مصر تحتفي بمحمد الكحلاوي «شيخ المداحين»

عائلة الفنان الراحل تُهدي وزارة الثقافة «بعض مقتنياته»

الكحلاوي (الابن) يُهدي بعض مقتنيات والده إلى وزارة الثقافة
الكحلاوي (الابن) يُهدي بعض مقتنيات والده إلى وزارة الثقافة
TT

مصر تحتفي بمحمد الكحلاوي «شيخ المداحين»

الكحلاوي (الابن) يُهدي بعض مقتنيات والده إلى وزارة الثقافة
الكحلاوي (الابن) يُهدي بعض مقتنيات والده إلى وزارة الثقافة

بإطلالته الشهيرة بالعباءة والمسبحة؛ ظهر المُنشد المصري الراحل محمد الكحلاوي لسنوات طويلة مردداً أشهر أغنياته «عليك سلام الله»، و«لاجل النبي»، و«يا قلبي صلي على النبي»، و«خليك مع الله»، و«نور النبي»، و«حب الرسول يابا»، التي تنتمي لفن المديح النبوي، والتي لطالما تغنّى بها «شيخ المداحين» ورددتها ألسنة الشعوب العربية من خلفه، خصوصاً في شهر رمضان، تعظيماً لله وحباً لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وتكريما للكحلاوي (1912م - 1982م)، واحتفاءً بإبداعه الفني؛ كرمت وزارة الثقافة المصرية، ممثلةً في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، اسم الراحل أخيراً، ضمن برنامج احتفاء مصر وتكريمها للرواد الذين أثْروا الحياة الفنية بأعمالهم الإبداعية الخالدة.
وشهد حفل تكريم اسم الكحلاوي إهداء درع تكريم وشهادة تقدير لنجله، تقديراً لمشوار والده الفني. وبدوره؛ قام الكحلاوي (الابن) بإهداء بعض مقتنيـــــات والــــــده إلى وزارة الثقافة، لتنضم إلى كنوز متحف المركز القومي للمسرح والموســـيقى والفنون الشعبية، منها آخر عباءة ارتداها الفنان الراحل، ومسبحة ظل يســــــــبح عليها طوال 40 عاماً، وكارنيه عضوية نقابـــــة الموسيقيين، حيث يعد الكحلاوي أول نقيب للموســـــيقيين في مصر.
عن الاحتفاء بـ«شيخ المداحين»، يقول نجله الدكتور أحمد محمد الكحلاوي: «هذا التكريم أعده مناسبة سعيدة تمرّ على أفراد أسرتنا بعد 39 سنة من رحيل الوالد، فطوال تلك المدة لم يكرّم اسم محمد الكحلاوي، لذا نشكر وزارة الثقافة التي بادرت بهذا التكريم، وأرى أن هذا الاحتفاء تكريم وكرم من الله، الذي مدحه محمد الكحلاوي وأحب رسوله، وأفنى سنوات طويلة ينشد ذلك».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التكريم يعمل على التعريف بفن محمد الكحلاوي، فالأجيال المتعاقبة حالياً لم تره ولم تتعرف على ما أنشده، كما أرى هذا التكريم يعمل على تسليط الضوء على فن المديح وعشقه، ففن المدح يصحح المفاهيم خصوصاً بين الشباب، وينأى بهم عن طريق التطرف، فهذا الفن يرقِّق المشاعر، ومما تعلمته من والدي أن المدّاح يمدح بقلبه، وهي وصية علّمتها لأبنائي من أعضاء الفرقة الموسيقية لكي يصل ما يقدمونه إلى قلوب المستمعين إلى فنهم».
بدوره، قال الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»: «تعددت الأسماء المصرية الشهيرة التي شكّلت الوجدان في ميدان الغناء الديني، لكن يظل اسم محمد الكحلاوي شيخ المداحين وصوت العاشقين قريناً بالسمو في مديح النبي الكريم، واحتفالنا بالفنان الراحل ضمن فعاليات البرنامج الفني الرمضاني (هل هلالك) هو احتفاء بقيمة الفن ودوره الروحي في بناء الأمم، وتأكيد قيمه الجمالية والروحية، وهو احتفاء يروّج أيضاً لقيمة المشروع الفني المتميز الذي يصر عليه صاحبه ويخلص له، فيظل مشروعه صامداً قائماً بدوره ووظيفته متحدياً النسيان ومتغيرات الزمان».
يُذكر أن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية أصدر كتيباً يتناول السيرة الذاتية والفنية للفنان محمد الكحلاوي، حيت تناول أبرز محطاته الفنية والشخصية، حيث تطالعنا الصفحات بأن الكحلاوي وُلد في محافظة الشرقية عام 1912م، وعمل في البداية موظفاً في السكك الحديدية، وبدأ حياته الفنية في إنشاد المواويل الشعبية، قبل أن يترك وظيفته ليلتحق بفرقة عكاشة التي بدأت منها مسيرته الغنائية، ثم عمل بالإذاعة منذ نشأتها في عام 1934، وكانت بدايته في السينما في العام التالي من خلال المشاركة بفيلم «عنتر أفندي» عام 1935، ثم قام بإنشاء شركة «أفلام القبيلة» للإنتاج الفني، والتي شاركت في إنتاج عدد من الأعمال منها «ابن الفلاح» عام 1948، كذلك شارك بتأليف عدد من الأفلام التي قام ببطولتها منها «أحكام العرب» عام 1947.
ثم ركز اهتمامه منذ الستينات على الإنشاد الديني والأغنية الشعبية، وفي عام 1964 قدم الكحلاوي خلال مؤتمر علماء المسلمين بالقاهرة ملحمة غنائية عن سيرة الرسول مستعرضاً حياته وغزواته، مما جعل المؤتمر يخصص له جائزة مالية، فرفض الكحلاوي قائلاً إن ما قدمه بوازع من ضميره كفنان، فأطلق عليه الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر حينها لقب «مداح الرسول».
كما يطالعنا الكتيب بأن الكحلاوي كان من أوائل مَن أدخلوا الغناء البدوي إلى مصر، فنال لقب «زعيم الغناء البدوي»، وهو أول نقيب للموسيقيين، كما كان صاحب أعلى أجر في السينما المصرية خلال فترة الأربعينات، وحصل الكحلاوي على كثير من الجوائز والأوسمة من مختلف الدول العربية، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، وشهادة الجدارة من الرئيس محمد أنور السادات.


