إخماد حريق في أحد أكبر الأبراج السكنية في دبي

لا إصابات والشرطة تؤكد عدم وجود شبهة جنائية

صورة للنيران مشتعلة في برج التورش قدمتها واحدة من سكان الأبراج المجاورة (أ.ب)
صورة للنيران مشتعلة في برج التورش قدمتها واحدة من سكان الأبراج المجاورة (أ.ب)
TT

إخماد حريق في أحد أكبر الأبراج السكنية في دبي

صورة للنيران مشتعلة في برج التورش قدمتها واحدة من سكان الأبراج المجاورة (أ.ب)
صورة للنيران مشتعلة في برج التورش قدمتها واحدة من سكان الأبراج المجاورة (أ.ب)

تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد حريق اندلع ليل الجمعة السبت في القسم العلوي من إحدى أعلى ناطحات السحاب في دبي تعرف باسم «تورش».
وقالت إدارة الدفاع المدني في دبي في بيان نشر في وسائل إعلام إماراتية إن «الحريق اندلع في شقة بالطابق الواحد والخمسين (...) وامتدت النيران على واجهة البرج بفعل الرياح» إلى الطوابق العليا من المبنى الذي يتألف من 79 طابقا ويبلغ ارتفاعه 336.1 مترا.
وأضافت أنه «تم إخلاء جميع سكان البرج إلى أماكن بعيدة عن خطر الحريق دون وقوع إصابات بليغة سوى سبع حالات اختناق بسيطة تمت معالجتها في موقع الحادث». وأوضح البيان أن «ما يقرب من مائة ضابط وصف ضابط ورجل إطفاء وسائق» شاركوا في عمليات إخماد الحريق الذي لم تحدد أسبابه بعد. وأظهرت صورة نشرها هواة على مواقع التواصل الاجتماعي كتلا من الدخان تتصاعد من الطوابق العليا للبرج وسقوط أنقاض على الأرض في حين عملت الرياح على زيادة قوة الحريق. وتسبب الحريق بأضرار في المباني الفخمة وبإجلاء مئات الأشخاص من المباني المجاورة في حي دبي مارينا. وقال مهدي أنصاري أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحريق اندلع عند الساعة الثانية صباحا (22.00 تغ). وأضاف: «رأيت اندلاع حريق وأن أجزاء من المبنى بدأت تنهار. على الفور أخرجت زوجتي وطفلنا» وأنه نقل معه «الأغراض المهمة».
وأوضح: «عندما استخدمنا السلالم للنزول كان الدخان في كل مكان واشتدت كثافته وانطفأت الأضواء وأصيب أشخاص بالهلع». وتشتهر إمارة دبي بأبراجها العالية.
وبدأت فرق الدفاع المدني برفع الأنقاض بعد أن تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق ومنعه من الانتشار إلى المباني المجاورة.
وأشاد أنصاري، المقيم في الطابق الـ27 من البرج بعمل رجال الإطفاء. وقال المهندس البالغ من العمر 30 عاما: «كان الحريق ضخما والرياح جعلت الأمور أكثر صعوبة. وخرج الحريق عن السيطرة».
وأضاف: «اضطر أشخاص إلى النزول على السلالم 50 طابقا».
وقد أعلنت شرطة دبي أن «التحقيقات الأولية ومعاينة الخبراء لحريق برج الشعلة (ذا تورش) انتهت إلى عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث». وقال القائد العام للشرطة اللواء خميس المزينة إن الحادث لم يسفر عن وفيات، وسجلت فرق الإسعاف إصابات محدودة تم علاجها في موقع الحادث.
ولفت إلى أن الحادث لم تنجم عنه أضرار جسيمة، مشيرا إلى أن إدارات الشرطة أجرت تحقيقات في موقع الحريق، وسيتم إصدار تقرير بأسبابه. وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني في دبي أخمدت الحريق في زمن قياسي، ووجدت فرق الإسعاف والأجهزة الحكومية المختلفة في موقع الحادث للتعامل مع أية مستجدات. وروى بول فينر وهو ساكن في برج مجاور أن عددا كبيرا من سكان المنطقة اضطروا لمغادرة مقار سكنهم، خوفا من انتقال النيران لأبراج مجاورة، وسرعان ما عادوا إليها عقب إخماد الحريق خلال 3 ساعات تقريبا. وذكر أن اشتعال النيران في الواجهة البلاستيكية للمبنى، تسبب في سقوط كتل من اللهب من ارتفاعات عالية، مما هدد سلامة السكان في الأسفل.
من جانبه، قال خليفة بن دراي مدير إسعاف دبي أن الحريق أسفر عن إصابات بسيطة تم علاجها في موقع الحادث. وفي عام 2012، اندلع حريق كبير في برج تمويل المؤلف من 34 طابقا تسبب به عقب سيجارة رمي في إحدى سلال القمامة.
وفي أبوظبي قضى 10 عمال أجانب في حريق اندلع الجمعة في مستودع كانوا يقيمون فيه وفقا للإعلام. وأصيب 8 أشخاص على الأقل في الحريق الذي أتى على مبنى من طابقين وفقا لصحيفة «غالف دايلي نيوز» وأوقف صاحب المبنى.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».