هل يمكن أن نستعيد الذكريات التي فقدناها؟

إشارات ترتبط بالذاكرة المخزونة

هل يمكن أن نستعيد الذكريات التي فقدناها؟
TT
20

هل يمكن أن نستعيد الذكريات التي فقدناها؟

هل يمكن أن نستعيد الذكريات التي فقدناها؟

كيف يمكننا تخزين الذكريات في أذهاننا، وهل هناك أمل أن نتمكن يوماً ما من استعادة الذكريات التي افتقدناها؟
بوجه عام، نحن نتذكر مجرد نسبة شديدة الضآلة من الأحداث التي مرت بحياتنا. ويمكن أن تصبح المشاهد والأصوات المرتبطة بكل لحظة نعايشها وندركها ذكرى. ولكن فقط عندما تبدو لنا لحظة ما على قدر من الأهمية نتذكرها، على الأقل لبعض الوقت. شخصياً، لا أزال أتذكر وجه زوجتي المشرق يوم زفافنا، في اللحظة التي رفعت الحجاب عن وجهها.
خزائن الذاكرة
والآن، دعونا ننتقل لمسألة ما الذي يحدث عندما نخزن ذكرى ما، وعندما نتذكرها. خلال الأعوام الـ30 الماضية، بدأنا في استيعاب هذا الأمر، فمن أجل تحويل لحظة ما إلى ذكرى قصيرة الأجل، نتولى تخزين الذكرى على شكل قطع؛ كل قطعة مخزنة في منطقة مختلفة من المخ. وتحتوي القطع المختلفة المشهد والصوت ورد الفعل العاطفي الذي تملّكنا في تلك اللحظة، والمكان الذي حدثت فيه ومتى حدثت مقارنة بذكريات أخرى.
بصورة جمعية، تجري حياكة جميع هذه القطع المتعلقة بالذكرى معاً داخل ما يسمى «إنغرام الذكرى memory engram»، في إشارة إلى تجميع متناغم لكل القطع معاً (إنغرام: وحدة من المعلومات المعرفية داخل الدماغ، وهي نظرياً، الوسيلة التي يتم من خلالها تخزين الذكريات).
ويجري إنجاز عملية «الحياكة» هذه من خلال تعزيز الروابط بين خلايا المخ: اللحظات التي يعدها المرء مهمة تستحث روابط أقوى.
ومن أجل استعادة ذكرى معينة، يتولى جزء من المخ يطلق عليه «قرن آمون hippocampus» استعادة الإنغرام، أي فهرس المناطق المختلفة في المخ حيث توجد قطع هذه الذكرى المخزنة.
وتكشف تجارب أُجريت في وقت قريب على فئران أنه حال تعرض منطقة «قرن آمون» لإعاقة مؤقتة، ستختفي القدرة على الوصول إلى ذكرى ما بصورة مؤقتة، ذلك أن «قرن آمون» ينسى لفترات وجيزة الإنغرام الرابط بين قطع الذكرى. ومع ذلك، تبقى الذكرى موجودة ومخزنة في تلك المناطق من المخ. وعندما نشر هذا البحث، تساءل البعض حول ما إذا كان من الممكن استعادة بعض الذكريات المفقودة لدى البشر.
فقدان الذكريات
ويرى العالم المختص بالعلوم المعرفية وزميلي د. أندرو بودسون أن ثمة سبيلين يمكن من خلالهما «فقدان» الذكريات مع تقدمنا في العمر. تتمثل واحدة منهما ببساطة في عدم وصولنا إلى الإشارة المناسبة للوصول إلى الذكرى. جدير بالذكر هنا أنه مع توافر الإشارة المناسبة: مثل رؤية الشخص المناسب أو سماع الموسيقى المناسبة أو شم الرائحة المناسبة، يصبح باستطاعتنا فجأة استعادة الذكرى بأكملها. وهنا، يكون إنغرام الذكرى سليماً. إلا أنه إلى جانب ذلك، يمكن أن تنحسر الذكريات بمرور الوقت، الأمر الذي يحدث للأسف لغالبية الذكريات القديمة. والملاحَظ أن غالبية الذكريات المفقودة لدى مرضى ألزهايمر والصور الأخرى للخرف تنحسر ومن المحتمل ألا يصبح في المستطاع استعادتها ثانية أبداً.
لقد بدأنا في إدراك الروابط الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في المخ عند تشكيل الذكريات واستعادتها. وبدأ العلم يكشف لنا أن استعادة الذكريات ليست بسحر، وهو أمر مثير حقاً، لكن ليس في حجم إثارة قدرتي حينما تراودني الرغبة في استدعاء ذكرى وجه زوجتي لحظة عقد قراننا.

