غارات إسرائيلية قرب «حميميم» وروسيا تتجنب التعليق

دمشق تتحدث عن قتلى مدنيين «في مصنع بلاستيك» باللاذقية

سوريون في موقع باللاذقية تعرض لقصف إسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء (أ.ف.ب)
سوريون في موقع باللاذقية تعرض لقصف إسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية قرب «حميميم» وروسيا تتجنب التعليق

سوريون في موقع باللاذقية تعرض لقصف إسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء (أ.ف.ب)
سوريون في موقع باللاذقية تعرض لقصف إسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء (أ.ف.ب)

التزمت موسكو الصمت أمس، حيال الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع على الساحل الغربي لمدينة اللاذقية قرب قاعدة «حميميم» الجوية الروسية. ولم يصدر خلال ساعات النهار أمس، أي تعليق على المستويين العسكري أو الدبلوماسي الروسي على التطور النادر من نوعه؛ لأن إسرائيل لم يسبق أن استهدفت مواقع تقع في محيط القاعدة الروسية.
وفي مقابل الصمت الرسمي، نقلت وسائل الإعلام الروسية بيانات الجيش السوري وبثت صور فيديو أظهرت المواقع المستهدفة. وبرزت تعليقات بعض المحللين في وسائل إعلام روسية، أشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي «أبلغ بالتأكيد الطرف الروسي بموعد الضربات والمواقع المستهدفة». وقد يفسر هذا عدم تعليق موسكو، لكن الجانب الروسي كان أعلن في وقت سابق عن قلق بسبب عدم قيام الإسرائيليين بإبلاغ العسكريين الروس «قبل وقت كافٍ». وفي غارات سابقة تلقت موسكو معلومات من الجانب الإسرائيلي قبل دقائق معدودة من وقوع الغارة.
وكان الجيش السوري أعلن، أن الدفاعات الجوية أسقطت صواريخ إسرائيلية عدة خلال غارات قبل الفجر على مدينة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط. وأفاد البيان العسكري، بأن الضربات الجوية أصابت مناطق عدة على طول الساحل الجنوبي الغربي من اللاذقية. وقُتل مدني وأصيب ستة في إحدى الضربات التي قال الجيش إنها استهدفت مصنعاً مدنياً للبلاستيك في اللاذقية. وقال البيان «تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها».
وذكرت وسائل إعلام في وقت سابق، أن الهجوم الإسرائيلي أصاب كذلك بلدة الحفة شرقي اللاذقية ومصياف في محافظة حماة.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف طال مواقع عسكرية لقوات النظام والمجموعات الموالية لإيران في المنطقتين، مستهدفاً مستودعات أسلحة وذخائر. وتسبب في إصابة 14 مقاتلاً، لم يُعرف ما إذا كانوا موالين لدمشق أو طهران، إلى جانب الجرحى المدنيين.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول القصف.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صوراً تظهر فتاة صغيرة ممددة على سرير داخل مشفى بينما يعاين أطباء إصابتها وآثار دماء عليها. ويبدو في صورة أخرى رجل مسن ممدد على سرير بينما قناع أكسجين مثبت على وجهه.
وفي صور أخرى، تظهر فجوة كبيرة أحدثها القصف في جدار مطبخ، وثياب مكومة على الأرض، بينما تغطي حجارة صغيرة وغبار سريراً.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري قرب حدودها.
وكانت إسرائيل صعدت في الأشهر الأخيرة ضد أهداف مرتبطة بإيران داخل سوريا. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر لمخابرات غربية إن الضربات تستهدف بشكل أساسي مراكز أبحاث لتطوير الأسلحة ومستودعات ذخيرة وقوافل عسكرية تنقل صواريخ من سوريا إلى لبنان.
ولم تعترف دمشق قط بأن إسرائيل تهاجم أهدافاً مرتبطة بإيران، وأكدت أكثر من مرة أن إيران ليس لها سوى مستشارين عسكريين في البلاد.
وأرسلت إسرائيل مندوبين بارزين إلى واشنطن الأسبوع الماضي لبحث مسألة إيران مع الجانب الأميركي. وقال البيت الأبيض، إن المسؤولين اتفقوا على «التهديد الكبير» الذي يمثله سلوك إيران الإقليمي.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.