فرح الزاهد: شغوفة بالأدوار الحزينة ودخولي الفن ليس مجاملة

الممثلة المصرية عدّت دورها في «الطاووس» بدايتها الحقيقية

الفنانة المصرية فرح الزاهد
الفنانة المصرية فرح الزاهد
TT

فرح الزاهد: شغوفة بالأدوار الحزينة ودخولي الفن ليس مجاملة

الفنانة المصرية فرح الزاهد
الفنانة المصرية فرح الزاهد

نفت الممثلة المصرية الشابة فرح الزاهد دخولها المجال الفني عبر «الواسطة» أو «المجاملات»، مشيرةً إلى أن المخرج المصري رؤوف عبد العزيز هو الذي اكتشفها، وأوضحت أن مشاركتها في مسلسل «حلوة الدنيا سكر» كان بمثابة دعم لشقيقتها هنا الزاهد. وقالت فرح في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن مشاركتها في مسلسل «الطاووس» تعد بدايتها الفنية الحقيقية، لا سيما أن العمل يناقش قضية مجتمعية مهمة في مصر.
في البداية، كشفت فرح عن كواليس دخولها مجال الفن، قائلة: «علمت أن مخرج مسلسل (الطاووس) رؤوف عبد العزيز يحتاج إلى وجه جديد، وبعد مقابلته تم التعاقد معي على الفور، وأنا فخورة لأنني من اكتشاف المخرج رؤوف عبد العزيز فهو مَن دفعني بشكل كبير إلى الأمام، وساعدني ووثق بي، ورغم قلة مشاهدي بالعمل، فإن دوري يعد محورياً ومتشعباً ومشاهدي كانت صعبة جداً». وقالت الزاهد إن «مسلسل (الطاووس) يقدم رسالة لتوعية الناس لذلك شعرتُ بالفخر عندما عُرض عليَّ العمل وسعدتُ به كثيراً، فهو يشبهني جداً، بعدما تعرضت للتحرش الجسدي واللفظي في صغري، وأعد العمل توعية للفتيات من التحرش ورسالة مهمة للشباب».
وترى فرح الزاهد أن المطالبات بوقف عرض المسلسل غير منطقية، فالعمل لم يتضمن ألفاظاً أو مشاهد خادشة للحياء، مضيفة: «حتى لا نكذب على أنفسنا، فإن قضية العمل تشبه قضية (فيرمونت) الشهيرة، ولكن ليس بشكل متطابق».
وكشفت الممثلة المصرية الشابة عن تعرضها للضرب الحقيقي في أحد المشاهد، وبقائها في المنزل لمدة أسبوع جراء ذلك، مشيرة إلى أن ردود الأفعال بشأن مشاهدها كانت إيجابية ومشجعة، لا سيما بعد تصدرها نسب المشاهدة والبحث بموقع «يوتيوب».
وأشارت إلى أنها لم تعرض مشاهدها على شقيقتها هنا والتي فوجئت بأدائها هي وزوجها الفنان أحمد فهمي، مؤكدة: «أفكر جيداً في تقديم عمل مشترك مع هنا، وسأعلن عنه عقب تعاقدي عليه».
وعن اتهامها بدخول مجال الفن بمساعدة شقيقتها تقول: «توقعت هذه الاتهامات بعد الإعلان عن بوستر (الطاووس)، رغم أن المسلسل بعيد كل البعد عن شقيقتي، والتعليقات التي وصلت إليّ أكدت أنني أستحق الوجود في العمل، هذا بخلاف الخبرات التي اكتسبتها من أجيال مختلفة في تجربتي الأولى، ويكفيني العمل أمام عباقرة التمثيل».
وعدت فرح تجربتها في مسلسل «حلوة الدنيا سكر» دعماً لشقيقتها هنا فقط، وليست بداية فعلية في مجال الفن، قائلة: «تجربتي الحقيقية في (الطاووس) أما مشاركتي في (حلوة الدنيا سكر) فلم تكن تجربة حقيقية، فأنا رفضت في البداية المشاركة معها حتى لا يقال إن أولى تجاربي بمشاركة شقيقتي ولكن الدور فرض عليّ المشاركة لوجود تشابه بيني وبينها في الشكل».
وذكرت أنها لن تعتمد على شكلها إطلاقاً في مشوارها الفني، رغم أهمية ذلك للممثل أو الممثلة، لكنه لا يدوم مثل التمثيل المتقن، فالوصول للناس بالموهبة هو الفيصل.
وأشارت الزاهد إلى شغفها بتقديم المشاهد الدرامية الصعبة، والأدوار الحزينة، التي تتضمن مساحات كبيرة لإظهار موهبة الفنان.



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».