورة.
ويخطط الفلسطينيون للرد على إسرائيل بخطوات من بينها احتمال إلغاء اتفاقات معينة ووقف التنسيق الأمني. وحذر كيري من ذلك قائلا «إذا أوقفت السلطة الفلسطينية، أو كانت ستوقف التعاون الأمني، أو حتى قررت التوقف عن العمل نتيجة المأزق الاقتصادي، وهذا قد يحدث في المستقبل، إذا لم يحصلوا على عائدات إضافية، فسوف نواجه حينئذ أزمة أخرى».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».