السودان على طريق إنشاء بورصة المعادن لمحاصرة التهريب

ينتج 100 طن ذهب سنوياً معظمها من التنقيب غير المنظم

يمثل تهريب الذهب أزمة اقتصادية كبيرة ومزمنة للسودان (رويترز)
يمثل تهريب الذهب أزمة اقتصادية كبيرة ومزمنة للسودان (رويترز)
TT

السودان على طريق إنشاء بورصة المعادن لمحاصرة التهريب

يمثل تهريب الذهب أزمة اقتصادية كبيرة ومزمنة للسودان (رويترز)
يمثل تهريب الذهب أزمة اقتصادية كبيرة ومزمنة للسودان (رويترز)

يتجه السودان لتأسيس بورصة للذهب والمعادن في الخرطوم، وذلك لتنشيط الاستثمار في المجال المالي المهمل في البلاد، ولتوفير «ملاذ آمن للاستثمارات في البلاد، وإدارة إنتاجه المقدر بنحو 100 طن من الذهب سنوياً».
وقال وكيل وزارة المعادن عبد الله كودي وفقا لوكالة الأنباء الرسمية «سونا» إن اللجنة الفنية بمجلس الوزراء أجازت مطلع الأسبوع أمر تأسيس بورصة الذهب والمعادن، وذلك لدى زيارته لشركة الخرطوم للذهب والمعادن، وإن عمليات إنشاء البورصة تسير بخطى حثيثة.
ويقدر إنتاج الذهب في السودان بنحو 100 طن سنوياً، يتم تهريب ما نسبته 75 في المائة منه إلى خارج البلاد، بسبب ضعف أسعار شراء الذهب داخل البلاد، وذلك بحسب الإحصاءات الرسمية، أما الإحصاءات غير الرسمية فتقدر الإنتاج السنوي بأكثر من 200 طن.
وينتج قطاع التعدين الأهلي - غير المنظم - ما يقارب 75 في المائة من إنتاج الذهب في البلاد، ويعمل به نحو مليوني معدن تقليدي، فيما ينتج القطاع المنظم النسبة الباقية من الإنتاج، وتعمل فيه نحو 361 شركة، منها 149 تحظى بامتيازات تنقيب كبيرة، و152 شركة تنقيب صغيرة، و48 شركة أخرى تعمل في مجال مخلفات تعدين الذهب.
بدوره، أكد مدير البورصة عصام الزين، أن الترتيبات الفنية لإنشاء البورصة اكتملت، وأنها جاهزة للعمل، متى ما رغبت الجهات المسؤولة تشغيلها، باعتبار ذلك واحدا من الأولويات المهمة. وأوضح أنهم تقدموا بعدة مقترحات لتشغيل البورصة، للاهتمام بالاستثمار في المجال المالي في السودان، والذي وصفه بأنه «مهمل»، رغم أهمية الاستثمار في الذهب باعتباره من الملاذات الآمنة للاستثمارات.
وجرب بنك السودان العديد من السياسات للسيطرة على أسواق الذهب ووقف علميات التهريب، بيد أنها لم تفلح جميعها في السيطرة على عمليات التهريب، فتارة كان يشترط أن يتم بيع المنتج له، وتارة أخرى يعلن عن توحيد سعر الشراء وفقاً للأسعار العالمية، فيما تشير تقارير صحافية إلى أن أطراف عديدة بما في ذلك «شركات حكومية»، تعمل في تهريب الذهب.
ويعاني السودان من شح في موارده من العملات الأجنبية، ما أدى لتدهور مريع في سعر صرف العملة الوطنية، وتجاوز معدلات التضخم 350 في المائة، ولم تفلح جهود السلطات لتوظيف الذهب وعائداته لدعم حصائل العملات الأجنبية، ولخلق استقرار في سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».