مدرسة علماء «نوبل» تفتح مقراً لها في الرياض

من توقيع الاتفاقية أمس في الرياض («واس»)
من توقيع الاتفاقية أمس في الرياض («واس»)
TT

مدرسة علماء «نوبل» تفتح مقراً لها في الرياض

من توقيع الاتفاقية أمس في الرياض («واس»)
من توقيع الاتفاقية أمس في الرياض («واس»)

بالتزامن مع برنامج استقطاب المقرات الإقليمية للشركات والمؤسسات في المملكة، تُطلق الهيئة الملكية لمدينة الرياض برنامجاً لجذب المدارس الدولية، وذلك وفق منهجية تستقطب مشغلي المدارس الدولية بناءً على معايير محددة.
وقد وقّعت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الأربعاء، شراكة مع كلية كينغز البريطانية لافتتاح أول مدرسة دولية مستقلة في الرياض هذا العام، لتكون أول مجهودات برنامج جذب المدارس الدولية للمملكة، التابع للهيئة الملكية لمدينة الرياض، بالشراكة مع وزارتي التعليم والاستثمار.
وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، ومساهمة الهيئة في بناء مكانة الرياض كقوة اقتصادية إقليمية، لتكون واحدة من أكبر 10 اقتصادات في العالم. وأوضح فهد الرشيد رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض أنّ «الكلية ستضيف إلى مدينة الرياض خبرتها في مجال التعليم التي تزيد عن 140 عاماً، ملبية من خلالها احتياجات طلاب المراحل التمهيدية والابتدائية والثانوية عبر شبكة متميزة لنخبة من المعلمين حول العالم، كما سينضم خريجو المدرسة إلى قرنائهم من البارزين عالمياً، بما في ذلك الحائزون على جائزة نوبل، وبعض الشخصيات القيادية، والأولمبيون، والمؤلفون، والموسيقيون، وغيرهم من المبدعين».
وأُنشئت أول مدرسة عالمية في المملكة تحت اسم «المدرسة العربية السعودية العالمية» بفرعيها بمدينتي الظهران وجدة، وجاء ذلك بعد قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1979. والذي اقتضى أن يكون القبول في المدرسة قاصراً على أبناء الجاليات بمعايير مختلفة.
وشهدت السنوات التي تبعت إنشاء أول مدرسة نمواً سريعاً، ما أثّر في ازدهار وانتشار المدراس الأهلية والعالمية؛ حيث توسعت وزارة التعليم في إصدار تراخيص لهذه المدارس، فضلاً عن الموافقة على التحاق السعوديين بها.
وبلغ عدد المدارس العالمية التي تتبع نطاق وزارة التعليم، حتى اليوم 1940 مدرسة، وبعدد طلاب يتجاوز 345 ألف طالب وطالبة، بينما تُقدر المدراس الأهلية بـ4287 مدرسة مختلفة، تضم ما يتجاوز 721 ألف طالب وطالبة. وتتميز كلية كينغز البريطانية بتصنيفها العالمي الرائد في جودة الأبحاث والمعايير البحثية، ويضمّ طاقمها التعليمي أبرز الشخصيات الحاصلة على أهم الجوائز العالمية مثل نوبل للسلام.
ومن النماذج الأقرب للسعوديين الدكتورة حياة سندي سفيرة النوايا الحسنة لليونيسكو، التي تخرجت من كلية كينغز في لندن، وشغلت منصب عضو مجلس الشورى السعودي، وحصدت كثيراً من الاختراعات العلمية التي جعلتها واحدة من الأعلام العلمية في المنطقة العربية والعالم.
من جانبه، قال السفير البريطاني لدى المملكة نيل كرومبتون إنّ المشروع «يعزز العلاقات التعليمية الثنائية بين البلدين»، بالإضافة إلى أنّ «(كينغز) ستقدم المناهج البريطانية بعد مواءمتها مع المتطلبات السعودية، ما سيوفر تعليماً متميزاً يدفع الطلاب للوصول إلى أهدافهم».
وأشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في آخر ظهور له، إلى أنّ رؤية المملكة 2030 «تستهدف أن يكون لديها 3 جامعات من أهم 200 جامعة في العالم»، مبيناً أنّ مصادر التعليم أصبحت مفتوحة، والتركيز سيكون على خطط تطور المهارات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».