5 علامات لا تتوقعها لجفاف الجسم

تزول بعد شرب الماء

5 علامات لا تتوقعها لجفاف الجسم
TT

5 علامات لا تتوقعها لجفاف الجسم

5 علامات لا تتوقعها لجفاف الجسم

يحدث الجفاف في الجسم عندما يفقد المرء سوائل أكثر مما يحصل عليها، وبالتالي لا يحتوي الجسم على كمية كافية من الماء لتحل محل هذه السوائل المفقودة.
وإضافة إلى الشعور بالعطش، وتدني كمية البول وزيادة غمق لونه الأصفر، وصعوبة البلع، والإمساك، والغثيان، والإعياء البدني، وزغللة الإبصار، فإن الجسم يرسل عدداً آخر من الأعراض والعلامات التحذيرية عند حصول الجفاف فيه. ومنها ما قد لا يتوقعه البعض، مثل:

1- علامات غير متوقعة
تغير رائحة الفم. يعمل اللعاب على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، على التخلص من جزيئات الطعام التي تتجمع على اللسان وبين الأسنان وعلى طول اللثة، بعد تناول الطعام. وإذا كان الفم جافاً، فإن تلك البقايا الصغيرة من الطعام تسمح للبكتيريا بالنمو، وتسبب رائحة الفم الكريهة، وهي إحدى علامات الجفاف.
وما يجدر أن يخطر على البال أولاً عن سبب رائحة الفم الكريهة، هو احتمال وجود حالة جفاف في الجسم. واللعاب يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا، لكن الجفاف يمكن أن يمنع الجسم من إفراز ما يكفي من اللعاب. ويقول جون هيجينز، أستاذ الطب بجامعة تكساس في هيوستن ورئيس قسم أمراض القلب في مستشفى ليندون جونسون العام في هيوستن: «إذا كنت لا تفرز ما يكفي من اللعاب، فيمكن أن يحدث فرط نمو جرثومي في الفم، وأحد الآثار الجانبية لذلك هو رائحة الفم الكريهة». وهي نفس الآلية التي تعطي رائحة نفس أول الصباح عند الاستيقاظ من النوم، لأن إنتاج اللعاب يتباطأ أثناء النوم، كما يشير أطباء مايوكلينك.

2- زيادة اشتهاء تناول الحلويات
أحد أقوى أسباب الرغبة في تناول السكريات والحلويات هو وجود حالة جفاف في الجسم. وتشير المصادر الطبية إلى أن «اشتهاء السكريات» Sugar Craving له عدة مسببات، كالتوتر النفسي والتعود على الإكثار من تناول السكريات واضطرابات الجهاز الهضمي، ولكن يظل الجفاف أقوى عامل يتسبب بإثارة الرغبة في تناول السكريات والحلويات.
وتفيد المصادر الطبية بأن في حالة الجفاف يحصل التباس على الجسم بين كل من: الرغبة في شرب الماء وتناول السكريات وآلام الجوع، ويغلب لدى البعض حينئذ توجه قوي في الجسم نحو الرغبة في تناول السكريات بدلاً من شرب الماء. وهو الأمر الذي لا يجد له الباحثون تفسيراً، ولكنهم يُشيرون إلى احتمال أن يكون ذلك بسبب تأثير الجفاف على المراكز العصبية في الدماغ ذات الصلة بالجوع والرغبة في تناول السكريات. بينما يشير آخرون إلى احتمال أن يكون الأمر ذا صلة باضطراب براعم التذوق للسكريات في اللسان عند وجود جفاف الجسم والفم. وهناك تفسير ثالث، وهو أنه مع نقص الماء في الجسم، يغدو من الصعب على الجسم استقلاب الغليكوجين (الغلوكوز المختزن) Metabolize Glycogenللحصول على الطاقة، لذلك تتوق أجسامنا إلى السكر لتزويدنا بمصدر سريع للطاقة، بينما احتياجنا الفعلي هو شرب المزيد من الماء.
ويقول البروفسور هيجينز: «عندما تكون مصاباً بالجفاف، قد يكون من الصعب على أعضاء مثل الكبد، الذي يستخدم الماء، إطلاق الغليكوجين (الغلوكوز المخزن) ومكونات أخرى من مخازن الطاقة لديك، لذلك يمكن بالفعل أن يحصل لديك الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتكون الرغبة الشديدة في تناول الحلويات أكثر شيوعاً، لأن جسمك قد يواجه صعوبة في تكسير الجليكوجين لإطلاق الجلوكوز في مجرى الدم لاستخدامه كوقود».