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»،
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

صحتك الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، فكيف تؤثر على صحتنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي، ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

يُعد فيتامين «د» من أهم العناصر الغذائية، فهو ضروري للحفاظ على قوة العظام، وصحة الجهاز المناعي، والحيوية العامة... فما علامات نقصه في جسمك؟ وكيف تُعززه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة باكستانية ترفع الأثقال في صالة للألعاب الرياضية (إ.ب.أ)

هل يمكن لرفع الأثقال حمايتك من الخرف؟

اعتباراً من عام 2021، قدَّر الباحثون أن نحو 57 مليون شخص حول العالم يُعانون من الخرف، وهي حالة عصبية تؤثر في ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)
صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)
TT
20

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)
صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر، وأفضل طريقة لمواجهته هي تعزيز الصحة الداخلية من خلال تناول طعام صحي غني بالعناصر الغذائية.

ووفق موقع «ذا هيلث سايت»، ينصح الأطباء بتناول الأعشاب والتوابل في الحر الشديد، لأنها تُهدئ الجسم وتُعزز صحة الجهاز الهضمي.

وفيما يلي الأعشاب والتوابل الثمانية المفيدة للهضم التي تُعدُّ شائعة في معظم المطابخ الهندية، وتعزز الصحة العامة.

الحلتيت

يتميز الحلتيت بخصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تقليل مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات. يُمكنك إضافة الحلتيت إلى جميع وجباتك.

القرفة

القرفة من التوابل المعروفة بتحفيزها للهضم وتخفيف الغثيان. يمكنك إضافة القرفة إلى وجباتك أو شرب شاي القرفة.

الكركم

يحتوي الكركم على الكركمين، الذي يتميز بخصائص مضادة للالتهابات تُساعد على تهدئة الجهاز الهضمي، خصوصاً المعدة. عادةً ما يضيف الهنود الكركم إلى وجباتهم، ويمكنك أيضاً شرب شاي الكركم.

الكمون

تُساعد بذور الكمون على تحفيز الهضم وتخفيف الانتفاخ. أضف بذور الكمون إلى وجباتك أو اشرب ماء الكمون.

الكزبرة

نظراً لخصائص بذور الكزبرة المضادة للالتهابات، فإنها يُمكن أن تساعد في تقليل مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات. يُمكنك إضافة بذور الكزبرة إلى وجباتك أو شرب شاي الكزبرة.

الزنجبيل

يتميز الزنجبيل -وهو من التوابل الرائعة- بخصائص مضادة للالتهابات تُساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الغثيان. أضف الزنجبيل إلى وجباتك أو اشرب شاي الزنجبيل.

النعناع

أوراق النعناع منعشة وتُستهلك خاصةً في أشهر الصيف. فهي تُحفز الهضم وتُخفف عسر الهضم. أضف أوراق النعناع إلى وجباتك أو اشرب شاي النعناع.

بذور الشمر

تُساعد بذور الشمر أيضاً في تقليل الانتفاخ والغازات. في الهند، عادةً ما يمضغ الناس بذور الشمر بعد الوجبات أو يشربون شاي الشمر.