النفط يثور على الكبوة الهندية

قفزت أسعار النفط الخميس أكثر من 2 % مع توقعات إيجابية فيما أعلنت شركات الطاقة الأوروبية العملاقة نتائج فصلية قوية (رويترز)
قفزت أسعار النفط الخميس أكثر من 2 % مع توقعات إيجابية فيما أعلنت شركات الطاقة الأوروبية العملاقة نتائج فصلية قوية (رويترز)
TT

النفط يثور على الكبوة الهندية

قفزت أسعار النفط الخميس أكثر من 2 % مع توقعات إيجابية فيما أعلنت شركات الطاقة الأوروبية العملاقة نتائج فصلية قوية (رويترز)
قفزت أسعار النفط الخميس أكثر من 2 % مع توقعات إيجابية فيما أعلنت شركات الطاقة الأوروبية العملاقة نتائج فصلية قوية (رويترز)

واصلت أسعار النفط المكاسب القوية الخميس بعد ارتفاع واحد في المائة في الجلسة السابقة، إذ طغت توقعات إيجابية بشأن تعافي الطلب هذا الصيف على مخاوف بشأن تأثير زيادة وتيرة الإصابات بـ(كوفيد - 19) في الهند واليابان والبرازيل.
وصعد خام برنت تسليم يونيو (حزيران) 1.43 دولار، بما يعادل 2.13 في المائة إلى 68.70 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:40 بتوقيت غرينيتش، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو 65.14 دولار للبرميل، بزيادة 1.28 دولار أو 2 في المائة.
وتمسكت مجموعة أوبك+ التي تضم منظمة أوبك وروسيا وحلفاءهما بخططها للتخفيف التدريجي للقيود على إنتاج النفط من مايو (أيار) إلى يوليو (تموز)، وذلك بعد أن رفعت أوبك قليلا توقعاتها لنمو الطلب في 2021 إلى ستة ملايين برميل يوميا. وتتوقع المجموعة أيضا بلوغ المخزونات العالمية 2.95 مليار برميل في يوليو، وهو ما يقل عن متوسط 2015 - 2019.
وقال محللون لدى سيتي غروب: «تشير نظرة أكثر قربا إلى وضع مخزونات النفط العالمية إلى أن السوق قد تكون أقرب إلى نقطة التوازن مما ربما تعتقد أوبك+»، مضيفين أن السوق استوعبت معظم مخزونات الخام المتراكمة، غير أنه لا يزال يتعين العمل على صعيد مخزونات المنتجات المكررة. كما يتوقع البنك أن ترفع حملات التطعيم في أميركا الشمالية وأوروبا الطلب على النفط إلى قمة غير مسبوقة عند 101.5 مليون برميل يوميا هذا الصيف، لكنه حذر من أن تصاعد وتيرة الإصابات بـ(كوفيد - 19) في الهند والبرازيل ربما يؤثر على الطلب المحلي في حال فرضت من جديد إجراءات إغلاق أوسع نطاقا.
واتجهت أنظار المستثمرين إلى ارتفاع في معدلات تشغيل المصافي في الولايات المتحدة وتراجع مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي، وهو ما أفادت به بيانات أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الأربعاء. وزادت مخزونات الخام الأميركية 90 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين التي كانت لزيادة 659 ألف برميل.
ومن جهة أخرى، استفادت كبرى شركات الطاقة في أوروبا من ارتفاع أسعار النفط وأعلنت عن زيادات كبيرة في أرباح الربع الأول من العام يوم الخميس، متجاوزة أسوأ تراجع للطلب على الوقود في زمن الجائحة.
وأجبر انهيار الطلب العام الماضي بي بي ورويال داتش شل وإكوينور على خفض توزيعات الأرباح والاحتفاظ بالسيولة، فيما تسعى لتحويل نفسها إلى شركات يمكنها الازدهار في عالم يحرص على خفض انبعاثات الكربون.
ومع تعافي الأسعار القياسية للنفط من مستوى أبريل (نيسان) 2020 المتدني البالغ 16 دولارا للبرميل إلى نحو 67 دولارا للبرميل هذا الشهر، تمكنت معظم الشركات من رفع الأرباح من جديد لتتجاوز المستويات التي كانت تشهدها قبل أول انتشار لجائحة فيروس «كورونا».
ويتجاوز ربح بي بي في الربع الأول من العام البالغ 2.6 مليار دولار ربح نفس الفترة من عام 2019 البالغ 2.4 مليار دولار وأعلى بأكثر من 200 في المائة مقارنة مع 2020.
وأعلنت توتال الفرنسية تسجيل ربح ثلاثة مليارات دولار في الشهور الثلاثة الأولى من 2021 ارتفاعا 69 في المائة عن العام الماضي وتسعة في المائة عن الربع الأول من 2019.
كما أعلنت إكوينور النرويجية تسجيل ربح في الربع الأول 5.5 مليار دولار، متجاوزا أيضا ربحها قبل الجائحة البالغ 4.2 مليار دولار.
وارتفع ربح شل في الربع الأول 13 في المائة عن العام الماضي إلى 3.2 مليار دولار، لكنه أدنى من ربح 2019 البالغ 5.3 مليار.
لكن رغم تعافي الأرباح، لا تزال التوزيعات دون مستويات ما قبل الجائحة باستثناء توتال التي أبقت توزيعات الأرباح مستقرة خلالها. وفي حين زادت شل توزيعات الأرباح مرتين خلال الشهور الستة الماضية، كان 17.35 سنت دفعتها للسهم في الربع الأول أقل من 47 سنتا قبل الجائحة. ورفعت إكوينور أيضا التوزيعات إلى 15 سنتا للسهم، لكن ذلك يقل أيضا عن 26 سنتا للسهم في 2019... وقال سيتي إن «الرأي الوارد هو أن رأس المال يُحتفظ به للسماح بتسريع استثمارات جديدة في الطاقة».
وكان توزيعات أرباح بي بي البالغة 3.8 بنس للسهم في الربع الأول نحو نصف ما دفعته في 2019 لكنها تشرع في عمليات إعادة شراء للأسهم يتوقع محللون أن تزداد في الربع الثالث. وقال محللون لدى جيفيريز: «يجب أن تكون بي بي قادرة على إعادة الشراء بعشرة مليارات دولار على الأقل بين 2021 و2025».
وأعلنت ريبسول الإسبانية زيادة 5.4 في المائة في صافي الربح المعدل في الربع الأول إلى 471 مليون يورو، لكنه أقل 24 في المائة من أرباح نفس الفترة من عام 2019، وخفضت الشركة المدفوعات النقدية لعامي 2021 و2022 إلى 0.6 يورو للسهم من يورو للسهم، لكنها قالت إن إعادة شراء أسهم قد تدفع العائدات إلى أكثر من يورو للسهم بحلول 2025.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.