3- الصداع وآلام الظهر
الصداع. الجفاف هو سبب أساسي وشائع لأنواع عدة من الصداع. وحتى الجفاف الخفيف يمكن أن يسبب ما يُعرف بـ«صداع الجفاف»Dehydration Headache. وصداع الجفاف أحد أنواع «الصداع الثانوية» Secondary Headache، الناجم عن عدم توفر كميات كافية من الماء في الجسم.
وقد يثير الجفاف نوع صداع الشقيقة (الصداع النصفي) Migraine، الذي غالباً ما يكون صداعاً نابضاً ومن جانب واحد للرأس، مع غثيان وقيء وحساسية للضوء والصوت. كما قد يؤدي الجفاف أيضاً إلى صداع التوتر Tension Headache، وهو صداع يبدو وكأنه إحساس بالضيق أو الضغط في جميع أنحاء الرأس.
ويمكن أن يبدو «صداع الجفاف» وكأنه صداع ممل، ويمكن أن يحدث الألم الناتج عنه في الجزء الأمامي أو الخلفي أو الجانبي أو في جميع أنحاء الرأس. وعلى عكس صداع الجيوب الأنفية Sinus Headache، من المحتمل ألا يعاني الشخص الذي يعاني من صداع الجفاف من ألم أو ضغط في الوجه. كما أنه من غير المحتمل أيضاً أن يحدث الألم في مؤخرة العنق، كما قد يحدث مع صداع التوتر.
وهناك عدة تفسيرات طبية لعلاقة الجفاف بأنواع مختلفة من الصداع. وأحد التفسيرات لـ«صداع الجفاف» أن الجسم عندما يصاب بالجفاف، يمكن للدماغ أن ينكمش مؤقتاً أو يتقلص نتيجة فقدان السوائل، وكذلك الأوعية الدموية فيه. وهذه الآلية تجعل الدماغ يبتعد عن الأغشية المحيطة بالدماغ والتي تفصله عن عظام الجمجمة، مما يسبب الألم ويؤدي إلى صداع الجفاف. وبمجرد إعادة الترطيب، ينتفخ الدماغ ويعود إلى حالته الطبيعية، مما يخفف من الصداع.
ورغم أن العوامل المختلفة إلى جانب الجفاف يمكن أن تسبب الصداع، فإن شرب كوب كامل من الماء والاستمرار في شرب المزيد من السوائل خلال اليوم هو وسيلة سهلة لتخفيف الألم، إذا كان الجفاف هو السبب في الواقع.

4- آلام أسفل الظهر
أحد الأسباب الشائعة لآلم العضلات وآلام المفاصل، وخاصة في منطقة أسفل الظهر، هو جفاف الجسم عن الماء. كما أن الجفاف، حتى لو بدرجة بسيطة، يمكن أن يُفاقم آلام الظهر وآلام المفاصل والعضلات، ويجعلها أسوأ، لدى منْ هم بالأصل لديهم مشاكل في المفاصل أو في أسفل الظهر.
والعمود الفقري ليس فقط مكوناً من 24 فقرة عظمية Vertebrae Bone لحماية الحبل الشوكي Spinal Cord، ولكن هناك أيضاً أقراص الديسك Discs بين كل من الفقرات. ويمكن وصف هذه الأقراص كالوسائد بين الفقرات، وهي مكونة من إطار ليفي يُحيط بمواد شبيهة بالهلام الناعم. والماء يُشكل الجزء الأكبر فيها، أي أنها وسائد مائية تجعل حركات الفقرات أكثر سلاسة وراحة، وخاصة في منطقة أسفل الظهر. ولذلك عندما يحصل جفاف في الجسم، فإن هذه الأقراص تتأثر سريعاً، ويقل محتواها المائي، ويتقلص حجمها وتفقد مرونتها، وتصبح لا تعمل بكفاءة على تخفيف تأثير حركات العمود الفقري كما ينبغي. وبالتالي يمكن أن تكون السبب الجذري لآلام أسفل الظهر وأوسطه وأعلى الظهر وحتى الرقبة. كما أن هناك عدة مفاصل صغيرة تربط فيما بين عظام الفقرات نفسها، وتربطها بعظام الحوض، ومرونتها تتأثر بشكل واضح مع جفاف الجسم.
هذا ويشكل الماء نسبة 80 في المائة من كتلة عضلات الجسم. وجفاف الجسم حتى بدرجات بسيطة أو متوسطة، يتسبب بآلام العضلات. والجفاف بدرجات شديدة قد يتسبب بآلام تشنجات وتقلص العضلات. وهذه كلها عوامل تفاقم مشاكل آلام الظهر، أي في أقراص الديسك بين الفقرات العظمية، ومفاصل الفقرات العظمية، والعضلات المرتبطة بها.

