الهند تستعين بالأطباء المتدربين لمكافحة أكبر تفشٍ لـ«كورونا» في العالم

إجراء مسحة لأحد الأشخاص في الهند (أ.ف.ب)
إجراء مسحة لأحد الأشخاص في الهند (أ.ف.ب)
TT

الهند تستعين بالأطباء المتدربين لمكافحة أكبر تفشٍ لـ«كورونا» في العالم

إجراء مسحة لأحد الأشخاص في الهند (أ.ف.ب)
إجراء مسحة لأحد الأشخاص في الهند (أ.ف.ب)

أرجأت الهند، اليوم (الاثنين)، امتحانات الأطباء المتدربين والممرضين لتفسح المجال للاستعانة بهم في مكافحة أكبر تفش في العالم لفيروس كورونا المستجد، في ظل معاناة النظام الصحي تحت وطأة أفواج الحالات الجديدة ونفاد الأسرة وأسطوانات الأكسجين من المستشفيات، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وارتفع العدد الإجمالي للإصابات في الهند ليقارب 20 مليوناً، الاثنين، بعد تسجيل أكثر من 300 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا لليوم الثاني عشر على التوالي.
ويقول خبراء في مجال الطب إن الأعداد الحقيقية في البلد البالغ عدد سكانه 1.35 مليار نسمة قد تكون أعلى من الحصيلة الرسمية بخمسة أو عشرة أضعاف.
وامتلأت المستشفيات عن آخرها، وتضاءل مخزون الأكسجين، وتجاوز الوضع الطاقة الاستيعابية للمشارح ومحارق الجثث، وفي كثير من الأحيان والأماكن، بدأت مجموعات من المتطوعين تقديم المساعدة والإنقاذ.
وخارج معبد للسيخ في العاصمة نيودلهي، يقدم متطوعون الأكسجين لمرضى يرقدون على مقاعد داخل خيام مؤقتة من أسطوانة ضخمة ويستقبلون مريضاً جديداً كل 20 دقيقة تقريباً.
ومع تسجيل 368 ألفاً و147 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ الإجمالي 19.93 مليون في حين وصل العدد الكلي للوفيات إلى 218 ألفاً و959 بعد أن جرى أيضاً تسجيل 3417 وفاة جديدة ناجمة عن الفيروس، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الهندية.
وعدد من يعالجون حالياً من المرض يبلغ على الأقل ثلاثة ملايين و400 ألف مريض.
ومما قدم بصيصاً من أمل لانفراج الأزمة في الهند، قالت وزارة الصحة إن عدد الحالات الإيجابية بالنسبة لعدد الفحوص قل اليوم الاثنين للمرة الأولى منذ 15 أبريل (نيسان).
ويظهر نموذج صممه فريق مستشارين حكومي أن انتشار الفيروس قد يصل لذروته بحلول يوم الأربعاء، وهو ما يسبق بأيام قليلة تقديرات سابقة بما يعني أن الفيروس انتشر أسرع من المتوقع.
وفرضت 11 ولاية على الأقل شكلاً من أشكال القيود لمحاولة كبح انتشار العدوى، لكن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مترددة في فرض عزل عام على مستوى البلاد خشية التداعيات الاقتصادية.
ومع اقتراب المنشآت الطبية من نقطة الانهيار، قالت الحكومة، في بيان، إنها أجلت اختباراً للأطباء والممرضين للسماح لبعضهم بالانضمام لفرق مكافحة المرض.
ووقع زعماء 13 حزباً معارضاً، أمس (الأحد)، رسالة تحث مودي على تدشين حملة تطعيم وطنية بالمجان على الفور، وإعطاء الأولوية لإمداد المستشفيات ومراكز الصحة بالأكسجين.
وأرجأت عدة ولايات توسيع نطاق حملة تطعيم البالغين التي كان من المقرر أن تبدأ يوم السبت، وذلك بسبب نقص اللقاحات، وتقول وزارة الصحة إن لدى الولايات عشرة ملايين جرعة، وإن مليوني جرعة أخرى ستورد خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
ورغم أنها أكبر منتج للقاحات في العالم، ليس لدى الهند ما يكفي لتحصين سكانها مما يقوض خطة لتكثيف وتوسيع برنامج التطعيم اعتباراً من يوم السبت، وحصل حوالي تسعة في المائة من السكان فقط على جرعة واحدة من لقاح «كورونا».
وتتدفق المساعدات الدولية على البلاد، وقالت الحكومة البريطانية، أمس، إنها سترسل ألف جهاز تنفس صناعي إلى الهند.
ووصلت السلالة الهندية الآن إلى 17 دولة على الأقل، من بينها بريطانيا وسويسرا وإيران، مما دفع العديد من الحكومات إلى إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من الهند.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».