مقالات ذات صلة

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)

عائلة بريطانية تتغذى على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات

أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
TT

عائلة بريطانية تتغذى على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات

أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»

عثرت امرأة في أثناء نزهة في الريف الإنجليزي على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات (11 رطلاً). وقالت إن عائلتها تناولتها في وجباتها على مدار أسبوع كامل.

كانت أليسمون مينيت (27 عاماً) حسبما ذكرت «بي بي سي»، تسير برفقة والدها بحقل في نورث مارستون، بمقاطعة باكينغهامشير البريطانية عندما لاحظا الفطرة الضخمة وسط العشب. وتابعت: «تغذيت وعائلتي عليها لمدة أسبوع... داومت على تناول أطباق مصنوعة منها منذ وجدتها. ولا تزال لديّ 3 شرائح في الثلاجة. ولأكون صادقة أشعر بشبع زائد منها».

تهوى عازفة الموسيقى أليسمون جمع الفطر، وحسب قولها فهي تعرف كيف تحدّد النّوع الصالح منه للأكل، ولا تخلط بينه وبين الفطر السّام.

الفطرة الضخمة تزن 5 كيلوغرامات («إنستغرام» أليسمون مينيت)

وتوضح مينيت أن «فطر البافبول هو أسهل أنواع الفطر من ناحية التعرف عليه. يبدو كأنه من كوكب آخر، شكله غريب جداً». وأوضحت أنها تعرف الأشكال والألوان التي يجب تجنبها. ويقول الخبراء إن الأشخاص الذين لا يمتلكون مثل هذه المعرفة الأفضل لهم ألّا يغامروا.

استخدمت أليسمون مينيت الفطرة لصنع رغيف اللحم وشرائح الفطر، كما صنعت بيتزا بالفطر. وتابعت: «وجدت أمي وصفة بيتزا مع الفطر على (تيك توك)، وكانت لذيذة جداً».

جديرٌ بالذكر أن 3 أشخاص من جيرسي تعرضوا للتسمم في سبتمبر (أيلول)، بعد أن أخطأوا في التمييز بين «فطر قبعة الموت» والفطر الصالح للأكل.

وحذرت المتخصصة بعِلم الفطريات شارلوت شينكين، الناس من تناول الفطر البرّي الذي لا يمكنهم تحديده بدقة، وقالت: «من الضروري أن تكونوا على دراية بالمخاطر الحقيقية والقاتلة المحتملة لتناول الفطريات البرّية من دون معرفةٍ وحذر». كما نصحت جامعي الفطر باستشارة رأي ثانٍ وترك عينة غير مطهوة في حال أُصيبوا بالتسّمم.