5- المزاج المتقلب
تقلبات المزاج. وفي دراسة لباحثين من مختبر الأداء البشري بجامعة كونيتيكت، تم اختبار الحالة المزاجية والتركيز لنساء شربن كميات صحية من الماء في يوم من الأيام ثم لم يقمن بذلك خلال اليومين التاليين. وعند إصابتهن بالجفاف البسيط جراء ذلك، أبلغت النساء عن الشعور بالإرهاق وسوء المزاج والصداع وصعوبة التركيز. وفي اختبار منفصل، كان الرجال المصابون بجفاف بسيط يعانون أيضاً من التعب ومشاكل في المهام العقلية. ولكن عندما يتعلق الأمر بتغيرات الحالة المزاجية، كان توتر النساء أكثر بكثير من الرجال، وفقاً للدراسة. والواقع أن الماء يشكل 60 في المائة من وزن الدماغ، ولذا فإن الدماغ أحد أهم الأعضاء التي تحتاج إلى الترطيب، لأنه مركز التفكير والقدرات الذهنية الأخرى، ولأنه يرسل إشارات إلى باقي أجزاء الجسم من أجل القيام بالحركات والعمليات الأساسية. وتم إجراء دراسة حول علاقة الجفاف بقدرة قيادة السيارة، لمعرفة آثار الجفاف على وظائف الدماغ. وتبين أن السائقين الذين يعانون من الجفاف يُظهرون أنماط قيادة مشابهة لتلك التي تحت تأثير الكحول. وكان تغيير المسار غير الضروري وتأخر وقت رد الفعل في الكبح، مشكلتين فقط من بين المشاكل الرئيسية لحدوث الجفاف لدى السائق على الطريق. وهناك أيضاً مستوى من التعب العضلي الذي يصاحب الجفاف، والذي يمكن أن يكون بالغ الضرر على الطريق وفي العمل والحياة اليومية.
وأظهرت دراسات أخرى أن الجفاف يمكن أن يجعل شعور المرء بمستويات الألم أسوأ. وليس من الواضح سبب ذلك، ولكن عندما يصاب الدماغ بالجفاف، سيشعر الجسم بمستويات متزايدة من الألم في أشكال الصداع وآلام العضلات وآلام المفاصل وآلام الظهر وغيرها. لذلك إذا كان الشخص يتعامل مع الألم على أساس يومي ولا يرتبط بأي مشكلة صحية مباشرة، فقد يحتاج إلى زيادة مستويات الترطيب ليشهد انخفاضا في الألم.

درجات متفاوتة لجفاف الجسم

> مع تدني كمية السوائل في الجسم، تظهر عدة علامات للجفاف. وتختلف شدة هذه العلامات باختلاف درجة الجفاف الذي يُعاني الجسم منه، وسبب الجفاف، والحالة الصحية للمرء، ومقدار عمر الإنسان.
وتُقسّم الأوساط الطبية جفاف الجسم إلى ثلاثة درجات، هي:
- جفاف بسيط، يتسبب بفقدان ما بين 1 إلى 3 في المائة من وزن الجسم.
- جفاف متوسط، يتسبب بفقدان ما بين 4 إلى 6 في المائة من وزن الجسم.
- جفاف شديد، يتسبب بفقدان ما فوق 6 في المائة من وزن الجسم.
وهناك مؤشر آخر لجفاف الجسم بدرجة بسيطة، وهو نتيجة اختبار «زمن إعادة امتلاء الشعيرات الدموية» Capillary Refill Time. ويتم هذا الاختبار عن طريق الضغط على طرف الأصبع حتى يتحول إلى اللون الأبيض (مدة بضع دقائق)، ثم إزالة الضغط وملاحظة المدة اللازمة لعودة اللون الوردي الطبيعي له. والطبيعي في حالات الجفاف البسيط أن تكون تلك المدة أقل من 2 ثانية. وفي حالات الجفاف المتوسط تكون تلك المدة ما بين 2 إلى 4 ثوان.
وهناك أيضاً مؤشر ثالث لتقييم درجة الجفاف، وهو اختبار «ارتواء الجلد» Skin Turgor. ويتم بسحب جلد منطقة ظاهر اليد، ومراقبة مدى سهولة حصول ذلك والمدة الزمنية لعودته إلى وضعه الطبيعي. وفي حالات الجفاف البسيط يعود الجلد إلى وضعه الطبيعي خلال أقل من 2 ثانية لدى الشخص المتوسط في العمر. بينما في حالات الجفاف المتوسط، قد يستغرق ذلك 10 ثوان.


