تقارب «كلامي» بين أميركا والصين

توقعات باجتماع قريب حول مباحثات التجارة

أشارت مصادر صينية وأميركية إلى لقاء تجاري قريب بين البلدين (رويترز)
أشارت مصادر صينية وأميركية إلى لقاء تجاري قريب بين البلدين (رويترز)
TT

تقارب «كلامي» بين أميركا والصين

أشارت مصادر صينية وأميركية إلى لقاء تجاري قريب بين البلدين (رويترز)
أشارت مصادر صينية وأميركية إلى لقاء تجاري قريب بين البلدين (رويترز)

من المحتمل أن يقوم كبار مسؤولي التجارة من الصين والإدارة الأميركية الجديدة، بإجراء محادثاتهم الأولى قريبا، بحسب ما نقلته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الخميس عن مصدرين.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلا عن أحد المصدرين القول، إن الاجتماع «على مستوى كبار المسؤولين» قد يتم قريبا. وكانت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، قالت بالفعل في وقت سابق من الأسبوع الجاري إنها تتوقع التواصل مع المفاوضين التجاريين الصينيين.
وقالت تاي إنها تتوقع لقاء نظيرها الصيني قريباً، في أول إشارة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد للتحدث إلى بكين بشأن التوترات التجارية بشكل مباشر.
وقالت تاي، في حديثها أمام منتدى «فاينانشيال تايمز غلوبال بوردرووم»، وهو ندوة نظمتها الصحيفة البريطانية عبر الإنترنت، إنها لم تجر محادثات مع ليو هي، كبير المسؤولين التجاريين الصينيين، لكنها أشارت إلى أن الجانبين سيعقدان أول اجتماع لهما قريباً. وأضافت «لم ألتق بنظيري بعد. لكنني أتطلع لذلك، وأتوقعه على المدى القريب».
وفي هذا، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المسؤولين الأميركيين والصينيين عقدوا مؤخرا في ولاية ألاسكا اجتماعا رفيع المستوى حول بعض القضايا الاستراتيجية التي تهم البلدين، كما التقى جون كيري، المبعوث الأميركي للمناخ، بنظيره الصيني على هامش هذه اللقاءات.
غير أن الافتقار إلى الاتصال المباشر بشأن التجارة أثار مخاوف بين الشركات من كلا البلدين من أن مسار العلاقة الاقتصادية يمكن أن يستمر في التدهور في ظل إدارة بايدن، وبعد أربع سنوات من التقلبات الحادة خلال رئاسة سلفه الرئيس دونالد ترمب، على وصف «فاينانشيال تايمز».
من جانبها، قالت ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد سياسات مجتمع آسيا والمسؤولة التجارية الأميركية الكبيرة السابقة: «سيرحب مجتمع الأعمال وأصحاب المصلحة الآخرون باجتماع تاي وليو هي. وستكون علامة إيجابية للغاية؛ ولكن يجب على الجميع الحفاظ على توقعاتهم وأن تبقى تحت السيطرة، حيث إن ذلك سيكون الخطوة الأولى في علاقة مشحونة على الجانب التجاري».
وكانت تاي قد أكدت، في شهادتها أمام الكونغرس الشهر الماضي، أنها ستلتقي بليو «في الوقت المناسب». وأشارت إلى أنه بموجب الاتفاق التجاري الضيق للمرحلة الأولى الذي توصل إليه ترمب مع الصين في أوائل عام 2020، يُطلب من الجانبين إجراء محادثات كل ستة أشهر، ولكن لم يتم الوفاء بالمواعيد النهائية الأخيرة حتى الآن.
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تزيل بعض الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الواردات من الصين كجزء من الحرب التجارية، قالت تاي إن ذلك الأمر «يتوقف على نتائج المحادثات التي نجريها مع الصين» ومدى تقييم اتفاق المرحلة الأولى. كما أشارت إدارة بايدن في وقت سابق إلى أنها ليست في عجلة من أمرها لإزالة الرسوم الجمركية.
وكان هذا الاتفاق قد أوقف مؤقتاً حرباً تجارية متصاعدة بسرعة هزت الأسواق العالمية، وأدت إلى فرض رسوم جمركية بمليارات الدولارات على السلع المتداولة. وبموجب شروطه، وعدت الصين بتعزيز مشترياتها من فول الصويا ومنتجات الطاقة بشكل كبير من جانب الولايات المتحدة.
لكن في مقابل إشارات التقارب بين الجانبين، أدانت الصين بـ«شدة» الخميس بيانا صدر عن مجموعة الدول السبع اتّهم بكين بارتكاب انتهاكات حقوقية في شينجيانغ والتبت وهونغ كونغ، في ظل اتساع الهوة بين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم والديمقراطيات الغربية.
وحضّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع الصين على الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والوطني في أول لقاء مباشر بينهم منذ عامين جرى في لندن. وسارعت بكين بالرد، إذ نددت بدول المجموعة لتوجيهها «اتهامات لا أساس لها ضد الصين والتدخل علنا في شؤون الصين الداخلية»، وفق ما أفاد الناطق باسم الخارجية وانغ وينبين.
كما أعلنت الصين الخميس تعليق جزء من تعاونها الاقتصادي مع أستراليا وسط توتر عميق مع كانبيرا التي وصفت قرار بكين بـ«المخيب للآمال»، وكانت أعلنت الشهر الماضي أنها تريد إلغاء اتفاق بشأن مشروع «طريق الحرير» الصيني.
وقالت وكالة التخطيط الصينية النافذة في بيان، إن هذا الموقف الأسترالي «يهدف إلى تعطيل التبادلات الطبيعية والتعاون مع الصين، في عقلية حرب باردة وتمييز عقائدي». وقررت بكين تعليق «الحوار الاقتصادي الاستراتيجي الصيني الأسترالي» و«جميع الأنشطة» المتعلقة به إلى أجل غير مسمى، وفق البيان.
وقال وزير التجارة الأسترالي دان تيهان إن قرار بكين «مخيب للآمال»، مؤكدا في الوقت نفسه أن كانبيرا تبقى منفتحة على الحوار رغم الخلافات. وأضاف أن الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين وأستراليا الذي تم تجميده كان «منتدى مهما» للدولتين للعمل على مختلف القضايا. لكنه أوضح أنه لم تجر مثل هذه المناقشات منذ 2017.



وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».