تقرير: بعض ردود الفعل المرتبطة بلقاحات «كورونا» سببها القلق

ممرضة تعطي جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لسيدة في بولندا (إ.ب.أ)
ممرضة تعطي جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لسيدة في بولندا (إ.ب.أ)
TT
20

تقرير: بعض ردود الفعل المرتبطة بلقاحات «كورونا» سببها القلق

ممرضة تعطي جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لسيدة في بولندا (إ.ب.أ)
ممرضة تعطي جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لسيدة في بولندا (إ.ب.أ)

وجد تقرير جديد صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن بعض التفاعلات المرتبطة بلقاحات «كورونا»، بما في ذلك الإغماء والدوخة والغثيان، سببها القلق، وليس اللقاح نفسه، بحسب شبكة «إيه بي سي نيوز».
ونظر التقرير في الحالات التي تم إبلاغ مراكز السيطرة على الأمراض عنها لدى عشرات الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح «جونسون آند جونسون» في 5 مواقع تطعيم جماعية في أوائل أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن تطالب وكالات الصحة الفيدرالية بوقف مؤقت للقاح، بعد أن أصيب 6 أشخاص في الولايات المتحدة باضطراب نادر يرتبط بتجلط الدم.
ومن بين 8 آلاف و624 شخصاً تلقوا جرعة «جونسون آند جونسون» في الفترة من 7 إلى 9 أبريل (نيسان) في المواقع الخمسة، عانى 64 من ردود أفعال مرتبطة بالقلق، ولم يتم اعتبار أي منها خطيرة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض. وأبلغ أكثر من نصفهم بقليل عن وجع في الرأس أو دوار، وكان التعرق المفرط ثاني أكثر الأعراض شيوعاً، يليه الإغماء والغثيان أو القيء وانخفاض ضغط الدم.
وكانت الغالبية (61 في المائة) من النساء، وكان متوسط العمر 36 عاماً، كما أخبر 20 في المائة من المرضى موظفي مواقع التطعيم أن لديهم تاريخاً من الإغماء المرتبط بتلقي الحقن أو النفور من الإبر.
وتمت معالجة معظم الأعراض في غضون 15 دقيقة بعناية، عبر تناول الطعام وشرب الماء أو الاستلقاء، بينما تم نقل 20 في المائة من المرضى إلى المستشفى لمزيد من التقييم. وأوقفت 4 من المواقع التطعيم مؤقتاً للتحقيق في ردود الفعل.
وقال معدو التقرير: «زيادة الوعي بالأحداث المتعلقة بالقلق والتوتر في أثناء التطعيم ستمكن الموظفين الصحيين من اتخاذ قرار مستنير بشأن استمرار العملية أو إيقافها».
ونظر التقرير فقط في ردود الفعل المرتبطة بالقلق بعد الحصول على لقاح «جونسون آند جونسون»، على الرغم من أنه أشار إلى أن «الأحداث المرتبطة بالقلق يمكن أن تحدث بعد أي لقاح».
وقالت الدكتورة جوي جيرو: «أعتقد أن هناك كثيراً من سوء الفهم حول اللقاحات. وبصراحة تامة، الأدوية أيضاً، والطريقة التي تؤثر بها على أجسامنا».
وعند مراجعة أحداث الإغماء بعد تلقي لقاح «جونسون آند جونسون»، وجدت مراكز السيطرة على الأمراض أن هناك 8.2 حالة لكل 100 ألف جرعة. وبالمقارنة، فإن المعدل المبلغ عنه للإغماء بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا خلال (2019-2020) كان 0.05 فقط لكل 100 ألف جرعة.
وبالنسبة للدكتورة تارا سيل، من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، فقد يعني ذلك أن لقاح «كورونا» يكشف عن مزيد من الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الإبرة واللقاحات.
وقالت سيل إن الناس قد يكونون أيضاً متوترين بشأن الحصول على لقاح «كورونا» بالذات لأنه جديد، أو يشعرون بالإرهاق بسبب تأثير الوباء.
وتابعت: «لقاح الإنفلونزا طبيعي جداً، والناس يعرفونه جيداً، لذا لا يبدو لهم أنه شيء بالغ الأهمية». وأشارت الطبيبة إلى أن التقرير يوضح مدى دقة مراقبة تطعيمات «كورونا» للتأكد من سلامتها.
وأضافت: «حدث هذا في أوائل أبريل (نيسان)، ولم نصل إلى مايو (أيار) ولدينا إجابة واضحة عما كان يحدث هنا».

*التقليل من القلق
وبالنسبة للأشخاص الذين قد يكونون عرضة للقلق عند أخذ الحقن، فإن ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء قبل الحصول على التطعيم قد تكون أموراً «مفيدة للغاية»، كما قال الدكتور جيفري جيلر، رئيس الجمعية الأميركية للطب النفسي، لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وقالت جيرو بدورها إن الحد من تناول الكافيين، وشرب المياه، وتناول الطعام بشكل جيد، تعتبر ممارسات تساعد الأشخاص الذين يعانون من القلق.
وأشارت إلى إنه بمجرد وصولك إلى مكان التطعيم، قد يكون من المفيد تشتيت انتباهك، مثل الاستماع إلى الموسيقى في أثناء الانتظار في الطابور.


مقالات ذات صلة

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مضغ مادة صلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية في الدماغ (رويترز)

يحسّن الذاكرة... تأثير مفاجئ لمضغ الخشب على الدماغ

قالت دراسة جديدة إن مضغ مادة صلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية في الدماغ البشري، مما قد يحسِّن بدوره ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك أكدت عدة دراسات على التأثير السلبي للإفراط في استخدام الشاشات على الصحة (رويترز)

الإفراط في استخدام الهاتف قد يصيب هذه الفئة العمرية بالهوس

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 و11 عاماً والذين يفرطون في استخدام الهاتف والشاشات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض الهوس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فصيلة الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة (رويترز)

فصيلة دمك قد تزيد من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية قبل الستين

كشفت دراسة جديدة عن أن فصيلة الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل سن الستين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.