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر التمارين الرياضية على القلب؟

صحتك ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)

كيف تؤثر التمارين الرياضية على القلب؟

قد لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة بانتظام على تقوية القلب فحسب، بل قد تُعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته، وفقاً لبحث جديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تؤثر التمارين الرياضية على القلب؟

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)
TT

كيف تؤثر التمارين الرياضية على القلب؟

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته (بيكسباي)

قد لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة بانتظام على تقوية القلب فحسب، بل قد تُعيد برمجة الأعصاب التي تتحكم في نبضاته، وفقاً لبحث جديد.

ووفقاً لعلماء من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، قد يُساعد هذا الاكتشاف الأطباء في تحسين علاج حالات شائعة مثل اضطراب نظم القلب، وآلام الصدر، والذبحة الصدرية، ومتلازمة «انكسار القلب» المرتبطة بالتوتر.

ما وجدته الدراسة

ووجدت الدراسة، التي أُجريت على فئران تجارب خضعت لتدريب مكثف على مدى عشرة أسابيع، أن التمارين الرياضية المعتدلة لا تؤثر على نظام التحكم العصبي للقلب بشكل متساوٍ، بل تُحدث تغييرات متباينة ومتعاكسة في جانبي الجسم، وهو اختلاف لم يُلاحظ بشكل كبير حتى الآن، بحسب الباحثين.

أفاد علماء بأن تغييرات بسيطة في نمط الحياة قد تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الملايين.

وقال الدكتور أوغوستو كوبي، المؤلف الرئيسي للدراسة ومحاضر أول في علم التشريح البيطري بجامعة بريستول، في بيان: «يشير هذا الاكتشاف إلى نمط خفيّ سابقاً بين يمين ويسار القلب في نظام (الطيار الآلي) في الجسم، والذي يُساعد على تنظيم عمل القلب»، وفقاً لما ذكرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

أضاف كوبي: «قد يُساعد هذا في تفسير سبب فعالية بعض العلاجات على جانبٍ دون الآخر، وفي المستقبل، سيُمكّن الأطباء من توجيه العلاجات بدقةٍ وفعاليةٍ أكبر».

النتائج

بعد عشرة أسابيع من التمارين الهوائية، فحص الباحثون أعصاب التحكم في القلب لدى الحيوانات، ووجدوا اختلافات بين الجانبين الأيمن والأيسر لم تظهر لدى الفئران غير النشطة، وذلك وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة علم الأعصاب اللاإرادي في سبتمبر (أيلول).

في الجانب الأيمن، ازداد عدد الخلايا العصبية في مركز العصب المسؤول عن إرسال إشارات «زيادة السرعة» إلى القلب، مما يُشير إلى زيادة في عدد الوصلات العصبية. أما في الجانب الأيسر، فلم يرتفع عدد الخلايا العصبية بنفس القدر. بل على العكس، ازداد حجم الخلايا الموجودة بشكلٍ ملحوظ، مما يُشير إلى نوعٍ مختلف من التكيف.

أظهرت النتائج أن التمارين الرياضية تُعيد تشكيل نظام التحكم العصبي للقلب بطريقة خاصة بكل جانب، بدلاً من التأثير على كلا الجانبين بالتساوي، وفقاً لما ذكره الباحثون. إن فهم هذه العملية قد يساعد الأطباء على توجيه العلاجات بشكل أفضل، لا سيما للمرضى الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة أو الذين تستمر أعراضهم رغم تغيير نمط حياتهم.

شبّه الباحثون مجموعات الأعصاب، المعروفة بالعقد النجمية، بمفتاح تحكم دقيق في شدة تحفيز القلب. ويكتسب هذا التحكم الدقيق أهمية بالغة لأن فرط تحفيز هذه الأعصاب يرتبط بألم الصدر واضطرابات خطيرة في نظم القلب.

ولا تزال هذه النتائج في مراحلها الأولية وتستند إلى أبحاث على الحيوانات، لذا فهي لا تثبت حدوث التأثيرات نفسها لدى البشر. يلزم إجراء المزيد من الدراسات قبل أن تؤثر على رعاية المرضى.

يقول الباحثون إن الدراسات المستقبلية ستبحث فيما إذا كانت تغيرات عصبية مماثلة تحدث بين جانبي القلب الأيمن والأيسر لدى البشر، وما إذا كان من الممكن أن تساعد في تفسير سبب فعالية بعض علاجات القلب بشكل أفضل في جانب واحد من القلب مقارنةً بالجانب الآخر، مما قد يمهد الطريق لرعاية أكثر دقة وتخصيصاً لحالات الذبحة الصدرية واضطرابات نظم القلب.

أُجريت هذه الدراسة بالتعاون مع باحثين من جامعة كوليدج لندن، وجامعة ساو باولو، والجامعة الفيدرالية في ساو باولو بالبرازيل.


دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
TT

دراسة: المكسرات تقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة

المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)
المكسرات تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف (بيكسلز)

يُساعد استبدال حفنة من المكسرات المتنوعة بوجباتك الخفيفة المعتادة بين الوجبات الرئيسة على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والوجبات السريعة، وتحسين جودة نظامك الغذائي بشكل عام.

هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة «Nutrients». وجد الباحثون أن الشباب المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، والذين تناولوا المكسرات يومياً لمدة 16 أسبوعاً، أبلغوا عن انخفاض في الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، والمأكولات المالحة، وتناولوا المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين، وحققوا نتائج أفضل في مقياس جودة النظام الغذائي.

إليك ما تحتاج معرفته عن فوائد المكسرات لصحة التمثيل الغذائي، وفقاً لموقع «هيلث لاين»:

مكسرات مقابل الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات

قام فريق بحثي في ​​المركز الطبي بجامعة فاندربيلت الأميركية بتجنيد 84 مشاركاً (ذكوراً وإناثاً) تتراوح أعمارهم بين 22 و36 عاماً.

كان لدى جميع المشاركين عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتراكم الدهون في منطقة البطن، واضطراب مستويات الكولسترول، والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري.

للتأهل، كان على المشاركين الحفاظ على وزن ثابت لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم ضمن نطاق محدد.

تم استبعاد من يعانون من حساسية المكسرات، أو أمراض مزمنة كالسكري، أو عوامل نمط حياة معينة كالتدخين.

قبل بدء الجزء الرئيس من التجربة، خضع جميع المشاركين لفترة تمهيدية مدتها أسبوعان، تناولوا خلالها نظاماً غذائياً متوازناً يتضمن وجبات خفيفة نموذجية غنية بالكربوهيدرات، ولكن من دون مكسرات.

بعد ذلك، تم توزيع المشاركين عشوائياً على مجموعتين:

- مجموعة المكسرات: تناولت 33.5 غرام من مزيج اللوز النيئ غير المملح، والجوز، والبيكان، والمكاديميا، والبندق، والفستق، والكاجو مرتين يومياً.

- مجموعة الوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات: تناولت وجبات خفيفة، مثل البسكويت المملح، أو ألواح الجرانولا مرتين يومياً.

كانت الوجبات الخفيفة من كلا النوعين متقاربة في السعرات الحرارية، والبروتين، والألياف، والصوديوم، وتم تناولها بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً.

اجتمع المشاركون مع أخصائيي تغذية معتمدين كل أسبوعين، لتلقي الاستشارات، وتناول وجباتهم الخفيفة المُقسّمة مسبقاً.

استمرت الدراسة 16 أسبوعاً، قام خلالها الباحثون بقياس الرغبة الشديدة في تناول الطعام، والكمية اليومية المتناولة من الطعام، وجودة النظام الغذائي بشكل عام في بداية الدراسة ونهايتها. كما قاموا بجمع عينات دم لتحليل الهرمونات المرتبطة بالشهية.

تناول المكسرات قلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات

مع نهاية الدراسة، أظهرت المجموعة التي تناولت المكسرات باعتبار أنها وجبات خفيفة تغيرات ملحوظة في عاداتها الغذائية، ورغباتها.

أفاد المشاركون الذين تناولوا المكسرات بما يلي:

انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات السريعة: انخفضت مستويات الرغبة الشديدة في تناول أصناف مثل الكعك، وحلوى البراونيز، والدونات، والآيس كريم، ورقائق البطاطس، والبيتزا. على سبيل المثال، انخفضت الرغبة الشديدة في تناول البراونيز بمقدار نصف نقطة تقريباً على مقياس من خمس نقاط، وانخفضت الرغبة الشديدة في تناول الكعك بأكثر من 0.6 نقطة.

انخفاض تفضيل المذاق الحلو: أفاد أشخاص أقل بنسبة 12 في المائة ضمن أفراد المجموعة التي تناولت المكسرات بأنهم يفضلون النكهات الحلوة مقارنةً ببداية الدراسة.

انخفاض تناول الوجبات الخفيفة السكرية والمالحة: انخفض معدل تناول الحلويات المجمدة، والوجبات الخفيفة المالحة.

تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين: في المتوسط، زاد المشاركون حصصهم اليومية من الأطعمة البروتينية، وخاصةً من المأكولات البحرية، والمصادر النباتية، بأكثر من أربع حصص.

ارتبط ذلك بتغيرات في بعض الهرمونات المسؤولة عن الشهية.

في المجموعة التي تناولت المكسرات، ارتفعت مستويات هرمون GLP-1 -وهو هرمون يُساعد على تنظيم الشهية- وارتبط هذا الارتفاع بانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكعك والحلوى والآيس كريم.

كيف تُساعد المكسرات في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات؟

أشارت كيزيا جوي، أخصائية تغذية مُسجلة، إلى أن استبدال المكسرات بالوجبات الخفيفة الغنية بالكربوهيدرات يُمكن أن يُساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات، وذلك بفضل العناصر الغذائية المتوازنة الموجودة في المكسرات. لم تُشارك جوي في الدراسة الجديدة.

تحتوي المكسرات على نسبة عالية من الدهون والبروتين والألياف.

وقالت لموقع «هيلث لاين»: «يُؤدي الهضم البطيء لهذه العناصر الغذائية إلى استقرار مستوى السكر في الدم، ويُعزز الشعور بالشبع لفترات أطول».

وأضافت جوي أن تناول المكسرات يُساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.

وشرحت: «يرتبط استقرار مستوى السكر في الدم بانخفاض أو انعدام تقلبات مستوى الجلوكوز في الدم (الارتفاعات والانخفاضات)، وكلما قلّت هذه التقلبات، قلّ احتمال إرسال الجسم إشارات الحاجة المُلحة للطاقة عبر الجوع، أو الرغبة الشديدة في تناول الحلويات».

واختتمت جوي حديثها بالقول إن مضغ المكسرات يتطلب أيضاً وقتاً وجهداً أكبر مقارنةً بالأطعمة الأخرى.

وأضافت: «إن هذا الوقت الإضافي، إلى جانب توفير شعور أكبر بالشبع، يساهمان في تعزيز الرضا بعد تناول الطعام، ويدعمان تنظيم الشهية على المدى الطويل».


هل يُسبب شرب القهوة الانتفاخ؟

شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
TT

هل يُسبب شرب القهوة الانتفاخ؟

شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)

يلجأ الكثير من الأشخاص في الصباح إلى فنجان من القهوة للشعور بالنشاط، والتمكن من بدء أعمالهم، ومهامهم اليومية.

يُمكن أن يزيد شرب القهوة من إفراز حمض المعدة، مما يُسرّع عمل الجهاز الهضمي. قد يُعاني بعض الأشخاص من الغازات، أو عدم الراحة في البطن نتيجةً لذلك، كما تسبب القهوة بطبيعة الحال الشعور بالانتفاخ.

لماذا تُسبب القهوة الانتفاخ؟

لا شيء يُضاهي متعة احتساء فنجان قهوة ساخناً ولذيذاً في الصباح. فهي تُقدم فوائد صحية عديدة، مثل تقليل الالتهابات، وتعزيز عملية الأيض، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. مع ذلك، يُصاحب الكافيين الصباحي لدى البعض انتفاخ مزعج يجعلهم يُفكرون مرتين قبل طلب فنجان ثانٍ.

يُمكن أن يُسبب شرب القهوة الانتفاخ لأسباب مُتعددة. فالقهوة مشروب حمضي بطبيعته، وشربها يُمكن أن يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة. هذا التغيير في الحموضة يُمكن أن يُهيج بطانة المعدة، ويُحفز الجسم على إنتاج المزيد من الغازات. عندما تتراكم الغازات، يشعر الشخص بامتلاء المعدة، أو انتفاخها.

بالطبع، لا تؤثر القهوة بنفس الطريقة على جميع الأشخاص. فبعضهم أكثر حساسية من غيرهم. كما أن خيارات نمط الحياة قد تلعب دوراً في تأثير القهوة على الجهاز الهضمي. على سبيل المثال، قد يؤدي شرب القهوة على معدة فارغة إلى تفاقم الأعراض المحتملة؛ لعدم وجود طعام في الجسم يُساعد على تخفيف الحموضة.

عوامل أخرى مُساهمة

أحياناً، لا تكون القهوة هي السبب الوحيد للانتفاخ. تشمل العوامل الأخرى التي قد تؤثر عليك ما يلي:

الحليب: يُضيف الكثيرون الحليب أو الكريمة إلى قهوتهم. مع ذلك، قد يُعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية من اللاكتوز أو منتجات الألبان من عدم الراحة. إذا لم تتمكن من هضم اللاكتوز (سكر الحليب)، حتى الكمية الصغيرة منه، فإن ذلك يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل الغازات، والانتفاخ، وتقلصات المعدة.

المُحليات الاصطناعية: من الشائع أن يلجأ الكثيرون إلى بدائل خالية من السكر عند تحضير فنجان من القهوة. مع ذلك، تُشير الأبحاث إلى أن هذه المُحليات قد يصعب هضمها، وتُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ.

طريقة شرب القهوة: يُؤدي تناول القهوة بسرعة كبيرة، أو على معدة فارغة إلى اضطراب عملية الهضم. لذا، يُمكن أن يُحدث التمهل في تناول القهوة والانتباه إلى كمية القهوة المُتناولة فرقاً كبيراً في الوقاية من انتفاخ القهوة.

أعراض انتفاخ القهوة

تختلف طريقة حدوث انتفاخ القهوة من شخص لآخر. فبينما يصفه معظم الناس بأنه شعور بعدم الراحة، فقد تختلف تجاربهم بناءً على أعراضهم.

تشمل أعراض انتفاخ القهوة على سبيل المثال لا الحصر:

الشعور بالامتلاء: قد تشعر بامتلاء معدتك، حتى لو لم تتناول الكثير من الأطعمة الصلبة، أو لم تتناول أي طعام على الإطلاق.

الشعور بالضيق: قد يُسبب انتفاخ القهوة شعوراً بالتمدد أو الضيق في منطقة البطن. وقد تشعر أيضاً بضغط في معدتك يُؤدي إلى تمددها.

قرقرة المعدة أو هديرها: قد تلاحظ قرقرة في معدتك أثناء محاولتها هضم القهوة، وأي أطعمة أخرى تناولتها.

انتفاخ البطن (إخراج الغازات): قد يؤدي شرب القهوة إلى زيادة الغازات، مما قد ينتج عنه المزيد من التجشؤ، والانتفاخ.

تقلصات المعدة: قد تعاني من تقلصات في المعدة نتيجة احتباس الغازات في جهازك الهضمي.

حاجة ملحة لدخول الحمام: يشعر الكثيرون بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام بعد رشفة واحدة من القهوة. هذه الحاجة الملحة لدخول الحمام قد تساهم في الشعور بعدم الراحة في الجهاز الهضمي.

من المهم الانتباه إلى كيفية استجابة جسمك للقهوة، وإجراء التعديلات اللازمة.